ساعة الأرض في مدارسنا

ناصر الجساسي

ساعة الأرض هو حدث عالمي سنوي من تنظيم الصندوق العالمي للطبيعة في شهر مارس من كل عام، انطلقت حملة ساعة الأرض من مدينة سيدني الأسترالية عام 2007 فاستخدمت المطاعم شموعاً للإضاءة وأطفئت الأنوار في المنازل والمباني البارزة بما فيها دار الأوبرا وجسر هاربور وبعد نجاح الحملة ومشاركة 2.2 مليون شخص من سكان سيدني انضمت 400 مدينة لساعة الأرض 2008 منها أتلانتا وسان فرانسيسكو وبانكوك وأوتاوا ودبلن وفانكوفر وفينكس وكوبنهاغن ومانيلا وسوفا (عاصمة فيجي) وشيكاغو وتل أبيب وتورنتو وأيضا مدن أسترالية مثل ملبورن وبيرث وبريزبين والعاصمة كانبيرا. وكانت مدينة دبي هي المدينة المشاركة الأولى عربياً عام 2009 تبعتها الرياض عام 2010 وأطفئت أضواء بعض المباني البارزة مثل جسر جولدن جيت في سان فرانسيسكو وبرج سيرز في شيكاغو وملعب سولجر فيلد لكرة القدم وأيضا برج سي إن في تورنتو وبرج العرب في دبي وبرجي المملكة والفيصلية في الرياض.

صادف قبل أيام قلائل الحدث العالمي ساعة الأرض وذلك يوم السبت الموافق 19 مارس وقد شاركت بعضاً من الجهات الحكومية والخاصة وحتى بعض المواطنين بالسلطنة بإطفاء الأنوار خلال الساعة من 8.30 إلى 9.30 والذي من المفروض والمأمول أن تتسع دائرة المشاركة في الأعوام القادمة لأكثر من ذلك في ساعة الأرض.

من بين الجهات التي شاركت الأرض في ساعتها (المؤسسات التعليمية) فقد وصلتنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي صور متعددة لمدارس أطفأت أنوارها في ساعة الأرض وهي إشارة صريحة وواضحة للعالم بأنّ هذه المؤسسات التعليمية مواكبة للأحداث العالمية المهمة والتي يعود نفعها للبشرية جمعاء، والتي بلا شك سوف تنقل هذه المؤسسات مشاركتها في ساعة الأرض إلى طلابها وعموم المجتمع بأهمية المحافظة على كوكب الأرض من المتغيرات المناخية والبيئية والانبعاثات الضوئية، وحتماً سوف يتولد هذا الوعي في نفوس طلابها مستقبلاً.

حينما تشارك مؤسساتنا التعليمية ساعة الأرض فإنها تعطي دروساً تعليمية وتثقيفية وبيئية وإنسانية... إلخ إلى طلابها بأهميّة المحافظة على كوكب الأرض من كل المتغيرات المحتملة وهنا نستشهد بأهميّة المحافظة على التوازن البيئي من رب العالمين حيث يقول في كتابه الكريم (هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها) ويقول رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم (إن قامت الساعة وفي يد أحد منكم فسيلة فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليغرسها) وهي إشارة لأهمية عمل الخير في كوكبنا الجميل والرائع (الأرض) والذي يستحق منا وقتاً مضاعفاً وليس فقط 60 دقيقة.

للمدرسة دور مهم في إيصال فكرة ساعة الأرض وترسيخها في أذهان طلابها من حيث أهمية تطبيقها في بيئة المدرسة والمجتمع واستمراريتها في حياتهم وأيضا بحيث لا تقتصر على ساعة واحدة فقط إنّما في كل الأوقات والساعات فإنّ من يحملنا على ظهره طوال سنوات عمرنا ويضمنا حين نموت إلى قيام الساعة واجب علينا الاعتناء به والمحافظة عليه، تستحق الأرض أن نسخر جهدنا ووقتنا لها وليس ذلك تقديراً وتعظيماً للحدث العالمي إنّما للأمر الالهي الذي أمرنا به الله عزّوجل ورسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

نحيي ونرفع القبعة إلى كل المؤسسات التعليمية التي شاركت في ساعة الأرض، وكلنا يقين بأن ليس لهذه المؤسسات هدف من المشاركة إلا تقديم درس مفيد إلى طلابها ليستفيدوا منه ويطبقوه مستقبلا وكلنا يقين أيضاً أن عدد المؤسسات التعليمية سيتضاعف خلال السنوات القادمة في المشاركة في ساعة الأرض وسيتضاعف معها عدد المؤسسات الحكومية والخاصة الأخرى حتى تصبح هذه الساعة وكل ساعات الأرض خلقا ونهجا وعادة فيما بيننا.

تعليق عبر الفيس بوك