قطاع الثروة السمكية .. فرص استثمارية واعدة وآفاق واسعة لزيادة الإنتاج

مسقط - الرؤية

يعد قطاع الثروة السمكية في السلطنة من القطاعات الاقتصادية والإنتاجية ذات الأهمية وله دور كبير في دعم الاقتصاد الوطني فهو على رأس القطاعات غير النفطية التي تدر دخلا للبلاد وتتوافق مع رؤية الحكومة في تنويع مصادر الدخل وهذا القطاع يمتاز بتوفر فرص إنتاجية واستثمارية واعدة لوجود موارد سمكية متنوعة حيث يبلغ طول سواحل السلطنة أكثر من 3165 كيلومترا ويساهم هذا القطاع في إنتاج الغذاء وتحقيق قدر من الأمن الغذائي وتشغيل الأيدي العاملة الوطنية وتوطين التكنولوجيا الحديثة وكذلك توفير فرص استثمارية واسعة لإقامة صناعات سمكية متطورة لرفد السوق المحلي بمنتجات سمكية ذات جودة عالية وتصدير الفائض منه للسوق الخارجي وتتزايد أهمية هذا القطاع مع انخفاض أسعار النفط في العالم حالياً وتوجه العديد من الدول المُنتجة للنفط للعمل على إيجاد قطاعات إنتاجية أخرى تساهم في زيادة الدخل وتوفير فرص العمل وتوطين تطبيقات التكنولوجيا الحديثة.

وتمتاز مياه السلطنة في بحر عُمان وبحر العرب والخليج العربي بوجود تنوع حيوي واسع تشمل النباتات والأعشاب والطحالب والكائنات الحيوانية ذلك التنوع له أهميته الطبيعية والبيئية والصناعية والسياحية وكذلك في الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي وفي مياه السلطنة أسماك من مختلف المجموعات السمكية مثل: الكنعد والجيذر والهامور والسهوة والشعري والكوفر والصال والصده والصافي والعندق والعومة والنجرور والأشخلي والقد والجرجور بالإضافة إلى الثروات البحرية كالروبيان والحبار والشارخة والصفيلح.

ويمثل الصيادون الحرفيون جزءا أساسيا في قطاع الثروة السمكية في السلطنة كما أن أسطول الصيد الحرفي يساهم في نسبة كبيرة من الإنتاج السمكي للسلطنة وفي توفير الأسماك في السوق المحلي وتحقيق قدر من الأمن الغذائي للسلطنة ولهذه الاعتبارات فإنّ وزارة الزراعة والثروة السمكية تقوم بتنفيذ برامج ومشاريع متعددة لتطوير قدرات الصيادين الحرفيين في محافظات السلطنة الساحلية وذلك لرفع كفاءة عملهم في القطاع السمكي لزيادة الإنتاج من عملهم في مهنة الصيد وتشجيعهم على التمسك بمهنتهم العريقة كما تقوم الوزارة أيضا بتقديم الدعم السمكي للصيادين الحرفيين المستحقين والمستوفيين لشروط الحصول على الدعم والذي يشمل أجهزة ومعدات حديثة تستخدم في مهنة الصيد وصناديق وسلال حفظ الأسماك والتي تساعد في المحافظة على متطلبات ضبط جودة الأسماك وقيمتها الصحية والغذائية وشملت دائرة الاهتمام أيضا أبناء الصيادين الحرفيين لما يمثلونه من أهمية في توارث مهنة صيد الأسماك جيلا بعد جيل حيث نظمت الوزارة عددا من الدورات التدريبية لهم في مجالات سمكية متعددة.

ويقوم الإرشاد السمكي بدور حيوي وفعال في تطوير العمل في القطاع السمكي بالسلطنة ويمثل حلقة الوصل بين المراكز البحثية بوزارة الزراعة والثروة السمكية والصيادين الحرفيين والعاملين في المهن المرتبطة بالقطاع السمكي حيث يقوم المختصون في الإرشاد السمكي والمرشدون السمكيون في دائرة الإرشاد واللجان السمكية بالمديرية العامة لتنمية الموارد السمكية بوزارة الزراعة والثروة السمكية بنقل خلاصة توصيات البحوث والدراسات العلمية السمكية إلى الصيادين الحرفيين عن طرق العديد من الفعاليات الإرشادية مثل: المحاضرات والندوات العلمية واللقاءات التي تنظم في القرى الساحلية ونقل الخبرات والمهارات اللازمة للتعامل مع المعدات والأجهزة الحديثة إلى الصيادين وذلك لرفع كفاءة العمل لدى الصيادين وزيادة إنتاجيتهم والتي تنعكس إيجاباً في ارتفاع مداخيل الصيادين من عملهم في مهنة الصيد.

