توقعات بتجاوز متوسط أسعار النفط 40 دولارا هذا العام لتخمة المعروض .. وتهوين من تأثيرات "التجميد"

السعودية تؤكد مواصلة العمل مع منتجي الخام للحد من تقلبات السوق

لندن- رويترز

أظهر مسح لرويترز أمس الإثنين أن أسعار النفط ستصل إلى أعلى قليلاً من 40 دولارا للبرميل في المتوسط هذا العام، نظراً لأنّ ضعف الطلب واحتمال قيام منتجين رئيسيين بتجميد الإنتاج مؤقتاً لن يؤثر بشكل يذكر في انحسار تخمة المعروض العالمي.

ومن المستبعد أن يتعافى السعر- الذي تراجع 45 في المئة في الإثني عشر شهرا السابقة- كثيرا عن مستوياته الحالية حول 34 دولارا للبرميل حتى النصف الثاني من العام حين يتوقع أن تنخفض الإمدادات من منتجين خارج منظمة أوبك. ويتوقع المسح الذي شمل آراء 30 خبيرا اقتصاديا ومحللا أن يبلغ خام القياس العالمي مزيج برنت 40.10 دولار للبرميل في المتوسط بانخفاض قدره 2.40 دولار عن مسح الشهر الماضي. وبلغ متوسط خام برنت نحو 32.57 دولار منذ بداية العام مقابل حوالي 54 دولارا في 2015. وهذا هو المسح الشهري التاسع لرويترز على التوالي الذي يخفض فيه المحللون توقعاتهم لأسعار النفط.

واتفقت روسيا وأعضاء أوبك السعودية وقطر وفنزويلا على العمل للتوصل إلى اتفاق عالمي لتجميد إنتاج النفط عند مستويات يناير إذا فعل منتجون آخرون نفس الشيء في محاولة لتقليص تخمة المعروض العالمي ودعم الأسعار. لكن إيران تخطط لزيادة إنتاجها بعد رفع العقوبات الغربية المفروضة عليها ووصفت المقترح بأنه مثير للضحك. كما أعلن العراق أنّه سيرفع إنتاجه.

وقالت لوانا سيجفريد المحللة لدى رايموند جيمس "رغم أنه أول تحرك منسق من نوعه خاص بالإمدادات من جانب أعضاء أوبك وروسيا في 15 عاما إلا أنه من الواضح أنّ أيّ اتفاق لا تشارك فيه إيران والعراق لن يسهم كثيرا في تقليص المعروض في السوق على الأقل في 2016". ويشك المحللون أيضا في أن تجميد الإنتاج قرب مستويات مرتفعة قياسية سيدعم السوق. وهبطت أسعار النفط 70 في المئة منذ منتصف 2014 نظرا لتراكم الفائض وإحجام أوبك في أواخر 2014 عن خفض الإنتاج لدعم الأسعار مثلما فعلت على مدى عقود. ويعتقد المحللون الذين شملهم المسح بأن توازن العرض والطلب لن يحدث حتى أواخر 2016 رغم أنه من المتوقع أن تضيق الفجوة بينهما مقارنة بالعام الماضي. وقال هانز فان كليف كبير الخبراء الاقتصاديين في مجال الطاقة لدى ايه.بي.ان امرو "رغم أنه لن يحدث توازن بين الطلب والعرض قبل 2017 فإن من المنتظر أن تدعم توقعات انخفاض تخمة المعروض الأسعار... أعتقد أن هذا الاتفاق مؤشر واضح لتلميح بعض منتجي النفط الرئيسيين بأن أسعار الخام لا يجب أن تهبط عن المستويات الحالية".

وقال المحللون إن من المرجح أن يظل نمو الطلب العالمي ضعيفا على الأجل المتوسط نظرا لتباطؤ الاقتصاد الصيني وتراجع الاستهلاك في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية مع تحسن كفاءة استخدام الطاقة والتحول إلى الوقود النظيف. ويتوقع المحللون أن تبلغ العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 38.90 دولار للبرميل في المتوسط في 2016 بانخفاض قدره 2.10 دولار من مسح يناير كانون الثاني. وبلغ الخام الأمريكي 31.03 دولار في المتوسط منذ بداية العام. وخفض بنك مورجان ستانلي توقعاته لخام برنت في 2016 إلى 30 دولارا للبرميل بينما جاءت توقعات رايموند جيمس الأعلى عند 53 دولارا.

وفي الرياض، نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن مجلس وزراء المملكة قوله أمس إن السعودية ستواصل العمل مع جميع منتجي النفط الرئيسيين للحد من تقلبات السوق وإنها ملتزمة بتلبية جزء كبير من الطلب العالمي على الطاقة على أسس تجارية بحتة. وقال مجلس الوزراء في بيانه عقب الاجتماع الأسبوعي إن السعودية "تستثمر مبالغ طائلة للاحتفاظ بطاقتها الاحتياطية الحيوية للمساعدة في تلبية الطلب الإضافي أو التعاطي مع انقطاع الإمدادات العالمية إذا دعت الحاجة إلى ذلك". وأضاف البيان أن المملكة تسعى إلى "تحقيق الاستقرار في أسواق النفط وأنها ستتواصل بشكل دائم مع جميع المنتجين الرئيسيين في محاولة للحد من التقلبات كما ترحب بأي عمل تعاوني".

تعليق عبر الفيس بوك