السبيل للتغيير إلى الأفضل

فيصل الكندي

الجلوس مع النفس والتفكير في حل للعادات السيئة التي قد نكون نحن طرفاً فيها شيء مهمٌ جدا للتغير خاصة فيما يتعلق بصحتنا الجسدية وعلاقاتنا الاجتماعية وهو ما نفتقده اليوم ونحتاج إليه كثيراً في تغيير العادات السيئة للأفضل؛ فدوام الحال من المحال، ولن يأتي أحد ليحل مشكلاتك بل أنت من ينبغي أن يقوم بذلك وهنا بعض من تلك العادات السيئة الشهيرة التي نقوم بها دون وعي منا والتي ينبغي لنا أن نصحهها.

- طريقة الجلوس الصحيحة

كثيرٌ من الناس وخاصةً من يؤدي أعمالاً مكتبية يجعل ظهره منحياً نحوَ الأمام وقت أداء مهامه مما يؤثر عليه صحياً فقد يتأثر العمود الفقري بهذا الانحناء اليومي ولساعاتٍ طويلةٍ، فقد ذكر باحثون أمريكيون أن إستقامة الظهر أثناء الجلوس بدرجة 90 درجة والتي كان يعتقد بأنّها أفضل الجلسات عن الانحناء للامام تسبب ألما للظهر وضغطاً غير طبيعياً على العمود الفقري والجلسة الصحيحة هي الإنحناء للخلف قليلا بدرجة 135 درجة مع أداءِ بعض الحركات التي تشدُ الجسم وتمنعُ الاعتمادُ على منطقة واحدة وقت الجلوس بهذه الطريقة يرتاح الظهر وتجعل العمود الفقري مستقيماً وتجنبُ حصولُ تشوهاتٍ أو إصاباتٍ فيه كما يمكنه أداء بعض التمارين البسيطة وهو جالس.

- طريقة الشرب الصحيحة

تعود الكثير من الناس على شرب الماء وقوفاً وبدفعةٍ واحدةٍ وهذا قد يؤثر على المعدة ويحرم الجسم الاستفادة من الماء والشرب بدفعةٍ واحدةٍ يفاجئ الكبد بقدوم الماء بعنف وقد يؤدي إلى تلفه ويسبب عسر الهضم والشرب على دفعةٍ واحدةٍ يؤدي إلى توقف النَفَسْ خلال هذه الفترة مما يسبب إلى توسع الحويصلات الهوائية وفقد مرونتها وبالنسبة للجهاز العصبي فإنّه أثناء الوقوف يكون متوتراً والجسم يكون في حالة عدم توازن والطريقة الصحيحة للشرب كما علمنا الإسلام هي الجلوس والشرب على دفعات حتى نريح المعدة ويستفيد الجسم من الماء ونتجنّب الأمراض ومن الأمور الخطرة صحيًا والتي ما زال معظم النّاس مصرون عليها رغم تنبيهات الأطباء والمختصين "المشروبات الغازية" التي تبين خطرها بسبب ما تحتويه من نسبة السكر المرتفعة والتي تعادل 10 ملاعق سكر وكذلك المكونات الكيميائية التي يجهلها معظم الناس والتي قد تسبب أمراضاً على المدى البعيد ورغم توفر البدائل كالحليب ومشتقاته والعصائر وأنواعها إلا أنّ الإصرار عليها مستمر دون مبالاة للعواقب.

- طريقة النوم الصحيحة

الطريقة الصحيحة للنوم هي النوم على الجنب الأيمن كما علمنا الإسلام، وأتى العلم الحديث ليثبت لنا ذلك ويبين الأضرار المرتقبة للنوم على الجوانب الأخرى حيث أشارت أحدث الدراسات الأمريكية إلى أنّ النوم على الشقِ الأيمن يساعد على النوم الهادئ ويمنع الكوابيس ويؤدي إلى تقليل الجهد على عمل القلب في ضخ الدم والنوم على البطن يسبب ضيقا في التنفس مما يتعب القلب والدماغ والنوم على الظهر يسبب التنفس الفموي لاسترخاء الفك السفلي مما يسبب الإصابة بنزلات البرد وجفاف اللثة وربما التهابها والضخامة اللثوية كما يسبب الشخير وهي غير مناسبة للعمود الفقري والنوم على اليسار يؤدي إلى ضغط الرئة اليمنى على القلب وهي تعتبر أكبر من اليسرى وكذلك تفعل المعدة الممتلئة والكبد فهذه الطريقة تعرض القلب للاضطرابات والآلام كما لا ننسى أنّ النوم بطريقة غير مريحة تؤذي الجسد وقد تكون سبباً لمواجهة الشلل الليلي أو الجاثوم الذي يجعل الشخص يستيقظ دماغه إلا أنّ جسده مازال نائماً وهو ما يخيف معظم الناس ويتوقعون بأنّه شيطان متربص بهم لذا فالنوم بطريقةٍ صحيحةٍ يجنب حصول أي سلبيات أثناء النوم ويجعل الشخص يهنأ بنوم مريح.

