كرة اليد.. غاب التحضير فكان المركز الأخير

أحمد السلماني

ظهر بجلاء البون الشاسع بين أنديتنا وباقي أندية مجلس التعاون الخليجي في كرة اليد بعد الظهور الباهت لأهلي سداب ومسقط وهما قطبا اللعبة بالسلطنة، فقد تنافس الفريقان فيما بينهما ولكن ليس على كأس البطولة، وإنّما لحفظ ماء الوجه والهروب من ذيل ترتيب جدول فرق البطولة. ولقد صدمت حقيقة بالفارق في الإمكانيات البدنية والفنية والمهارية، وجلها كانت حاضرة في ناديي الريان القطري المتوج باللقب ووصيفه مضر السعودي؛ وحتى أندية الإمارات الشقيقة حصدت المركزين الثالث والرابع، وكانت جديرة لأن تكون في النهائي ومن شاهد اللقاء الختامي والفنيات وطرق اللعب المبتكرة يدرك أننا نعمل خارج صندوق اليد الخليجية وباليد المشوهة وأصابعها المنكسرة.

وأدرك يقينا بل أنّ الكل يتفق على أن للإمكانيات المادية دورًا كبيرًا في أن تتربع فرق وتصعد لمنصات التتويج وفرق أخرى تتنازع قصعتي الترتيب الأخير وما قبله وهذه الإمكانيات المادية هي الشماعة التي دائمًا ما نعلق عليها أسباب خساراتنا وفشلنا وأنا متفق على الشكل ولكنني اختلف من حيث المضمون حيث إنّ السبب الأول والأخير في فشل ناديي مسقط وأهلي سداب منظم البطولة في المنافسة أو الظهور الجيد على أقل تقدير إنما هو في التحضير للبطولة ويتحمل إتحاد اللعبة جزء كبير من المسؤولية في هذا الفشل الذريع.

والحسنة الكبيرة التي خرجنا بها هو التنظيم الراقي والناجح بكل المقاييس وهذه ثقافة درجت عليها السلطنة في تنظيم الفعاليات كبيرها وصغيرها.

وعندما أتحدث عن التحضير وبعيدًا عن التنظير فإنّ نادي أهلي سداب وقبيلة اتحاد اليد يعلمون بموعد انطلاق البطولة، وبالتالي كان من الأولى وبسرعة ومع تشكيل اللجنة الرئيسية ولجانها الفرعية تفعيل لجنة التسويق والتي بدورها تبحث عن تسويق البطولة أولا ورعاية ناديي أهلي سداب ومسقط ثانيا بتوفير الإمكانيّات المادية اللازمة لهما للتحضير الجيد للبطولة بمدة زمنية كافية، والدخول في معسكرات تحضيرية حتى خارجية في دول عربية شقيقة لديها حضور قوي في اللعبة وغير مكلفة.

لفتة جميلة من نادي أهلي سداب أن تمنح جوائز البطولة الفردية باسم المغفور له بإذن الله غلام خميس العلامة الكبيرة في كرة القدم العمانية، فالرجل يستحق أكثر من ذلك في أن يعود فريق القدم بالنادي لمنصات التتويج التي غادرها يوم أن ترجل جيل غلام فرفقاً بتاريخ النادي يا من تديرون دفته فهذا أقل ما يمكن تقديمه لهذه القلعة الكبيرة.

ملفات كثيرة تحتاج إلى غربلة وإعادة ترتيب عند تنظيم البطولات الإقليمية والقارية والدولية وأولها ملف التسويق؛ ولكن أنّى لهذا الملف أن يفعل وهو مرتبط كليا بتسويق البطولة إعلاميًا ونحن كمؤسسة إعلاميّة تفاجأنا بإنطلاق البطولة وكأنّها حكر على مؤسسة بعينها وعلى الآخرين اقتباس الأخبار من مصدر واحد وشخصيا أشيد بالدور الكبير البارز للجنة الإعلاميّة المنظمة للبطولة الخليجية لكرة الطائرة والتي انطلقت أمس ويستضيفها صحم. فحراك رئيس اللجنة الإعلامية ومن معه من المنظمين أجبرنا أن نتواجد في البطولة وأن نساهم في تغطيتها بواحد من أكفأ الصحفيين بالسلطنة، وأن نجند كل منابر "الرؤية" ورقيا وفضائيا لتغطية البطولة.

همسة خاصة للصديق العزيز رئيس اتحاد اليد، ضالة اللعبة موجودة بالمدارس، وتبدأ من هناك فبادروا بنشرها؛ فورقة الأندية باتت محروقة.

تعليق عبر الفيس بوك