ميركل تدعو اليونان للوفاء بتعهداتها بإيواء 50 ألف لاجئ بمساعدة الاتحاد الأوروبي

برلين - رويترز

قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في مقابلة نشرت أمس إن على اليونان الوفاء سريعا بتعهداتها بتوفير المأوى لنحو 50 ألف لاجئ وحثت الاتحاد الأوروبي على مساعدة أثينا في هذه المهمة.

وفي الآونة الأخيرة فرضت النمسا- وهي المحطة الأخيرة لمئات الآلاف من اللاجئين والمهاجرين قبل الوصول لألمانيا- قيودا على الحدود في إجراء خلف أثرا على بقية الدول الأوروبية وترك عشرات الآلاف من المهاجرين في أوضاع سيئة باليونان.

وقالت ميركل لصحيفة بيلد ام زونتاج الشعبية الألمانية "كان يتعين على اليونان منذ البداية توفير سبل الإعاشة لإيواء 50 ألف لاجئ بنهاية 2015.. الآن يجب التغلب على هذا التأخير بأسرع ما يمكن لأن على الحكومة اليونانية ضمان إعاشة لائقة."

وتتعرض ميركل لضغوط لتقليل أعداد الوافدين إلى ألمانيا بعد دخول أكثر من مليون لاجئ إلى البلاد العام الماضي. وقالت ميركل إن بوسع اليونان الاعتماد على مزيد من الدعم من دول أخرى في الاتحاد الأوروبي. وأضافت "أعرف من خلال محادثاتي مع رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس إنه راغب في تحقيق ذلك.. لكنه يحتاج للمساعدة ولهذا يتعين على الاتحاد الأوروبي دعم اليونان.. وسيفعل ذلك."

واعتبرت ميركل أن النمسا ودول البلقان تتحمل قسطا كبيرا من اللوم على تغير موقف اليونان بسبب قراراتها المنفردة بفرض قيود على الحدود.

وفي سلوفاكيا، بدأ الناخبون في التصويت أمس في انتخابات برلمانية من المرجح أن تفضي إلى حصول رئيس الوزراء روبرت فيكو اليساري المعادي للهجرة على فترة ولاية ثالثة.

وتتوقع استطلاعات الرأي أن يخسر الحزب الديمقراطي الاشتراكي بزعامة فيكو أغلبيته البرلمانية بعد فضائح فساد واحتجاجات من المدرسين والممرضين بشأن تدني الأجور.

ولكن مؤسسات الاستطلاع تتوقع أن يضمن فيكو ما يزيد عن 30 في المئة من الأصوات وهو ما يكفي لتشكيل حكومة مع شريك في الائتلاف وذلك بسبب تطبيقه لإجراءات تحظى بشعبية مثل مجانية ركوب القطارات للطلاب وأرباب المعاشات بالإضافة إلى معارضته للهجرة.

وقال سامويل أبراهام من مدرسة براتيسلافا الدولية للفنون الحرة "خطابه المعادي للهجرة وتقديمه بعض الخدمات كفيلان بفوزه في الانتخابات."

ويراقب الاتحاد الأوروبي عن كثب هذه الانتخابات نظرا لأن من المقرر أن تتولى سلوفاكيا الرئاسة الدورية للاتحاد لمدة ستة أشهر ابتداء من يوليو تموز مما يعطيها دورا أكبر في مناقشات سياسة الاتحاد الأوروبي.

ويرفض فيكو تعدد الثقافات بوصفها "خيالا". وتعهد بعدم قبوله مطلقا حصص الاتحاد الأوروبي لإعادة توطين اللاجئين الذين تدفقوا على اليونان وإيطاليا من سوريا ومناطق أخرى وقدم طعنا قانونيا في هذه الخطة.

ومن المتوقع معرفة استطلاعات آراء الناخبين بعد الإدلاء بأصواتهم فور انتهاء التصويت ولكن الفرز سيمتد حتى الليل. ولا يتمتع فيكو بعلاقات طيبة مع الصحافة التي كثيرا ما توجه له الانتقادات كما يعارض العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا لكنه لم يسع لتغييرات دستورية من النوع الذي يوصف بأنه غير ديمقراطي.

وينسب إلى فيكو الفضل في إدارة اقتصاد البلاد بشكل كفء الأمر الذي جعل سلوفاكيا واحدة من أكثر دول منطقة اليورو استقرارا من الناحية المالية كما لا تزال مقصدا شعبيا للكثير من المستثمرين الأجانب ولاسيما صناع السيارات.

لكن وصول معدل البطالة إلى أكثر من عشرة في المئة والتفاوت الإقليمي في الثروات بالإضافة إلى المعايير المنخفضة للرعاية الصحية والتعليم كانت من العوامل التي أصابت الناخبين بخيبة الأمل. وتتفق معظم أحزاب المعارضة مع آراء فيكو بأنه لا يمكن للمسلمين أن يندمجوا في سلوفاكيا التي يغلب على سكانها المسيحيون الكاثوليك كما أنها تعتقد أنهم يشكلون خطرا أمنيا لكنها لا تستخدم لغة فيكو الحادة.

تعليق عبر الفيس بوك