التصفيات النهائية لمسابقة الأندية للإبداعات الشبابية للعروض المسرحية تختتم بـ"حديث النفس"

العروض المتنافسة تشمل "خيوط من أحلام" و"زوبعة فنجان" و"تطور أم تدهور" و"القفص"

السيابي: المسابقة ساهمت في إبراز قدرات العديد من المواهب الشابة في مختلف مجالات المسرح

الشكيلية: العروض المتنافسة تثبت أنّ فنون المسرح في السلطنة لا تزال بخير

البلوشي: وزارة الشؤون الرياضية تسعى إلى تفعيل دور الأندية من خلال مسابقة الإبداع الشبابي

مسقط - الرؤية

أفرزت التصفيات النهائية لمسابقة الأندية للإبداعات الشبابية للعروض المسرحية على مستوى السلطنة مواهب واعدة في مختلف مجالات المسرح، وأظهرت العروض الخمسة مستويات متباينة، أوجدت حراكا مسرحيا وحضورا لافتا من محبي هذا اللون المسرحي خلال الفترة من 3 حتى 8 أبريل. وسجلت مسرحية (حديث النفس) لنادي البشائر في آخر العروض المسرحية أمس الأول حضورا جيدا بمسرح الكلية التقنية العليا بحضور سعادة عبدالله بن سالم الجنيبي عضو مجلس الشورى ممثل ولاية منح وعدد من المسرحيين ولجنة التحكيم. وتناولت مسرحية (حديث النفس) موضوع الضمير الإنساني الذي يلاحق الضمير الغائب المشحون بالشرور، ونسجت المسرحية من خلالها عبثية أفعال البعض نتيجة النفس المريضة التي لا يهمها سوى مصلحتها مخترقة بذلك الضمير الإنساني، ليسكب شلالات من الرماد على الواقع المؤلم بتعبير سيريالي مشحون بالرموز والإشارات، والمسرحية من تأليف وإخراج عادل السليماني.

وكانت العروض المسرحية انطلقت الأحد الماضي بعرض مسرحي لنادي النهضة حمل عنوان (خيوط من أحلام) من تأليف وفاء الشامسية وإخراج سالم النعيمي، وقدم نادي بوشر في 4 أبريل مسرحية (زوبعة فنجان) من تأليف وإخراج محمد المشايخي، وقدمت في اليوم التالي مسرحية نادي بدية بعنوان (تطور أم تدهور) من تأليف وإخراج حمد الحجري، وعرضت يوم الخميس مسرحية نادي مجيس بعنوان (القفص) من تأليف الجلندى البلوشي وإخراج أحمد الزدجالي.

مواهب واعدة

وعقب ختام العروض أكد الدكتور سعيد بن محمد السيابي رئيس لجنة التحكيم أهمية مسابقة الأندية للإبداع الشبابية التي تستهدف شريحة الشباب دون الـ 30 سنة وقال: تنبع أهمية منافسات المسرح التي تنظمها وزارة الشؤون الرياضية ضمن مسابقة الأندية للإبداع الشبابي من أنها تفتح مساحات جيدة للشباب من أجل إظهار ابداعاتهم في مجال المسرح؛ في مسابقة تعنى بالشاب وتطوير إمكانياتهم وقدراتهم في كافة مجالات المسرح. وأضاف أن الشباب ومن خلال ما قدم من مسرحيات طرحوا عددا من الأفكار حسب اتجاهاتهم، وتميزت بوجود عدد كبير من المشتغلين بالمسرح، وهو ما يحسب لهذه المسابقة التي أصبحنا نرى من خلالها زيادة في عدد العاملين في مجال المسرح؛ وخاصة من الممثلين الذين تنافسوا لإبراز مواهبهم وإن افتقدنا إلى العنصر النسائي الذي خلا إلا من ممثلتين فقط في كل المسرحيات الخمس المشاركة، مؤكدا أنّ المسابقة المسرحية ناجحة من خلال هذا الحضور المميز للجماهير والممثلين الكبار لمشاهدة العروض المسرحية، موضحا أنّ القضايا الاجتماعيّة والشبابية التي تخص المجتمع العماني غابت عن المسرحيات الأربع حيث اهتمت المسرحيات بأبعاد وقضايا عربية.

