حافظوا على أرواحكم

خالد الخوالدي

 

تتواتر الأخبار والتقارير والمؤشرات هذه الأيام ولله الحمد عن تعرض السلطنة لأخدود ماطر، وغيث ورحمة من المولى عز وجل تستمر لعدة أيام، وربما تجري معها الأودية والشعاب، ويبذل القائمون في الجهات المختصة بمختلف مستوياتهم جهودا كبيرة ومقدرة في التوعية والإرشاد من آثار الحالة الجوية والاستعداد التام للتقليل من الآثار المتوقعة؛ التي يمكن أن تترتب بعد نزول الغيث وجريان الأودية حتى يسهلوا على المواطنين والمقيمين قضاء حوائجهم بسهولة ويسر، وباشر عدد من المؤسسات الحكومية في الاستعداد والتأهب بتجهيز المعدات والطاقم البشري الذي يمكن أن يقدم المساعدة في أي وقت وأي مكان.

ومع هذه الجهود الوطنية المقدرة من جميع الجهات يبقى علينا كمواطنين ومقيمين الاستماع لجميع التحذيرات والنداءات والتوجيهات وعدم المجازفة في الأودية بداعي البطولة والشجاعة، فهاتان لهما ميادينهما التي يحسن بكل واحد أن يقدمهما فداء للوطن ومصلحة الأمة، فما سمعناه وشاهدناه خلال الأمطار الأخيرة والأنواء المناخية الاستثنائية نتمنى ألا يتكرر؛ فأرواحكم أيّها الأعزاء غالية وأرواح أبنائكم وأهلكم مسؤولية وأمانة، ومن يجازف بهذه الأرواح يتحمل إثمها لو تعرضت لأي مكروه.

واعتقد أن الرسالة وصلت للجميع الصغير والكبير والرجل والمرأة والتحذيرات في كل وسائل الاتصال منتشرة فلا يعذر أي شخص يجازف بروحه وروح الأبرياء سواء من أهله أو ممن يحاول إنقاذه من رجالات الدفاع المدني الذين يقدمون تضحيات مستمرة، ويتعرضون للمكروه في بعض الحالات نتيجة إخلاصهم في المساعدة، وكنا نسمع في السابق أن من ضمن أسباب تعرض الناس للخطر هو عدم المعرفة بالتوقّعات الجوية والمفاجأة في حدوث مثل هذه الأجواء الاستثنائية محملين أجهزة الرصد المسؤولية في ذلك، وأرى أن هذا العذر انتفى الآن ولا يمكن أن نقبله من أي شخص أو أي جهة، فالمعلومات عن هذه الحالة منذ أسابيع وأيام تنتشر في أوساط المجتمع ووصلت إلى الأغلب الأعم من المجتمع فبالتالي لا يوجد أي عذر.

ونحن جميعًا وبدون استثناء لا نتمنى أن نسمع أو نرى تعرض أي شخص لمكروه كما حدث في السابق، بل إننا جميعا تقع علينا مسؤولية المساعدة في المحافظة على الأرواح الغالية والنصح بعدم التهور، وركوب هوى النفس ووسواس الشيطان؛ الذي يصور للبعض أنّهم على حق وأنّهم قادرون على مواجهة المياه العاتية، وندعو من هذا المنبر شرطة عمان السلطانية لمراقبة الممرات التي تمر بها الأودية، وعدم السماح لأي شخص بالمرور إثناء جريان الأودية الجارفة؛ ومن يعارض يشدد عليه العقاب ويحاسب محاسبة عسيرة، فهو لا يضر نفسه فقط وإنما يعرّض غيره للخطر ويخلف مأساة على أسرته وعائلته والدولة وحزنا عميقا لكل أبناء المجتمع، كما أدعو المؤسسات الحكومية المختصة للعمل بأمانة وإخلاص في تجهيز الشوارع الرئيسية على الأقل بمعابر واسعة لجريان الأودية حتى لا يقف مستخدمو الطريق بالساعات في انتظار هبوط مستوى جريان الأودية وذلك حتى لا تتعطل مصالح الناس والسياح والمرضى الذين بحاجة ماسة إلى المستشفيات، وعدد المجاري في الطرقات الرئيسية العامة التي بحاجة إلى معابر ليست كثيرة ومقدور عليها.

 

وفي هذه الأجواء الجميلة والرحمة والبركة العميمة أدعو نفسي وجميع من يقرأ هذه الكلمات بالدعاء لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- بالشفاء والعافية والصحة والعمر المديد، وأن يعود إلى أرض الوطن وهو يرفل بثوب الصحة والسلامة من كل مرض، وأن يحفظ الله عمان الغالية من كيد الكائدين والمتربصين، وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان إنه تعالى سميع قريب مجيب الدعاء، كما لا ننسى والدينا وأزواجنا وأولادنا وإخواننا وأرحامنا وأحبابنا وأصدقائنا الأحياء منهم والأموات من الدعاء في هذه الأجواء التي يقال إنّها من أفضل الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء، ودمتم ودامت عمان بخير.

 Khalid1330@hotmail.com

تعليق عبر الفيس بوك