"الزراعة" تنفذ دراسة علمية عن الأهمية الاقتصادية لمصائد أسماك العومة في السلطنة

مسقط - الرُّؤية

نفَّذَ مركزُ العلوم البحرية والسمكية بوزارة الزراعة والثروة السمكية، دراسة علمية عن أسماك العومة في مياه السلطنة، وأهميتها الاقتصادية، تناولت الدراسة -التي قام بها الدكتور جمعة بن محمد بن عبدالله المعمري خبير الأحياء البحرية بالمركز- العديد من المحاور العلمية عن مصائد أسماك العومة؛ مثل: طريقة المعيشة والتكاثر والتغذية والهجرة في البحار والتوزيع الجغرافي لأماكن تواجد أسماك العومة في البحار المحيطة بالسلطنة والقريبة منها.

حيث جاء في الدراسة أنَّ أسماك العومة المهاجرة كثيرة الترحال في أسراب منذ صغرها وحتى كبرها ما يوفر لها الحماية من الكائنات المفترسة ويساعدها على التكاثر والتغذية بشكل جيد وتنتشر أسراب العومة في الجزء الغربي للمحيط الهندي الذي يشمل خليج عدن وبحر العرب وبحر عمان وكذلك في الخليج العربي والبحار المحيطة في شرق وجنوب القارة الهندية هذه البحار والخلجان توجد فيها أسراب العومة بكثافة وربما تمتد إلى البحار المجاورة في مواسم معينة من العام.

وأسماك العومة أو العيد كما تسمى محليا -والتي هي محور هذه الدراسة- من أسماك السردين المنتمية إلى العائلة Clupeidae والتي يوجد حوالي 21 نوعا منها في البحار العمانية هي من أسماك السطح الصغيرة وتسمي أيضا بالسردين الهندي الزيتي. واشتهرت العومة منذ القدم أنها من الأسماك التي تهاجر في قطعان تقترب من السواحل ليطالها الصياد بشباكة بسهولة ويسر وهي غذاء للكثير من الأسماك والكائنات البحرية وتحتل قاعدة الهرم الغذائي في السلسلة الغذائية ولذا يصطادها العمانيون ليستخدموها طعم لصيد الأسماك كما اصطادها العمانيون لتجفيفها واستخدامها غذاء غنيا بالبروتينات والدهون سواء للحيوانات أو للإنسان ودخلت العومة في الصناعات الغذائية عالميا منذ فترة ليست بالقصيرة أهمها التعليب والتمليح ولا تزال العومة من الأسماك المحببة في المائدة تستخدم بكافة الطبخات والوجبات الغذائية.

وأسراب أسماك العومة تتحرك بسرعة كبيرة في البحر وأثناء هجرتها تقترب من سطح البحر متغذية على العوالق النباتية والتي هي عبارة عن كائنات وحيدة الخلية تتكاثر بالانقسام الثنائي البسيط وتمثل العوالق النباتية ما يقارب 56% من غذاء أسماك العومة غير أنها تتغذي أيضا على بيوض الأسماك الأخرى خلال فترة التغذية وتتغذى العومة بشكل أكبر خارج مواسم التكاثر بين شهري أبريل ويوليو وتقل تغذيتها اثناء فترة الاخصاب والتكاثر وبينت الدراسات التي قام بها مركز العلوم البحرية والسمكية أن العومة الصغيرة تتغذي بنهم أكبر عن العومة الكبيرة.

إنَّ هجرة أسماك العومة تجذب الكثير من الأسماك والكائنات الحية الأخرى وتجعلها تغير مسارات هجرتها وقد أصبح معلوماً لدى الصيادين أن أسماك التونة والدلافين والحيتان تتبع هجرة أسماك العومة وهي دليل على وفرة الصيد إن وجدت في الموقع وكذلك طيور النورس والبط البحري والسلاحف البحرية تهاجر معها وذلك لغنى لحم العومة بالبروتين والدهون التي تعطي الطاقة والحيوية لهذه الكائنات البحرية.

وبيَّنت الدراسات الهيدروغرافية العلاقة المباشرة بين تغيرات البيئة البحرية بما تحملة من مواد غذائية غنية خلال مواسم الخريف وازدهار العوالق البحرية التي توفر الغذاء الطبيعي للعومة وهذا ينعكس إيجابياً على تكاثر ونمو أسماك العومة بما يعزز قدرة المخزون واستدامته وأشارت الدراسات التي نفذها مركز العلوم البحرية والسمكية الى امكانية رفع سقف إنتاج العومة من البحار العمانية وأوصت برفع إنتاج السلطنة من العومة بواقع 18.9 % خلال السنوات القادمة. كما قدررت الدراسات الحجم الأدنى المقترح للصيد في بحر عمان بـ 17 سم والحجم الادنى المقترح للصيد في بحر العرب بـ 19 سم ويمكن أيضا توسيع نطاق الصيد ليشمل أعالي البحار باستخدام شباك البرسين للتحويط العميق على نطاق محدود والتخفيف على المصايد الساحلية ويعني ذلك التوسع في الصناعات السمكية ورفع جودة المنتجات البحرية وقيمتها المضافة والتحكم في مسارات تسويق أسماك العومة على وجه الخصوص بشكل يرفع مساهمتها في الدخل الوطني من قطاع الثروة السمكية.

تعليق عبر الفيس بوك