بابا الفاتيكان يصطحب 3 عائلات من اللاجئين السوريين لدى عودته من اليونان
عواصم - الوكالات
حقَّق تنظيمُ "داعش" مكاسب في شمال سوريا على حساب القوات السورية وفصائل المعارضة المسلحة، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض. وتعتبر مختلف القوات المتحاربة في سوريا المنطقة الحدودية مع تركيا حيوية بالنسبة إلى تحركاتها إذ توفر لها طرق التموين. واستولى تنظيم "الدولة الإسلامية" على قرية حدودية أخرى في حربه ضد فصائل المعارضة المسلحة غير الإسلامية بمحافظة حلب، بحسب المرصد.
وقال المرصد إن الهجمات التي يشنها تنظيم "الدولة الإسلامية" شمالي حلب أتاحت له استعادة سيطرته على المناطق المتاخمة للحدود مع تركيا بالقرب من بلدة أعزاز التي تبعد عن الحدود التركية بنحو ثماني كيلومترات. وأوضح المرصد أن "المكاسب التي حققها تنظيم الدولة أتاحت له قطع طرق التموين التي كانت تعتمد عليها فصائل المعارضة المسلحة في منطقة أعزاز... والآن يطوق تنظيم الدولة فصائل المعارضة في جهة الشرق". وأضاف المرصد بأنَّ تنظيم الدولة حقق مكاسب ضد القوات الحكومية بالقرب من بلدة خناصر التي كانت القوات الحكومية تسيطر عليها.
ويذكر أن بلدة خناصر في الجنوب الشرقي من حلب هي المنفذ الوحيد بين المناطق التي كانت تسيطر عليها القوات الحكومية في حلب ومحيطها وباقي المناطق في سوريا. وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش الجمعة إن نحو 30 ألف شخص على الأقل اضطروا إلى الفرار من القتال خلال اليومين الأخيرين في اتجاه الحدود التركية. واتهمت هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان حرس الحدود الأتراك بفتح النار على بعض النازحين، داعية السلطات التركية السماح للنازحين بالدخول إليها.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن هناك "حاجة ماسة" لأن تتوقف حكومة الرئيس السوري بشار الأسد عن انتهاك وقف إطلاق النار في سوريا ودعا روسيا للمساعدة في ذلك.
وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أن كيري قال لنظيره الروسي سيرجي لافروف في اتصال هاتفي "تتوقع الولايات المتحدة من روسيا دعوة النظام للالتزام بوقف (الأعمال القتالية) ونحن سنعمل مع المعارضة لتتصرف بالمثل". وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيري في إفادة صحفية إن الولايات المتحدة على علم بأن بعض تحركات الحكومة السورية في مدينة حلب ومحيطها مدعومة بضربات جوية روسية. وأضاف أن كيري أوضح للافروف مدى قلق الولايات المتحدة من تقارير ذات مصداقية عن انتهاكات في حلب ومحيطها. وقال المتحدث إن الولايات المتحدة بينما تدعو روسيا إلى أن تحث الحكومة السورية على وقف هذه الانتهاكات فإن كيري "وعد بأننا سنقوم بالأمر نفسه من جانبنا مع جماعات المعارضة التي ندعمها.
وفي سياق آخر، صعدت ثلاث عائلات من اللاجئين السوريين على متن طائرة تقل البابا فرنسيس أثناء عودته إلى الفاتيكان، أمس، بعد زيارته لجزيرة ليسبوس اليونانية التي تعد الخط الأمامي لأزمة المهاجرين إلى أوروبا والتي تسببت في مقتل المئات خلال العام الماضي.
وقال الفاتيكان في بيان "أراد البابا أن يقدم بادرة ترحيب تتعلق باللاجئين ورافقته على طائرته إلى روما ثلاث عائلات للاجئين من سوريا تضم في المجمل 12 شخصا بينهم ستة أطفال." وكان مهاجرون بكوا عند أقدام البابا فرنسيس وقبلوا يديه وتوسلوا إليه ليساعدهم أمس عندما وصل لمخيم للاجئين.
وكان التليفزيون اليوناني قال في وقت سابق أمس إن البابا يعتزم أن يصطحب معه عشرة لاجئين إلى الفاتيكان بينهم ثمانية سوريين. ونقل التليفزيون اليوناني عن امرأة تدعى نور قولها "هذه هدية من الله". وفي ثلاث مرات على الأقل جثا مهاجرون عند أقدام البابا باكين ومتوسلين للمساعدة. واقتحمت امرأة ترتدي صليبا صفوف الشرطة وألقت نفسها عند أقدام البابا فرنسيس. وقالت المرأة والتي بدت في أوائل الثلاثينات من عمرها وهي تبكي "لا أريد البقاء في المخيم.. لا للمخيم.. أريد أن أذهب."
ودافع البابا بشكل متكرر عن اللاجئين وحث الإبراشيات الكاثوليكية في أوروبا على استضافتهم. وكانت أول رحلة له بعد ترسيمه في عام 2013 لجزيرة لامبيدوزا في صقلية والتي يوجد بها مثل ليسبوس آلاف اللاجئين.
وفي سياق مواز، وبحسب تقارير، لا تزال القوة العسكرية الروسية على نفس المستوى في سوريا رغم مرور شهر على إعلان الرئيس فلاديمير بوتين سحب معظم القوات الروسية من سوريا، وعلى الرغم من تراجع عدد الطائرات المقاتلة لا تزال روسيا تحتفظ بعدد كبير من طائرات الهليكوبتر الهجومية القادرة على توفير دعم قتالي عن قرب للقوات الحكومية السورية.
ولم يظهر تحليل أجرته رويترز للبيانات المعلنة أي تراجع في عمليات الإمداد فالرحلات المنتظمة لطائرات الشحن التابعة للجيش الروسي لا تزال مستمرة وتصل إلى قاعدة حميميم في غرب سوريا منذ إعلان بوتين سحب معظم القوات في الرابع عشر من مارس. واستمرت كذلك عمليات الإمداد عبر مسار الشحن "السوري السريع" وانتشرت قوات من سلاح المهندسين الروسي في مدينة تدمر التاريخية وظهرت معلومات عن وجود قوات خاصة روسية في سوريا لتشير إلى مشاركة في الصراع أكبر مما اعترفت به موسكو سابقا.