وسائط التواصل الاجتماعي.. نافذة أخرى لتعزيز السلامة المرورية

أحمد بن سعيد الراجحي

لقد ظهر جليّا في الآونة الأخيرة السبق الحضاري بإشراك وسائط التواصل الاجتماعي أو "الإعلام الاجتماعي" في مجال التوعية المرورية، وهذا السبق أحدث تغييرًا إدراكيًا وسلوكًا لدى شريحة كبيرة من ناشطي وسائط التواصل والمتابعين على حدٍ سواء فيما يُعنى بالنسق المروري والفكري عبر حملات توعوية متواصلة.

إنّ التجربة التي قامت بها شرطة عُمان السلطانيّة مُمثلةً بالإدارة العامة للمرور تعد نقلةً نوعيةً، وتواكبًا مع حزمة الجهود التي تبذلها للحد من الحوادث المرورية، ولعب الإعلام الاجتماعي دورًا هامًا في رفع مستوى الوعي المروري، وعزّز بذلك المشاركة الجماهيرية من خلال مجموعة من الخطط وبرامج التوعية المنفذّة.

وتعدّ حسابات التواصل الاجتماعي التابعة للإدارة العامة للمرور "تويتر، الفيسبوك، جوجل بلس، انستغرام" وسِواها إضافة جديدة تواصل معها المغرّدون، وتفاعل معها ناشطو التواصل الاجتماعي، وتقوم تلك الحسابات بمجموعة من البرامج والخطط المعنية بالسلامة المرورية، ومنها رصد الحركة المرورية وإبلاغ متابعي الحساب في أغلب المواقع عن كُلّ جديد في حركة السير بمحافظات السلطنة، ونشر السلوكيات الصحيحة عبر تصاميم فنيّة مقيّسة ومدروسة بُغية الوصول إلى السلوك المروري السليم وهذا ما تصبو إليه الإدارة العامة للمرور، وقد قدمت تلك الحسابات الكثير من التفاعلات لعل أهمها "نقطة حوار" التي تُعد الوحيدة بين سائر الحسابات الحكومية حيث يتحاور فيها المتابعون والزائرون عن قضية مرورية وتكون حديث الساعة ليتم من خلالها قيام إدارة الحسابات بوضع مجموعة من النصائح والإرشادات وبعض الأنماط السلوكية ليستفاد منها، ولعل "#الوسوم أو الهاشتاجات: نقطة حوار، اسألني، الحركة المرورية، الأخبار العاجلة، استفادة مرورية، تناصحوا" التي تقوم بتفعيلها إدارة حساب الإدارة العامة للمرور خير شاهدٍ على تفاعل الجمهور مع تلك المُعطيات.

إنّ النمو المطّرد في حساب الإدارة العامة للمرور بموقع تويتر، والــذي تجاوز حاجز 203.000 مُتابع يوضح مليًّا مدى تفاعل الحساب مع الجمهور في تعزيز الثقة وتحقيق الرضا والقبول العام لما تحتويه التغريدات المُرسلة للجمهور من أفكار تستخدم فيها الوسائل المتجددة وجذب الجمهور بهـــدف تحقيق النتائج المطلوبة.

لقد استهدف حساب الإدارة العامة للمرور في الفيسبوك وهو أحد أشهر وسائط التواصل الاجتماعي شرائح عُمريّة متعددة لعل أهمها "18 - 34" سنة وقد شهد في الفترة الأخيرة مشتركين جُددًا تجاوز عددهم أكثر من 15.000 مشترك ليحقق بذلك شارة التوثيق الرسمية من قبل إدارة الفيسبوك، وقد سجّلت نقاط الإعجاب أرقامًا جيدة وصلت في الأسبوع الواحد إلى أكثر من "500" مشترك قد سجلوا حالة إعجاب بالصفحة الرسميّة، وأحدثت المنشورات إعجابًا وتعليقات إيجابيّة لاقت استحسانًا من قبل مشتركيها، واستهدفت الصفحة العمر بين "25، 34" سنة بما نسبته 54% بين إجمالي الأعمار المشتركة، وكان الفئة الأعلى مشاركة هي الذكور حيث شكلوا نسبة 88% والنساء 12%، وشارك ما نسبته 81% من سلطنة عمان و19% من خارج السلطنة.

ويعدُ حساب التواصل في "جوجل بلس" نقلة أخرى في مجال تعزيز السلامة المرورية حيث حققت المنشورات مشاهدات جديدة بلغت "86.661" مشاهدة، وتعتبر مشاركة الإدارة العامة للمرور في موقع التواصل "الانستغرام" بأكثر من "600" ملصق توعوي متنوع وبمتابعة من قبل شريحة عريضة تخطت حاجز "15.000" مشترك، ويعد بذلك جهدا نحو الاتجاه الصحيح في سبيل ترسيخ الوعي المروري لدى مجموعة من شرائح المجتمع، ولذلك أصبحت التوعية المرورية عبر وسائط التواصل الاجتماعي أداة أساسيّة لعمليّة تغيير الإنسان لحياة مرورية سليمة.

وتؤكد الدراسات أنه "كلما زادت درجة التعرض لوسائل الإعلام زاد الوعي بالسلامة"، ولعل ما تحقق من نشر للثقافة المرورية عبر وسائط التواصل الاجتماعي من تقديم المعلومات الصحيحة والوقائع المتعلقة بالشأن المروري بشفافيّة جعل من الفرد مُطّلعًا على الوضع المروري فيما يخدم مستخدمي الطريق، وبجهودٍ حثيثة قادمة ستستمر منظومة التوعية التي تقدمها شرطة عمان السلطانيّة ممثلة في الإدارة العامة للمرور، وبشكل إبداعي، من أجل إيصال رسائل توعوية فاعلة ومؤثرة.

تعليق عبر الفيس بوك