كرة "بامخالف" التي تكبُر!!

المعتصم البوسعيدي

مدخل: "وكن رجلاً إن أتوا بعده..يقولون: مرَّ وهذا الأثرْ".

في بهو فندق "جراند حياة"، إبان مؤتمر ومعرض عُمان الرياضي 2016م، كان ثمة رجل يتسم بالبشاشة الصامتة، وضوء أمل تعكسه "نظارته" الطبية عند حديثه عن الرياضة العُمانية، رغم "جيوش" التحديات الكبيرة التي تحيط بها، رجل هادئ يرى في "كرته الصغيرة" كرة ستكبر بعد حين!

عبدالله بامخالف يشغل حاليًا رئاسة اللجنة العُمانية لكرة الطاولة، وهو شخصية من حروف اللقاء الأول ترى صفحة ملأى بالتجربةِ الحافلةِ بالعطاء، كيف لا؟! وقد كرمه الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قُبيل أمم آسيا التي أقيمت بالدوحة 2011م بالجائزة البرونزية تقديرًا لجهوده وعمله بالاتحاد الآسيوي خلال عشرة أعوامًا مضت، ومُنح في السادس من أبريل الجاري وسام الامتياز لمجلس التعاون الخليجي على هامش اجتماع وزراء الشباب والرياضة للجان العمل المشترك، كما أنه تَقلد العديد من المناصب المهمة محليًا وخليجيًا وآسيويًا بطبيعة الحال، وكان أحد أوتار الفرح المهمة عند فوز منتخبنا الناشئ بكأس آسيا 1996م، وعند ألق كأس العالم للناشئين بأرض الكنانة عام 1997م؛ حيث ترأس الوفد العُماني في المشاركتين.

الحديث الذي جمعني به رغم المدة الزمنية القصيرة كان باعثًا للشجن، استدعى فيه بامخالف لحظات الفوز والانكسار، وتطلعات لا تقف عند حدود معينة بنيت بالحب والإخلاص، ورغم النزق الذي خرج منه مع مداعبة زميل الرؤية الصديق عادل البلوشي؛ حين أراد "بخبث" الصحفي ان يجعله في قائمة المترشحين المحتملين في انتخابات اتحاد كرة القدم ونفيه السريع بدعاء صادق ان يبعده الله عن هموم المستديرة، إلا أنه أيضًا تحدث عن حلمه الذي يسعى لتحقيقه، عن "كرته الصغيرة" التي يرى مستقبلها المشرق ويطمح لترك أثر فيها، دون ان يخفي حجم التحدي الذي ينتظرها.

بامخالف ترجم توصيات مؤتمر عُمان الرياضي 2016م -ربما- قبل صدورها بالخطوات المدروسة التي تمت لكرة الطاولة؛ فقد أعلن بمارس المنصرم عن إتفاق اللجنة مع شركة ستاج لرعاية أنشطة اللجنة والمنتخبات لمدة 4 أعوام، وبنقاش جدي مع رئيس الاتحاد الدولي للعبة حول دعم كرة الطاولة العٌمانية، وعن أفكار كثيرة ليست "بأحلام وردية" كما إنها ليست جرعة ماء تبلل الرمق دون ان تسد الظمأ، فلسفة بسيطة أعتقد تحتاجها كل رياضاتنا غير إنها ليست بالسهولة أيضًا.

الحديث هنا ليس عن شخص رئيس اللجنة العُمانية لكرة الطاولة فقط، بل عن المبدأ والفكرة التي ينطلق منها والتي من المؤكد تأتي أيضًا من روح فريق العمل الواحد باللجنة العُمانية لكرة الطاولة، وإن كنت أظن ان تأثير الخبرة يعلب دورًا في ممارسة العمل الرياضي، ومن الجميل ان تنتقل هذه الخبرة لرياضات أخرى اتمنى ان تحظى بالدعم الكامل، فلعها جناحي النفاذ إلى الذهب النفيس الخالص، نترقب الآن بكل شغف "دحرجة الكرة الصغيرة" لتكون كرة الثلج التي ستكبر عن وقوفها على الأرض الصلبة المستوية.

-----------------

مخرج: "حدد حلمك، أعرف وسائلك وادرس عوامل النجاح، اقرأ وتعلم من التجارب، لا تؤجل عملك، ثابر واجتهد، لا تسمع لصوت التشاؤم، ثق بنفسك"، حتمًا سيتحقق ما تريد بإذن الله تعالى.

تعليق عبر الفيس بوك