"صراع القطبين" يهدد صمود هدنة سوريا.. وتشبث الأسد بالسلطة يطيح بآمال الحلحلة

عواصم - الوكالات

تُواجه الأزمة السورية مُنعطفا جديدا في ظلِّ نشوب صراع خفي بين قطبي العالم روسيا والولايات المتحدة؛ حيث قالت وزارة الخارجية الروسية، أمس، إنَّ موسكو سوف تتحرك بشكل أحادي ضد المتشددين الذين ينتهكون اتفاق وقف القتال في سوريا، إذا لم تتوصَّل موسكو لاتفاق مع الولايات المتحدة بشأن آلية رصد ومنع انتهاكات الهدنة.

وقالتْ الوزارة إنَّ الاتفاق الذي تم إعداده بواسطة الولايات المتحدة وروسيا مُتماسك إلى حد بعيد. لكنها أضافت بأن البلدين -اللذين يشتركان في رئاسة المجموعة الدولية لدعم سوريا- أخفقا حتى الآن في الاتفاق على بنود منع كل الانتهاكات لوقف إطلاق النار، وهو ما يبعث برسالة خاطئة إلى "أعضاء المعارضة... الذين لم ينأوا بأنفسهم بوضوح كاف عن جماعات إرهابية معروفة". واقترحت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية عقد اجتماع عاجل مع ممثلي الولايات المتحدة للاتفاق على آلية مراقبة وقف إطلاق النار في سوريا. وقالت إنها ستتحرك بشكل أحادي بدءا من اليوم الثلاثاء إذا لم تتلق ردًّا. لكن في المقابل، رفضت الولايات المتحدة هذه الدعوة، وقالت إنَّ مخاوف روسيا يجري التعامل معها بالفعل "بشكل بناء".

فيما قال بشار الجعفري رئيس الوفد الحكومي السوري في مفاوضات جنيف: إنَّ مصير الرئيس بشار الأسد ليس جزءا من المفاوضات مع المعارضة، وأصرَّ على أنَّ جهود مكافحة الإرهاب لا تزال تمثل الأولوية بالنسبة لدمشق، وهو ما قد ينذر بتضاؤل الآمال بشأن إمكانية التوصل في هذه المفاوضات إلى حل للأزمة التي تبدأ عامها السادس. وقال الجعفري للصحفيين إن الحديث "حول مقام الرئاسة كلام لا يستحق الرد عليه؛ لأن هذا الموضوع ليس موضع نقاش، ولم يرد في أي ورقة وليس جزءا من أدبيات هذا الحوار". وأضاف بأنه لم يحدث تقدُّم يُذكر، واتهم الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة بالتقاعس عن الرد على ورقة الحكومة بشأن المبادئ الأساسية.

تعليق عبر الفيس بوك