يوم المعلم العماني يوم وطني للجميع

خالد الخوالدي

Khalid1330@hotmail.com


إنّ تخصيص يوم للمعلم العماني يوحي بالاهتمام والتقدير والوفاء ورد الجميل كيوم الشرطة ويوم القوات المسلحة ويوم الحرفي وغيرها من الأيام العمانية الموثقة وإن كان هذا اليوم أعلاها شأنا ومكانة، ويوم المعلم العماني يصادف الرابع والعشرين من كل عام ويختلف عن اليوم العالمي للمعلم الذي يحتفل به في شهر أكتوبر من كل عام والتوضيح هنا حتى لا يختلط تقدير من يقرأ المقال، وبما أننا خصصنا يوما محددا للمعلم العماني فهو يوم يجب أن يكون يوما وطنيا يحتفل به الجميع وليس المعلمين والإدارة التربوية والتعليمية ووزارة التربية والتعليم فالمعلم فضله على الجميع ومكانته وقيمته تاج على رؤوس المتعلمين فقديما قيل (من علمني حرفا صرت له عبدا).

وتخصيص يوم للمعلم العماني بلاشك أنه لم يأت صدفة أو اعتباطا أو يوم تم تخصيصه حسب الأهواء، وإنّما يأتي للدور العظيم والأمانة الكبيرة التي يقدمها المعلم في سبيل إنارة الكون بنور العلم وتبصير الناس إلى الهدى والرشاد والفلاح لهذه الحياة، فبدون المعلم لا يمكن للحياة أن تستقيم وتتطور وتنمو وترتقي إلى سلم المجد والعزة، وإذا كان المعلم بهذه المكانة والأهميّة والسمو فلابد لنا جميعا أن نمنحه ذلك التقدير والاحترام والمحبّة.

ويبدأ منح هذا التقدير والاحترام للمعلم العماني بتكامل المنظومة التربوية والتعليمية والتي تحتاج إلى تقييم شامل ومراجعة للحسابات بداية من الإدارة المدرسية مرورًا بالمديريات والإدارات والمكاتب التربوية والتعليمية في مختلف المحافظات بالسلطنة وانتهاء بوزارة التربية والتعليم، وهذا التقييم يبدأ فيما قدمته هذه الجهات للمعلم فالمعلم لا يحتاج إلى كلام كثير وحبر على الورق وإنّما يحتاج إلى واقع فعلي على الأرض يلمسه ويعايشه ويتذوق طعمه ويتحسس نتائجه، فمن يزور مدارسنا في هذا اليوم الذي يحتفل به في أغلب المدارس يجد أن إدارات المدارس والمعلمين والمعلمات يجتهدون في إقامة الاحتفال بهذا اليوم بجهودهم الذاتية وبأموالهم الخاصة حيث وصلني أنّ هناك مدارس طلبت من الطاقم التعليمي بها التبرع لشراء هدايا لتوزع للمعلمين ومدرسة أخرى اخترعوا بأن يشتري كل معلم هدية لزميله، وهناك جهود واختراعات كثيرة ومتنوعة لا تلام فيها إدارات المدارس بكثر ما تلام فيها الوزارة الموقرة فيوم المعلم العماني لابد أن يعتبر يوما وطنيا من أيام عمان الخالدة ولابد أن يكون له قيمته وتقديره ونخرج من إطار الاختراعات إلى إطار عملي يرسم احتفالية تليق بمعلم الأجيال وتمنحه المكانة اللائقة التي تليق به.

وأرى أنّ القيمة الحقيقية التي ينظر إليها المعلم في يومه تتجاوز مسألة التكريم والهدايا وإنّما ينظر الكثير منهم إلى قيم أخرى تليق بالمعلم وتمنحه الثقة والاستمرارية في العمل وحمل الأمانة وذلك بجعل هذا اليوم يوما للانطلاقة الحقيقية نحو تصحيح المسار والذي يبدأ بمنح المعلمين ترقياتهم المستحقة والتي أصبحت في عالم النسيان عند المسؤولين وذلك حتى لا يتكرر سيناريو ترقيات أعوام 1991 و1992و1993 والتي وعدت الوزارة بمعالجتها إلا أنّ الأمر محلك سر، إضافة إلى معالجة ما يعانيه كثير من المعلمين من تهميش أثناء المطالبة بحقوقهم وترتيب أوضاعهم المادية والتي بلاشك تؤثر على مستوياتهم الاجتماعية والنفسية ناهيك عن ابتعاد عدد من المعلمين والمعلمات بعيدًا عن مناطق سكناهم لأكثر من خمس سنوات مع الوعود السنوية بتحسين أوضاعهم وما يترتب على ذلك من تفكك أسري واجتماعي قد لا يدركه منظرّو الوزارة وغيرها من التحديات التي تقف حجر عثرة في وجه تحقيق تطلعات وطموحات المعلم.

إننا جميعًا كأفراد ومؤسسات حكومية وخاصة وأهليّة ومدنية علينا واجبات تجاه هذا اليوم الوطني الخالد للمعلم الأول ومربي الأجيال والعمود الأساسي لتطور عمان فنحن جميعا ندين لهم ونعترف بمكانتهم لذا علينا أن نشعل هذا اليوم بهجة وفرحا ونعمل سويا في الرقي بالعملية التعليمية من خلال تأهيل وتدريب وتطوير واحترام وتقدير المعلم ومنحه الوضع الذي يستحقه في الوزارة وفي المجتمع والأسرة.

وأخيرًا نقول لكل المعلمين والمعلمات كل عام وأنتم بخير، ونشد على أيديكم لتحقيق الواجبات الوطنية الملقاة على عاتقكم ونطالبكم بتجاوز كل ما تعانوا منه وما يصيبكم فأنتم مجاهدون في رفع راية العلم لأبناء لعمان الغالية فأنتم قدوة للأجيال القادمة ومحل ثقة الجميع، ودمتم ودامت عمان بخير.

تعليق عبر الفيس بوك