كارت أحمر في وجه عمل حواء ببعض الوظائف

ضغوط وتدخلات أسريّة تجبر الزوجة على اللجوء إلى العمل الخاص

 

الرؤية - عهود المقبالية

درس "خ.ر" خارج البلاد وتلقى التعليم العالي في تخصص الإدارة، وهو يبلغ من العمر 38 سنة، وينتمي لعائلة ميسورة الحال، كان لا يحب نظام الحياة الأوروبية، ويعتقد أنّه يستطيع عند عودته إلى الوطن تغيير نمط الحياة لدى المحيطين به، لكنه فوجئ بعد عودته بالأفكار التي يواجهها على المستوى الأسري والمهني. عمل في شركة كبيرة ومرموقة وفرت له وضعا ماديا ممتازا، فأصبح يمتلك أجمل السيارات الفارهة، ولديه عائلة تمتلك منزلا كبيرا وحياة في مستوى جيد، لكن مشكلتهم الوحيدة تكمن في عدم تقبل الرأي الآخر وعدم السماح للأبناء بتبادل الحديث والنقاش، وكأن كل شيء في الحياة من باب المسلمات، فعندما عاد كانت لديه خطط وتوجهات لم يستطع إيصالها لمن حوله، وكان يجد النفور من عائلته تجاه أي فكرة يطرحها.

عمل فترة طويلة في الشركة، وأحب السفر والتنقل، وكان يرتاد دائما المقاهي والكافيهات، ويفضل الجلوس لفترات طويلة مع نفسه، بين مواقع التواصل الاجتماعي للتواصل مع أصدقائه في الخارج، حتى قرر في يوم من الأيام أن يقدم لأصحابه عزيمة ويخرجون للسهر، وبالمصادفة لمح فتاة تعمل بإحد الفنادق كموظفة استقبال، ولفتت انتباهه وأعجب بأسلوبها، لكن لم يحدثها لأنّ أصدقاءه كانوا حوله ولم يرد أن يثير الشكوك، لكنه عاد للمنزل وهو يفكر فيها، وظل يتردد على المكان لأكثر من مرة ولم يجدها، حتى قرر أن يسأل أحدهم في الاستقبال عنها لأنه كان قد لمح الاسم على البطاقة التي تعلقها، وقالوا له إنها في إجازة وستعاود العمل في الفترة المسائية الأسبوع المقبل.

وظل ينتظر وهو يسأل نفسه: لماذا أفكر بها، ولماذا تشغل بالي هكذا؟ وقرر أن يخبرها بإعجابه بها، وهي في المقابل لم تفكر طويلا وسألته عن مدى جديته في العلاقة، وقال لها: لا تقلقي نيتي صافية تجاهك وأريد التعرف عليك عن قرب وإن استطعنا أن نتفاهم سنتزوج. وبدأت علاقته بالفتاة وتفاهما نسبيا، وفكر أن يصارح عائلته بالأمر خاصة وأنهما تواصلا معا لمدة تقارب ستة أشهر، وهي أخبرت عائلتها أنها مرتبطة بشخص.

وفتح "خ. ر" الموضوع مع أسرته، وفرحت العائلة، فقالت له والدته: تريد أن أبحث لك عن عروس أم أنّ لديك عروسك؟ وأخبرهم، فاعترضوا على الزواج مبررين ذلك بأن العروس تعمل موظفه استقبال، وتنتمي لعائلة بسيطة، وبدأت رحلة المعاناة، حيث كان يماطل الفتاة في الزواج ويحاول إقناع عائلته بالأمر، إلا أنهم رفضوا الموضوع رفضا باتا، حتى وصلها اتصال من والدته تأمرها بالابتعاد عن ابنها، وانزعجت الفتاة وأخبرت الشاب الذي أبدى انزعاجه هو الآخر من تصرف والدته، مما اضطره إلى أن يخرج من المنزل ويبتعد نهائيا عن أسرته، وكانت الاتصالات المتواليه تأتيه من أسرته دون أن يجيب، فذهب لعائلة الفتاة وأخبرهم الأمر كاملا، فلم يوافقوا على الزواج ولم يباركوه، واضطر للعودة إلى منزله وإخبارهم بالأمر، ولم يتقبلوا ذلك، وبالفعل أخبر الفتاة أنه سيتزوجها وعليها أن تنتظر قليلا، وأنتظرت كما قال لها، وذهب إلى عائلته وأخبرهم أنه سيتزوج بها رغمًا عن إرادتهم، فوافقت العائلة على زواجه، وبعد الزواج بدأت مشاكل أخرى تظهر، حيث إن الكل بدا يأتي إليه ليخبره رأيت زوجتك في الفندق، وتعمل في الاستقبال وغيره من الكلام الذي لا ينتهي، فدعاها إلى ترك العمل ورفضت ذلك، وظل الوضع في مشاكل لا تنتهي وتدخلات من عائلته والأصدقاء ورفض زوجته للبحث عن عمل آخر.

ولأنه يعيش حياة ممتازة ماديا، قرر أن يفتح لها محل عبايات أو مركز تجميل وفي البداية كانت رافضة للأمر ومع الوقت أبدت إعجابها بالفكرة وتخلت عن العمل كموظفة استقبال واستمتعت بعملها كصاحبة مشروع، وهي الآن تدير المركز الخاص بها، وقلت المشاكل والخلافات بينها وبين زوجها وعائلته. واختتم "خ.ر" بقوله إنّه حاول حل مشكلته مع زوجته، لكن تبقى نظرة المجتمع قاصرة حيث إنني لو لم أكن أعيش في وضع مالي جيد لواجهت مشاكل أكبر وقد يصل الأمر إلى الانفصال.

تعليق عبر الفيس بوك