- الطعام الصحي

النظام الغذائي الصحي يحدد الحالة الصحية للفرد وملامح مستقبله الصحي فقيام الكثير منا بالاعتماد على المعلبات والمثلجات والأطعمة السريعة والجاهزة أكبر جريمة نرتكبها في حق أجسامنا فهذه المأكولات تجري عليها تعديلات باستخدام مواد حافظة وألوان صناعية وغيرها كي تحافط على جودتها "ظاهرياً" ولكن في الحقيقة هي فاقدة للجودة ليس هذا فحسب بل فيها ضرر على صحة الإنسان بسبب المكونات الكيميائية التي تحتويها فهي عبارة عن أغذية طبيعية تمت إضافة مواد حافظة إليها أو مواد ملونة أو نكهات بقصد إطالة عمرها ولكي تحميها من العفن وهي أيضا تسبب التهابات حادة وربما سببت الحصوات وكل هذه الإضافات الصناعية تسبب أضرارا صحية أخرى لا تخفى على أحد. كما أنّ هذه الأغذية يضاف إليها النشأ ليتم حفظها مما يؤدي إلى زيادة الجلوكوز في الجسم وقد تؤدي زيادته إلى تلف في أنسجة الجسم، وتحتوي أيضا على الكثير من الدهون التي قد تسبب أمراض القلب وتحتوي على كميات كبيرة من السكر والملح مما يؤدي إلى ارتفاع في ضغط الدم وقد تمّ إجراء دراسة بأنّ تسخين النقانق المجمدة تؤدي إلى الإصابة بسرطان البنكرياس بنسبة أعلى من 65% ولتجنّب ذلك يجب أن يتم البحث عن بدائل مثل اللحوم والأسماك والخضروات والفواكه الطرية والطازجة التي يمكن للفرد أن يعتمد عليها ويبتعد عن الأطعمة المُصَّنَعَة والمحفوظة كي يحافظ على صحته ويرتقي بها.

- خطورة الكعب العالي

تفتخر الكثير من النساء بلبس الحذاء ذي الكعب العالي جرياً وراء الموضة الذي لا أعرف من إيجابياته إلا أنّه يرفع القامة ولكن ضريبة رفع القامة والموضة كبيرةٌ جداً إذ ثبت علمياً بأنّ الكعب العالي قد يؤثر في العمود الفقري لأنّ التركيز أثناء المشي بالكعب العالي يكون على الجزء الأمامي وبخطوات قصيرة ويسبب أيضاً تشوّه الأصابع وتورم والتهاب في الأعصاب أو العظام ويؤثر في التوازن وزيادة الضغط على العظلات والمفاصل والورم العصبي والتواء الكاحل وتقلص الألياف العضلية للساق وخشونة الركبة وهشاشة العظام والأمر الآخر إنّ الله سبحانه وتعالى أمر النساء بعدم ضرب الأرض أثناء المشي طمساً للفتنة، ولكن رغم كل ذلك ما زال الإصرار على اقتناء الكعب العالي في أعلى مستوياته حتى أنّه بإمكانك الاستماع إلى قدوم بعض النساء من مسافةٍ بعيدةٍ قبل قدومهنّ وهذا فيه من المخالفات الشرعية والضرر الصحي ما لا يخفى.

- حل مشكلاتك ولا تفكر فيها

يستهلك معظم الناس طاقاتهم في التفكير في مشكلاتهم دون التفكير في طريقة لعلاجها وهذا مما يعقدها ويتسبب في ظهور مشكلات أخرى قد تؤثر عليهم نفسياً واجتماعياً فالفاشل دراسياً مثلا لا ينبغي له أن يحزن أو أن يمرغ رأسه في التراب وينزل الدموع الثقال وينهي مستقبله خلال ثوان لمجرد أنّه أخفق في مادة أو فشل في شيءٍ ما وإنما عليه أن يجلس مع نفسه ويحاسبها حساباً عسيراً لماذا فشل وما هي الأسباب التي جَرّتْ للفشل، وكيف يستطيع أن يتجاوزها مستقبلاً للحصول على النجاح والدرجات العلا وكذلك المدخن عليه أن يبحث عن حلول لترك التدخين فالتفكير في المُشكِل شيء والتفكير في حل المُشكل شيء آخر؛ لذلك ابدأ من اليوم في حل مشكلاتك واترك التفكير فيها فبإمكانك أن تغير طباعك السيئة الى الأفضل إن أردت ذلك بنفسك فلن يحك ظهرك مثل ظفرك؛ ولكل شيء دواء كما قال الشاعر:

لكل داء دواء يستطب به.. إلا الحماقة أعيت من يداويها.

تعليق عبر الفيس بوك