وأوضح السيابي أنّ من أهم الإيجابيات التي أفرزتها المسابقة بروز واكتشاف عدد من المواهب الواعدة في مجالات التمثيل والإخراج والديكور والتأليف المسرحي، وهذه الظاهرة ساهمت في ظهور عدد من المشتغلين في المسرح وبالتالي ترفد المسرح المحترف بمجموعة من الشباب، كما منحت المسابقة المسرحية التي تنظمها وزارة الشؤون الرياضية الشباب مساحة جيدة للإبداع المسرحي، وبالتالي نرى المسرح العماني حاضرا بقوة من خلال مواهب المؤلف والممثل والمخرج العماني الشاب.

احتفالية مسرحية

وقالت الدكتورة فاطمة بنت محمد الشكيلية عضوة لجنة التحكيم: سعدنا أن نكون وسط هذه الاحتفالية المسرحية التي ضمت مجموعة من المواهب والطاقات الشبابية في مجال المسرح التي تثبت أنّ المسرح في عمان لا يزال بخير. وأضافت أنّ مسابقة المسرح التي تنظمها وزارة الشؤون الرياضية لمسابقة الأندية للإبداع الشبابي أصبحت رافدا جديا للحراك المسرحي بالسلطنة ولابد من الاستمرار في هكذا مسابقات نظرا لكونها محطة لاكتشاف المواهب في مجالات التمثيل التي ظهرت اثناء تقديم المسرحيات في مجالات التمثيل والإخراج لكنها تحتاج إلى مزيد من التوجيه، وهو ما يصقل من خلال القراءة ومتابعة المسرح بشكل عام.

وقال المخرج عبدالغفور بن أحمد البلوشي إنّ المهرجان فرصة لالتقاء الشباب ليعبروا عما بداخلهم ويقدموا إبداعاتهم الشبابية في كل مجالات المسرح، وبالتالي يستطيع هؤلاء الشباب شق طريقهم. كما أن مسابقة المسرح بشكل عام جيدة وأفرزت عددا من المواهب التي تحتاج إلى التدريب والصقل حتى تستطيع أن تشق طريقها في كافة مجالات المسرح، وما قدم من مسرحيات كانت في المستوى المتوسط وتفاوتت في درجة إجادتها من مسرحية الى أخرى. وأضاف: نتمنى ان يكون هناك تنسيق بين الجهات المسرحية ففي هذه الفترة تزاحمت العروض المسرحية التي جاءت في نفس التوقيت منها مهرجان الطفل ومهرجان المسرح الجامعي ومهرجان كليات العلوم التطبيقية الى جانب مهرجان مسابقة الأندية للإبداع الشبابي؛ وبالتالي نحتاج إلى نوع من التنسيق وتوزيع هذه المسابقات المسرحية على مدار العام من خلال التنسيق بين منظمي المسابقات والمهرجانات المسرحية، كما نتمنى لكل مهرجان ومسابقة مسرحية موضوعات محددة تتناولها المسرحيات المعروضة حتى يلتزم بها المشاركون.

