مؤتمر مراكز البحوث الإنسانية في الوطن العربي يناقش التحديات والفرص وآفاق التعاون

تنظمه جامعة السلطان قابوس برعاية الحسني

مسقط - فاطمة الهدابيَّة - رقيَّة الكنديَّة

رَعَى مَعَالي الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام، افتتاحَ مؤتمر "البحوث الإنسانية في الوطن العربي: التحديات والفرص وآفاق التعاون"، الذي نظمه مركز البحوث الإنسانية بجامعة السلطان قابوس، ويستمر ليومين.

وافتتح المؤتمر بعرض مرئي هدف إلى التعريف بمركز البحوث الإنسانية وأهدافه، تلاه كلمة ألقاها الدكتور منير كرادشة القائم بأعمال مدير مركز البحوث الإنسانية بالجامعة؛ أوضح فيها أنَّ قضية البحث العلمي أصبحت ملمحا فاصلا بين التقدم والتخلف.. مشيرا إلى أنَّ البحث العلمي ليس ترفا فكريا إنما عملية خلاقة هادفة لها دور محوري في تنمية المجتمعات وتطورها وتواصلها مع كل ما هو جديد يخدم الإنسانية ويعزز منجزاتها.

واستهلت الجلسة الأولى بحديث الدكتور بومدين بوزيد عن التحديات الجديدة التي تواجهها العلوم الاجتماعية الإنسانية في مراكز البحوث ودور هذه المراكز في توظيف المعرفة للوصول إلى مجتمعات ناجحة.

وقال بوزيد: إنَّ هناك تعثرًا في هذه المراكز في توجيه الرأي العام وحل محلها الإعلام الجديد وفضائيات إعلامية أخرى لا تستند لدراسات أو رؤية اجتماعية، وأضاف معقبا أن الفرق بين الغرب والعرب هو محصلة البحوث الإنسانية والاجتماعية لدينا ولا تشكل تأثيرا على الرأي العام في قضية قيم المواطنة وقيم البيئة والقيم المدنية...إلخ، ولكنها في نفس الوقت تصبح مادة خام للقرار السياسي وللمخططات الاقتصادية.

واستعرض محمد عبد الكريم الحوراني بحثه "مراكز الدراسات في الأردن: الوظائف والمعوقات الوظيفية"، وتناول حالة مركز الدراسات في المجتمع الأردني من خلال التركيز على ثلاث قضايا متفاعلة ومتداخلة مع بعضها كقضية الوظائف المناطة بمراكز الدراسات مثل المساهمة في تفسير مشكلات المجتمع، وإيجاد حلول لها والمساهمة في رسم السياسات العامة، إلى جانب قضية مقتضيات الواقع العملي ومهمة الانخراط المجتمعي أي التركيز على الموضوعات الأكثر إلحاحا في الواقع من الناحية البحثية؛ بهدف الكشف عن طبيعة الاستراتيجيات البحثية لمراكز الدراسات ومدى تفاعلها مع القضايا المجتمعية.

وتأتي الجلسة الثانية حول "أدوار ووظائف مراكز البحوث الإنسانية في الوطن العربي"؛ تحدث فيها الدكتور جمال يحياوي عن بحثه "مراكز البحث العربية ودورها في التأصيل لثقافة التعايش والتسامح". وبحث "الدور المعرفي لمراكز البحوث الاجتماعية والإنسانية في المجتمع العربي" وقدمه الدكتور أسامة إسماعيل عبدالباري، ودراسة ميدانية قدمها الدكتور أسعد تقي العطار والدكتورة مها عبدالمجيد العاني حول "دور المراكز البحثية العربية للعلوم الإنسانية في جامعة بغداد في تطوير أداء الباحثين من وجهة نظرهم"، وبحث آخر جاء بعنوان "دور مراكز البحوث العربية في رسم السياسات العامة" عرضه الدكتور جاسم يونس الحريري، وتخللت الجلسة عدة نقاشات ومداخلات.

وجاءت الجلسة الثالثة بعنوان "آليات المراكز البحثية العربية في التعاطي مع الإنتاج البحثي العلمي"، شارك فيها كل من د.زياد بركات وليلى أبو علي في بحث بعنوان "الفجوة بين الإدراكات والتوقعات لقياس جودة الخدمات التي تقدمها مراكز البحوث في الجامعات الفلسطينية"، وبحث "رؤية مستقبلية لعم التعاون البحثي بين مراكز البحوث التربوية في الوطن العربي"، قدمه د.أحمد زينهم نوار تلاه عرض بحث "مراكز البحوث في المملكة العربية السعودية الواقع والمأمول"، عرضه أ.د.خليل عبد المقصور عبد الحميد ود.هند عقيل الميزر.

ويشهد المؤتمر مناقشة ومراجعة أدوار ووظائف مراكز البحوث الانسانية في الوطن العربي في الفترة الحالية، ووضع سياسات من شأنها أن ترتقي بالبحث العلمي في مجال الانسانيات على الصعيد العربي ودراسة ومناقشة التوجهات العالمية والاقليمية في مجالات البحوث الإنسانية، ومناقشة التحديات التي تعترض مسيرة البحث العلمي في مجال الانسانيات والخروج باستراتيجيات للتغلب عليها ومد جسور التعاون مع أشهر المراكز البحثية في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية في الوطن العربي من أجل خلق قاعدة للتعاون البحثي معها

وتركز محاور المؤتمر على مسيرة وتاريخ البحث العلمي في البلاد العربي، والاستراتيجيات التي أحدثت نقلة نوعية في تاريخ المراكز البحثية، والتحديات التي واجهت هذه المراكز وكيف تم التعامل معها والتغلب عليها، وأدوار ووظائف مراكز البحوث الإنسانية في الوطن العربي، وأدوار المراكز البحثية العربية في رسم السياسات العامة، وتصورات مستقبلية لمد جسور التعاون البحثي بين مختلف المراكز البحثية العربية،والتوجهات العالمية والإقليمية في مجالات البحوث الانسانية والاجتماعية، والمسائل الخاصة بالتمويل وجهاته المختلفة، وإستراتيجيات وعوامل وآليات التميز البحثي في مجالات العلوم الإنسانية، وعرض لنماذج تجارب دولية ناجحة بمراكز بحثية عالمية في مجالات البحوث الإنسانية، والجهات المستفيدة من الأبحاث وكيفية تنظيم العلاقة المتبادلة معها، وآليات المراكز البحثية العربية في التعاطي مع الانتاج البحثي العلمي، ورؤى متبادلة حول خطة استراتيجية مشتركة تحدد أولويات البحث العلمي في الوطن العربي في فترة محددة.

تعليق عبر الفيس بوك