رحيل المؤلف والمؤرخ التصويري والرسام إي هاربر جونسون بمسقط

مسقط - العُمانيَّة

تُوفِّي الدكتور إي هاربر جونسون في منزله الكائن بمسقط بتاريخ 18 مارس الحالي؛ حيث كان مؤرخا تصويريل ذاع صيته في جميع أنحاء العالم، وأيضاً كاتب وواحد من الرسامين المشهورين في القرن العشرين.

وخلال ما يقرب من ربع قرن، كرَّس حياته لإعادة إحياء الأحداث الملحمية من التاريخ العُماني وتوثيقها عن طريق الرسم.

وبمباركةٍ ساميةٍ من قائد نهضة عُمان وراعيها صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- عمل الدكتور هاربر جونسون مع معالي عبد العزيز بن محمد الرواس مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية لهدف مشترك يتمحور حول توثيق مفاصل التاريخ العُماني المجيد بالرسم وحفظها للأجيال الحالية والقادمة.

ويعتبر الدكتور جونسون واحداً من أكثر الفنانين والباحثين براعة في العالم. وكان ينفرد في سن مبكرة من عمره بمهارات فنية رائعة، فقبل سن العاشرة في مدينة برمنجهام -المدينة التي وُلِد فيها- في ألاباما بالولايات المتحدة الأمريكية، حصد هاربر جونسون البذور الأولى لعبقريته الفنية وبدأ برسم الرسوم الكاريكاتورية السياسية لأحدى الصحف المحلية. ولم تمر عبقريته الفنية مرور الكرام حيث حظي بفرصة مواصلة الدراسة في فرنسا، وبعد ذلك في الأكاديمية الوطنية للتصميم ومعهد برات في الولايات المتحدة.

كما تتلمذ أيضا على يد ألمع الشخصيات في مجال الرسم مثل دين كورنويل ونورمان برايس وتشارلز لويس هينتون. وكونه رجل نهضة حقيقيا درس أيضاً الموسيقى الكلاسيكية على يد ألكسندر كيبنس ووارنر هوكينز وويليام توماس جونز، وأصبح مغني اوبرا بارع. كما اختار في نهاية المطاف تكريس حياته للكتابة والفن. وكونه كاتب وفنان ومؤرخ فقد كتب ورسم أكثر من 200 كتاب ودورية، حيث كان أغلبيتها كلاسيكية مشهورة.

كما عمل رسوما للمجلات والإعلانات ولمجموعة متنوعة من الدوريات. كما قامت والت ديزني...وغيرها باستخدام بعض لوحاته من أجل الترويج عن أفلامها. خلال السنوات الخمسين الماضية كرّس الدكتور هاربر جونسون حياته لتوثيق تاريخ عدد من البلدان بالرسومات، بما فيها الولايات المتحدة والشعوب المختلفة في إفريقيا وإيران، ولأكثر من ربع قرن لسلطنة عُمان.

ورأى الدكتور هاربر جونسون أن الوطن يكمن حيثما يتوق القلب، إذ انسجم قلبه بشكل كبير مع نسيج المجتمع العماني. وعندما منحه جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- الجنسية العُمانية كان كثيراً ما يُعبّر عن ذلك بأنه وجد وطنه في نهاية المطاف بعد حياة طويلة وشاقة من السفر والعمل.

كما كانت رغبته بأن تحقق روائعه الفنية هدفه في ترك مجموعة من الأعمال التي من شأنها تمكين العُمانيين صغاراً وكباراً من الاطلاع باعتزاز على تاريخهم العريق.

تعليق عبر الفيس بوك