وتمثل البحوث والدراسات العلمية أداة أساسية للتطوير في مختلف المجالات وقطاع الثروة السمكية أحد المجالات التي تعتمد على البحوث العلمية لتطوير العمل وزيادة الإنتاجية وقد قامت وزارة الزراعة والثروة السمكية مُمثلة في المديرية العامة للبحوث السمكية والمراكز البحثية التابعة لها وهي: مركز العلوم البحرية والسمكية ومركز ضبط جودة الأسماك ومركز الاستزراع السمكي ومركز البحوث السمكية في صلالة بتنفيذ العديد من البحوث والدراسات العلمية والتي تغطي المجالات المختلفة في القطاع السمكي وتلك البحوث تأخذ طابع الأهمية لكونها ذات بعد علمي واقتصادي يساعد على تطوير العمل في قطاع الثروة السمكية بالسلطنة وتطوير مجتمعات الصيد على سواحل السلطنة وتحقيق التنمية السمكية المستدامة.

ويمثل الاستزراع السمكي نشاطا اقتصاديا يساهم في زيادة الإنتاج السمكي وتحقيق قدر من الأمن الغذائي كما تتيح مشاريع الاستزراع السمكي فرصًا لتشغيل القوى العاملة الوطنية ونقل الخبرات والمهارات إليها مع توظيف تطبيقات التكنولوجيا الحديثة وقد قامت الوزارة بجهود متواصلة لتطوير مجال الاستزراع السمكي من مختلف النواحي من علمية وبحثية وإرشادية واقتصادية مما جعل العديد من المستثمرين يعملون على الدخول إلى هذا المجال للاستثمار وبصفة خاصة المستثمرين الشباب وتمثل المحطة الواحدة للاستزراع السمكي في دائرة تنمية الاستزراع السمكي بالوزارة أهمية خاصة للمستثمرين في مجال الاستزراع السمكي حيث توفر المحطة المعلومات المرتبطة بالاستثمار في مجال الاستزراع السمكي وتشهد المحطة زيارات متعددة من الأفراد والشركات والمهتمين بالاستثمار في مجال الاستزراع السمكي لمعرفة الحوافز والتسهيلات التي تقدمها وزارة الزراعة والثروة السمكية للمستثمرين لإقامة مشاريع الاستزراع السمكي ويعمل المختصين في المحطة بشكل مستمر على تعريف المستثمرين بالمعلومات ذات الأهمية الفنية والاقتصادية والتجارية عن الاستزراع السمكي.

ويعدالتصنيع السمكي من المحاور المهمة في قطاع الثروة السمكية ويزداد أهميته وسط ظروف الأزمة الغذائية التي شهدها العالم قبل سبعة سنوات وما تمثله تلك الأزمة من تهديد جدي وخطير على إنتاج الغذاء ومن البدائل التي يعول عليها ويعلق العلماء والمختصين الكثير من الآمال لتجاوز مشكلة نقص الغذاء وارتفاع أسعاره البحر وما يحتويه من ثروات يمكنها أن تساعد بشكل فعال وعملي في توفير الغذاء وفي السلطنة نجد الأسماك بمختلف أنواعها والثروات البحرية المختلفة من : الروبيان والحبار والشارخة وحتى الطحالب البحرية والأعشاب وغيرها من الكائنات البحرية تمثل رصيدا غذائيا كبيرا وغير مكلف من ناحية الإنتاج وتحضير المنتجات الغذائية وهناك آفاق واسعة لإقامة صناعات سمكية متطورة والاستفادة من مميزات المحافظات الساحلية لتنفيذ مشاريع تصنيع سمكي عالية الإنتاج.

تعليق عبر الفيس بوك