مستويات متقاربة

وعبر الفنان سالم بن مبارك بهوان عضو لجنة التحكيم عن سعادته بالمشاركة في لجنة التحكيم وقال: سررنا بما شاهدناه من عروض إبداعات شبابية في كافة مجالات المسرح، وهناك تقارب في مستوى الأداء المقدم في كافة العروض المسرحية؛ لذلك نجد صعوبة في التمييز بين العروض الفائزة، وهناك جهد طيب مقدم من الأندية المشاركة ونتمنى لهم التوفيق. وأضاف أن نمو النشاط المسرحي شيء مبهج فالمسرح أبو الفنون، وهذا الحراك يعطي الفرصة لشباب الأندية للعمل المسرحي والانطلاقة نحو الإجادة، وبالتالي فإن المسابقة في حد ذاتها تعد مسابقة جدية، وتعمل على تنشيط المسرح الموجود لدى الأندية، مضيفا أن المسرحيات قدمت مواهب واعدة في الإخراج والتأليف والتمثيل؛ وما يحتاجه تأهيل بسيط لهؤلاء الشباب. وأكد ّعلى وجود أكثر من ممثل واعد يمكن أن يكون علامة جيدة في سماء التمثيل والمسرح مستقبلا، ويحتاج إلى تأهيل أكاديمي بسيط، ونقدم الشكر لجميع الشباب على ما قدموه من مسرحيات وأداء مشرف.

33 ناديا متنافسا

وأكد سعود بن عامر الخنجري مشرف المسابقة بوزارة الشؤون الرياضية أهمية مسابقة المسرح باعتبارها بداية الانطلاقة لمواهب وقدرات الشباب في مجال التمثيل والإخراج والتأليف والسنوغرافيا. وقد لمسنا تجاوبا جميلا من شباب الأندية الرياضة للمشاركة في المسابقة بدأت بمشاركة 33 ناديا في التصفيات الأولية من خلال خمس مجموعات تأهلت منها خمسة عروض مسرحية على مستوى السلطنة، وهذا ما شاهدناه في التصفيات النهائية التي سجلت عروضا جدية لكنها تظل تجارب شباب ربما تحتاج إلى مزيد من الدعم، ونتمنى أن يكون هناك مهرجان مسرحي شبابي مستقل يقام بشكل سنوي وليس فقط كمسابقة مسرحية ضمن مسابقة الأندية للإبداع الشباب. وأضاف أن المسرحيات الخمس كشفت عن عدد من المواهب الجديدة التي نشاهدها لأول مرة في مجال المسرح ونتمنى أن نراها في مهرجانات مسرحية قادمة.

وحول تزامن أكثر من مهرجان مسرحي، قال الخنجري إن تنامي النشاط المسرحي ظاهرة صحية لكن لابد من وجود جهة تنسق بين تلك الجهات لتنسيق وقت تنظيمها ونتمنى من الجمعيّة العمانية للمسرح أن يكون لها دور في عملية تنظيم مواعيد انعقاد تلك لمسابقات والمهرجانات المسرحية.

مساحات للشباب

وقال الكاتب والمخرج المسرحي صلاح عبيد إنّ منافسات المسرح في مسابقة الأندية للإبداعات الشبابية جاءت في وقت مهم لفئة الشباب خاصة عن طريق الفرق الأهليّة التي تزخر بممثلين شبه محترفين ذوي خبرات وإمكانيات، لكن الشباب نادرا ما يجد المساحات المتوفرة للظهور في مثل هذه الأدوار، حيث إنّ المسابقة التي حددت أعمارها للشباب أتاحت لهم خوض مجالات التأليف والإخراج والسنوغرافيا، وبالتالي إظهار طاقات الشباب في مختلف محافظات السلطنة وخاصة الأندية التي فقدت زهوها المسرحي، متمنيًا من الأندية دعم الفرق المسرحية بها مثلما يدعمون الألعاب الرياضية حتى تتمكن هذه الفرق من المنافسة على مستوى السلطنة، وبالتالي إعادة فرق المسرح بالأندية التي اختفت بعد إنشاء الفرق المسرحية الأهلية. وأضاف أنّ عودة مسابقات المسرح بين الأندية أوجدت طريقا جديا لاهتمام الأندية بالفرق المسرحية، متمنيا أن يزيد الاهتمام بالمسرح بشكل يوجد حراكًا مسرحيًا متناميًا.

