بن جمعة: السلطنة تحتل مرتبة متقدمة في الفحص المبكر لكفاءة الأذن لدى حديثي الولادة

تزامنا مع احتفال السلطنة باليوم العالمي للسمع

عمليات زراعة القوقعة بدأت في عمان منذ 16 سنة وتجريها الدولة مجانا منذ العام 2005

حوار - عهود محمد الهنائية

قال الدكتور عمار بن محسن بن جمعة استشاري أول أذن وأنف وحنجرة المتخصص في جراحات الأذن بمستشفى النهضة إن السلطنة تشهد تطورًا في مجال الرعاية السمعية الصحية من خلال تقديم الفحوصات السمعية المبكرة التي تساهم في تصحيح السمع؛ ومعالجته من خلال معرفة الخلل الذي تنتج عنه أمراض الأذن. وعن الفعاليات المصاحبة ليوم السمع العالمي، قال الدكتور عمار إنّ المنظمة العالمية للصحة حددت الثالث من مارس من كل عام ليكون يوما للسمع، وتحتفل السلطنة بهذا اليوم من خلال تنظيم عدد من الفعاليات في أقسام الأنف والأذن في كل مستشفيات السلطنة منها فعاليات تقام في مستشفى عبري ونزوى وصور وكذلك مستشفيات صلالة إلى جانب يوم توعوي ويوم مفتوح لكل المواطنين لإجراء فحوصات السمع وتنظيم محاضرات توعوية في كل مناطق السلطنة في إطار اهتمام وزارة الصحة بالسمع والعمل على وقاية المواطنين من مشاكل السمع.

وأكد الدكتور عمار في حواره مع "الرؤية" على أهمية المحافظة على سلامة الأذن من خلال استشارة الطبيب عند الشعور بأي ألم في الأذن ووضع واق للسمع في حال العمل في الأماكن التي تشهد زيادة الضوضاء مثل المصانع أو عند سماع أصوت مزعجة مفاجئة مثل المفرقعات. وأشار بن جمعة إلى الأثر الإيجابي للمحاضرات التوعوية التي تحتفي باليوم العالمي للسمع الذي يوافق الثالث من مارس من كل عام، وكذلك التنسيق االمتبادل بين مستشفى النهضة ومراكز الرعاية لذوي الاحتياجات الخاصة لتقديم كل ما يلزم فيما يتعلق بأمراض السمع والأذن. وأوضح أنّه يمكن تقسيم اختلالات السمع إلى قسمين، اختلال السمع العصبي واختلال السمع التوصيلي، وعادةً ما يكون اختلال السمع التوصيلي عن طريق نقل الصوت عن طريق الذبذبات الصوتية إلى الطبلة ومن ثم إلى الجهاز الداخلي للأذن وهي جهاز عصبي ويحدث الاختلال لعدة أسباب منها الإصابة بأمراض الزكام أو أمراض أخرى مثل أمراض وجود ثقب في الطبلة أو اختلال في العظيمات الموجودة في الأذن الوسطى. أمّا الاختلال العصبي فينقسم إلى قسمين، عصبي موروثي وهو أن يولد شخص مع اختلال عصبي أو يظهر مع كبر السن في ظل وجود ورم أو في حال إهمال احتياطات الأمن والسلامة خاصة في المصانع أو في مجالس الشرطة والجيش عند استعمال المفرقعات.

وفيما يتعلّق باستخدام المواد الخطرة في تنظيف الأذن، قال الدكتور عمار إنّ سلامة السمع تأتي من سلامة الأذن وسلامة الأذن تعتمد على عدم استخدام أي مواد غير طبيعية قد تجرح القناه السمعية أو الطبلة، وكثير من الناس لديهم عادة الحكة ووضع مواد لتنظيف الأذن على عيدان بالقطنة وهذه تسبب في بعض الأحيان مشاكل في القناة السمعية والطبلة وكذلك استعمال العنف مع الأطفال كـ "الصفعة" التي من الممكن أن تؤثر على السمع، وهناك أمور أخرى كإهمال علاج الزكام المستديم الذي من الممكن أن يسبب مشاكل للأذن ويعمل على انسداد قناة التهوية الموجوده بين الأنف والأذن مما يتسبب في تجمع سائل في الأذن الوسطى ويخرج على هيئة "مد" من الأذن. وبالنسبة لمن يعملون في المصانع أو في الأماكن الذي يوجد بها ضوضاء شديدة يجب حماية الأذن بواقي للسمع في هذه الأماكن الذي قد تسبب خللا في العصب السمعي كما يجب المحافظة على الأذن بطريقة صحية باستشارة الطبيب في حال الشعور بأي ألم في الأذن.

وحول مدى انتشار مرض الصمم وباقي أمراض الأذن، قال الدكتور عمار: في العهد السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم وفي ظل اهتمامه بتنمية البلد خاصة في مجال الصحة فإن سلطنة تشهد تطوراً واضحا مجال الرعاية السمعية وذلك بتوفير تقنيات تساهم في الكشف عن أمراض الأذن وتساعد في تصحيح السمع وكل ما يتعلق بعلاج أمراض الأذن. وتم تشكيل لجان لإجراء دراسات حول الأذن والسمع في السلطنة منذ العام 2000 وتعد عمان من الدول المتقدمة في مجال الفحص المبكر لقياس السمع لدى الأطفال حديثي الولادة، ويوجد حصر لجميع أطفالنا عند الولادة وقبل بدء الدراسة وفحص السمع لاكتشاف أي مرض سمعي.

وأضاف الدكتور عمار أنّ من أكثر الأمراض السمعية انتشارا فقدان السمع التوصيلي، ونبذل جهودًا مضنية لإجراء أكبر عدد من العمليات لتصحيح السمع. وعمليات الأذن تجرى في جميع مستشفيات السلطنة وقد يكون مستشفى النهضة المستشفى المرجعي لهذه الأمراض لكن كل مستشفيات السلطنة تجري هذه العمليات إلا في الحالات الحرجة والكبيرة التي قد تتطلب تحول المريض إلى مستشفى النهضة. وحول التنسيق بين مستشفى النهضة وجهات ذوي الرعاية الخاصة قال الدكتور عمار: إنّ هناك تنسيقًا بين المستشفى وجهات ذي الاحتياجات الخاصة، وهناك قسم السمعيّات برئاسة الدكتورة شيخة المجيني التي تقوم بدور فعّال في هذا المجال وهي في تواصل مباشر من كل من يحتاج لهذا النوع من المساعدة.

وعن تطور عمليات زراعة القوقعة في السلطنة، قال الدكتور عمار إنّ عمليات زراعة القوقعة في السلطنة بدأت تقريباً منذ العام 2000 وكانت في البداية بمقابل مادي لكن منذ العام 2005م وبأمر من وزارة الصحة دخلت ضمن علاج الحكومة دون دفع مبالغ إضافية، وحتى الآن تمت زراعة أكثر من 340 قوقعة والنتائج مطمئنة، وهناك فريق كامل قائم على هذا العمل من جراحين وأطباء سمعيات وأطباء نطق؛ لأن برنامج العلاج يتطلب وجود فريق متكامل، فهو ليس مجرد وضع جهاز في الرأس ليسمع الطفل ولكن يجب متابعة برنامج العلاج لفترة طويلة.

تعليق عبر الفيس بوك