ندوة مفتوحة حول الصيرفة والتمويل الإسلامي بالكلية الحديثة للتجارة والعلوم

مسقط - الرُّؤية

نظَّمتْ الكلية الحديثة للتجارة والعلوم، بفندق سيتي سيزنز، مؤخرًا، ندوة مفتوحة حول الصيرفة والتمويل الإسلامي، شارك فيها إخصائيون مصرفيون إضافة إلى عدد من ممثلي الجهات ذات العلاقة بقطاع الصيرفة الإسلامية الواعد؛ حيث تمَّ إلقاء الضوء على الجوانب المختلفة للصيرفة الإسلامية والتي تشتمل على الصكوك الرئيسية وأهميتها في ضمان توافر اقتصاد صحي.

وقال الدكتور أحمد النعماني عميد الكلية الحديثة للتجارة والعلوم -في خطابه الترحيبي بالحضور: "مع فتح السلطنة الباب أمام نظام الصيرفة الإسلامي للدخول في قطاعها المالي والمصرفي، أرادت الكلية الحديثة المساهمة في تطور القطاع عن طريق بناء كادر من المتخصصين المدربين في مجال الصيرفة الإسلامية. ويمثل برنامج الماجستير الذي تقدمه كليتنا في مجال الصيرفة الإسلامية، والمصمم بالتعاون مع إحدى الجامعات الماليزية الرائدة، خطوة مهمة في هذا الإتجاه. وتعد هذه الندوة مجهودًا آخرًا من جانبنا لتعزيز قطاع الصيرفة الإسلامية في السلطنة عن طريق الجمع بين أفضل العقول في هذه المهنة".

وأكد أزهر حامد مدير هيئة الرقابة الشرعية والالتزام بالبنك الأهلي، في كلمته خلال الندوة، أنَّ هناك حاجة ماسة للمهنيين المؤهلين في قطاع التمويل الإسلامي الذي يتأهب لتحقيق نمو كبير في السلطنة.

وقدّم أزهر معلومات ثرية للحضور عن تطور المؤسسات المالية الإسلامية في جميع أنحاء العالم، وآفاق النمو المستقبلي للنظام المصرفي الإسلامي في السلطنة، الذي أطلقه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه، رسميًا من خلال المرسوم السلطاني الذي تفضل بإصداره في عام 2012. وقال: "تتجاوز الأصول المجمعة للبنوك والنوافذ الإسلامية في السلطنة مبلغ 2.3 مليار ريال عُماني، وهو ما يمثل تقريبًا نسبة 7.5% من الأصول الإجمالية لقطاعها المالي، بينما من المتوقع أن تصل أصول قطاع الصيرفة الإسلامية عالميًا إلى مبلغ 3.4 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2018. وتمتلك السلطنة اليوم بنكين إسلاميين وست نوافذ مصرفية إسلامية تعمل تحت الإطار التنظيمي للصيرفة الإسلامية حسب لوائح البنك المركزي العُماني."

وأضاف: "يتمثل العنصر الأساسي للنمو الناجح لقطاع الصيرفة الإسلامية بالسلطنة في توافر الموارد البشرية الكفؤة المدربة جيدًا في النظام المصرفي الإسلامي. ويمثل غياب البرامج الأكاديمية الكافية في مجال الصيرفة الإسلامية بالسلطنة تحديًا حقيقيًا لهذا القطاع في البلاد." وهنأ أزهر حامد الكلية الحديثة على تقديمها لبرنامج الماجستير الوحيد في الصيرفة والتمويل الإسلامي بالسلطنة.

وأجرى الدكتور عبدالله بلهادية المحاضر البارز في الكلية الحديثة للتجارة والعلوم، تحليلًا مقارنًا في عرضه التعريفي عن الصيرفة الإسلامية والتقليدية، ودورها في تحقيق النمو غير القائم على النفط في محيط دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في ظل إنخفاض أسعار النفط. وأعقب ذلك عرضًا تعريفيًا عن برنامج الماجستير في الصيرفة والتمويل الإسلامي بالكلية الحديثة، وهو البرنامج الوحيد المتاح حاليًا في السلطنة في هذا المجال، والذي قدّمه الدكتور بشير فداء، رئيس البرنامج. واختتمت الندوة بجلسة لطرح الأسئلة والأجوبة وجلسات للتعارف الاجتماعي.

وفي معرض تعليقه على الندوة، قال الدكتور رينيه باكويبوت، مساعد عميد الكلية: "سهلت الندوة إمكانية التبادل المفيد للمعرفة والأفكار بشأن التطورات الحديثة في الصيرفة الإسلامية بين الأطراف المعنية المختلفة".

تجدر الإشارة إلى أن الكلية الحديثة للتجارة والعلوم، إحدى المؤسسات الرائدة في مجال التعليم العالي بالسلطنة، هي الكلية الوحيدة والأولى التي تقدم برنامج الماجستير في الصيرفة والتمويل الإسلامي في السلطنة. وتتميز شهادة الماجستير التي تقدمها الكلية بأنها معتمدة من جامعة الإدارة والعلوم في العاصمة الماليزية كوالالمبور. كما تتميز بأنها صممت بالتشاور مع الخبراء المهنيين من خلال المجالس الاستشارية المهنية بالكلية الحديثة، التي تقدم المشورة بشأن النتائج التعليمية للبرنامج ومحتوياته.

ويتكون البرنامج من ستة مقررات رئيسية، وستة مقررات اختيارية، وينتهي بتقديم ورقة بحثية قصيرة. ولضمان تحقيق أقصى درجات المرونة، تعقد الحصص الدراسية خلال الفترة المسائية في جميع أيام الأسبوع، ويقدم كل مقرر من المقررات الدراسية على مدار فترة ستة أسابيع. كما أن هناك حصصا دراسية مقررة بين الساعة السادسة والنصف والتاسعة والنصف مساءً مرتين في الأسبوع.

تعليق عبر الفيس بوك