وقال الدكتور عبدالله بن شنون البلوشي إنّ وزارة الشؤون الرياضية تسعى من خلال مسابقة الأندية للإبداع الشبابي إلى تفعيل دور الأندية لتصبح مركزا للإبداعات الشبابية، وهي فرصة جميلة لإظهار المواهب من خلال الأندية، موضحا أنّ المسابقة مرت من خلال التصفيات على مستوى المحافظات لترشيح خمسة أعمال مسرحية تتنافس على المراكز الأولى . وأضاف أنّ ما قدم من خلال المسابقة من أعمال أفرز العديد من المواهب الشابة في مختلف مجالات المسرح كالإضاءة والإخراج والتمثيل والديكور، فجاءت العروض متقاربة الأداء وهناك ظهور للسنوغرافيا وهناك مواهب ناضجة في هذا المجال يمكن أن يستفاد منها. وقال: نوجه كلمة شكر لجميع الشباب المسرحيين ونقول لهم إن عليهم أن يعوا جيدا ما هو المسرح لكي يقدم عرضا مسرحيا متكاملا وجميلا، متمنيا أن تطور المسابقة لتصبح مهرجانا مسرحيا سنويا تحت رعاية وزارة الشؤون الرياضية.

وأضاف البلوشي أن مسابقة المسرح التي أقيمت ضمن مسابقة الأندية للإبداع الشبابي محطة مهمة لتعزيز قدرات الشباب في كافة مجالات التمثيل بدءا من الأداء ومرورا بالتأليف والإخراج والديكور، موضحا أن المسابقة في تصفياتها الأولى سجلت حضورا جيدا لفرق الأندية التي تنافست فيما بينها للوصول إلى المرحلة النهائية من التصفيات، مشيدا بدور المسابقة في جعل الأندية مركز إشعاع ثقافي وحراك مسرحي يسهم في تعزيز دور الأندية في كافة ولايات السلطنة بما يجعلها المكان والبيئة المناسبة لقضاء أوقات الشباب بما يفيدهم ومجتمعاتهم.

يذكر أنّ المسابقة انطلقت في أكتوبر من العام الماضي خلال المرحلة الأولى وأقيمت تصفياتها على مستوى الأندية، تأهل من خلالها أوائل المسابقات إلى المرحلة الثانية وأقيمت تصفياتها على مستوى كل محافظة في مجالات (الشعر والإلقاء ـ المسابقة الثقافية ـ التعليق الرياضي ـ الشطرنج ـ المسرح) وتأهل من خلالها أوائل المحافظات للمرحلة الثالثة والختامية على مستوى السلطنة انتهت منها مسابقات (الشعر والإلقاء ـ المسابقة الثقافية ـ التعليق الرياضي ـ الشطرنج).

وتستهدف المسابقة فئتين عمريتين الأولى من 12 إلى 15 سنة، فيما تضم الفئة العمرية الثانية الشباب من أعمار 16 إلى 30 من الذكور والإناث. وسيتم الإعلان عن كافة الأعمال الفائزة لجميع المسابقات مع ختام المسابقة في مرحلتها الثالثة وتتضمن المسابقات للفئة الأولى من أعمار 12 إلى 15 سنة مجالات (الشطرنج ـ التصميم الرقمي ـ المسابقة الثقافية ـ الإلقاء الشعري ـ الفنون التشكيلية) في حين ضمت الفئة الثانية للأعمار من سن 16 إلى 30 سنة عدة مجالات هي (التصوير الضوئي ـ الفنون التشكيلية ـ الإخراج السينمائي ـ التصميم الرقمي (أفضل موقع إلكتروني) ـ القصة القصيرة ـ البحوث ـ المسرح ـ الشعر بمجاليه الفصيح والشعبي ـ المسابقة الثقافية ـ الشطرنج ـ التعليق الرياضي).

تعليق عبر الفيس بوك