"الطائي" يستعرض قضايا الأمّة العربية والسلطنة في إصدارة "الهوية.. والكتابة" بمعرض الكتاب

مستخدمًا أسلوب "عرض المشكلة واقتراح الحلول"

الرؤية - محمد قنات

صدر عن مؤسسة الرؤيا للصحافة والنشر كتاب "الهوية.. والكتابة " للكاتب الصحفي حاتم الطائي، ويتضمن الكتاب مقالات عدة في السياسة والاقتصاد وثورات الربيع العربي وإدارة الأزمات.. وناقش الكتاب الذي يعرض في معرض مسقط للكتاب في دورته الحالية كثيرا من القضايا؛ حيث جاء شاملاً ومتنوعاً وغاض في مجمل الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، واتخذ الكتاب أسلوب عرض المشاكل والقضايا ومن ثم تقديم الحلول والمقترحات وفق رؤية جيدة يمكن أن تسهم بقدر كبير في إثراء المشاريع المختلفة وفق المقترحات التي يطرحها الكاتب

وحمل الكتاب ضمن 348 صفحة عناوين لمواضيع متفرقة ومتعددة من بينها " داعش وأخواتها .. والهويات القاتلة" والتي أشار فيها الكاتب إلى الفكر التكفيري الذي تشكلت بداياته نتيجة الفهم الخاطىء لبعض فتاوى وكتابات السلف، وأن هذا الفكر يستقي جوانب من تشدده من بعض كتابات سيد قطب والرسائل لجهيمان العتيبي وكتاب المصطلحات الأربعة للمودودي وكتابات أبو محمد المقدسي الأردني وغيرها من الكتابات التكفيرية.

وذهب الطائي في مقاله هذا إلى أن الزج بالدين في معترك السياسة ينال منهما معاً، فلا السياسة بقادرة على القيام بمهامها في ظل الدولة الدينية، ولا الدين بمنأى عن السهام التي تنال من قدسيته، وأبدى الطائي أسفه من تحول العديد من البلدان إلى ساحات مفتوحة للاقتتال والعنف، بتأثير التكفيريين الذين أشعلوا نيران الفتن التي أتت على الأخضر واليابس دون إدراك منهم لما تصنعه أيديهم من خراب.

وتناول الطائي في مقالاته التي جمعها ضمن كتاب "الهوية والكتابة" الأزمات الاقتصادية مستعرضاً الدور المنوط بالقطاع الخاص في التوظيف باعتباره القضية المحورية التي ينبغي التخطيط لها جيدا؛ لأن القطاع الحكومي قد تشبع بالوظائف، وسيكون المعول عليه مستقبلا في حل معضلة التوظيف على القطاع الخاص، الذي هو أيضاً لن يكون قاعدة توظيف مفتوحة للجميع بل سيحتكم إلى معايير مهنية تعتمد الكفاءة وامتلاك ناصية المهارات، مما يلقي المسؤولية على الحكومة لتهيئة مخرجات التعليم لسوق العمل من خلال تزويدهم بالمعارف والمهارات التي تلبي المتطلبات.

كما استعرض الكاتب النواحي الاجتماعية وتطرق في عدد من أوراق الكتاب إلى الحوادث المرورية تحت عنوان حوادث بلا حدود وأشار إلى أنه على رغم الجهود المبذولة من الجهات المختصة في محاولة لتقليل الحوادث المرورية والحد منها إلا أن نزيف الطرق لم يتوقف بل يزداد جريانه ليصبغ سواد الأسفلت بحمرة قانية لتهدر بذلك طاقات في عمر العطاء والإنتاج وتستنزف موارد الوطن، وأنّ مشكلة الحوادث المرورية ليست حكراً على السلطنة وحدها بل تتمدد باتساع خريطة العالم

وطاف الكاتب في إحدى مقالاته في سياحة ثقافية عن عادات وثقافات دولة الهند وقال إنها تأسر كل من يعرفها عن قرب بتنوعها وتراثها الروحي والمعرفي وتقدمها الاقتصادي، وفوق كل هذا وذاك هذا التدفق من الحيوية والحراك الذي يحيط بك أينما توجهت في تلك البلاد المترامية الأطراف، حيث تعلو قيم الروحانيات الشرقية الأصيلة التي جعلتهم يعيشون في وفاق مع أنفسهم أولاً ومع الآخر ثانياً.

وتطرق الطائي في كتابه إلى السياحة بمواضيع مختلفة من بينها كلمات حملت عنوان "الجبل الأخضر.. رؤية كاملة للتطور" وقال فيها إن الجبل الأخضر يعتبر منطقة فريدة من نوعها ليس في الجزيرة العربية فحسب بل على مستوى العالم لجهة تنوع مشاهده السياحية من معالم أثرية موغلة في القدم وطبيعة خلابة وأجواء سمتها البرودة والاعتدال، وأن المنطقطة اعترتها الكثير من عوامل التطور خلال السنوات الأخيرة من طرق وبنى أساسية.

وذهب الطائي إلى أن المشهد السياحي والتنموي مليء بالتحديات والتحدي الرئيسي يتمثل في أهمية وضوح الرؤية في تطوير الجبل الاخضر سياحياً حتى يشكل القطاع قيمة مضافة للمجتمع المحلي ويعمل على خلق وظائف لأبناء الجبل الأخضر وغيرها من منافع وإيجابيات لخدمة الاقتصاد الوطني.

تعليق عبر الفيس بوك