سوريا: 46 قتيلا في تفجير "مفخختين" بحمص.. واتفاق مبدئي بين كيري ولافروف لوقف الأعمال العدائية

الأسد مُستعد لوقف إطلاق النار بشرط عدم استغلال "الإرهابيين" له

 

عواصم - الوكالات

قال المرصدُ السوريُّ لحقوق الإنسان إنَّ 46 شخصا على الأقل قُتلوا جراء تفجير سيارتين ملغومتين بمدينة حمص السورية، أمس، في أحد أعنف الهجمات بالمدينة منذ بدء الحرب الأهلية قبل خمس سنوات، كما أكدت وسائل إعلام حكومية وقوع التفجيرين.

وقال المرصد: "أصيب أكثر من 100 آخرين بجراح متفاوتة الخطورة جراء تفجير آليتين مفخختين... في حي الزهراء بمدينة حمص." وأظهرت لقطات تليفزيونية لقنوات موالية للحكومة السورية جثثا متفحمة تحت الأنقاض وأضرارا لواجهات محلات وحطاما في الشوارع. وكانت النار مشتعلة في سيارات كثيرة وسحب الدخان الأسود تتصاعد وبعض الجرحى يسيرون مذهولين. ونقل التليفزيون الرسمي عن محافظ حمص قوله إن 25 شخصا على الأقل قتلوا.

وكان تفجير أعلن تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عنه وقع في حمص بغرب البلاد الشهر الماضي مما أسفر عن مقتل 24 شخصا على الأقل فيما استعادت القوات الحكومية السيطرة على بعض القرى من قبضة التنظيم المتشدد في محافظة حلب بشمال البلاد. كما جاء التفجيران في حمص بعد يوم من تقدم القوات الحكومية في مواجهة مقاتلي الدولة الإسلامية. ولم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن الهجومين. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن الهجوم هو ثاني أعنف هجوم من نوعه في حمص منذ 2011 والأعنف منذ قرابة عام ونصف العام.

وقال التليفزيون الرسمي السوري وشهود إن عدة تفجيرات ضربت حي السيدة زينب بجنوب دمشق أمس. وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن سقوط ضحايا. وقال التليفزيون الحكومي في نبأ عاجل له إن التفجيرات وقعت بشارع التين في السيدة زينب. وقال المرصد الذي مقره بريطانيا إن عدد التفجيرات أربعة.

وتوصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى "اتفاق مبدئي" مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، لوقف الأعمال العدائية في سوريا. وأشار كيري، رفقة وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة، في عمان إلى أنه تحدث هاتفيا مع لافروف، بشان وقف إطلاق النار، وإنهما اتفقا على بحث جميع جوانب النزاع. وقال: "أعتقد أننا توصلنا إلى اتفاق مبدئي، بشأن وقف إطلاق النار والأعمال العدائية، الذي قد يدخل حيز التنفيذ في الأيام المقبلة". وأضاف كيري أنه يأمل من الرئيس باراك أوباما والرئيس فلاديمير بوتين، أن يتحدثا قريبا، ليبدأ تنفيذ وقف إطلاق النار. ولكنه أوضح أن تفاصيل وطريقة تنفيذ الاتفاق لا تزال قيد الدراسة بين الطرفين، وأكد أن "المجموعة الدولية أقرب إلى وقف إطلاق النار من أي وقت مضى".

ويتواصل النزاع المسلح في سوريا لعامه الخامس، وقد أدى إلى مقتل 250 ألف شخص ونزوح الملايين من السوريين من مناطقهم بسبب القتال. وتشن الولايات المتحدة غارات جوية، ضمن حلف دولي، على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية، بينما تساند المقاتلات الروسية القوات الحكومة، القوات الموالية لها، بضرب مواقع المعارضة.

وتتهم الولايات المتحدة ودول غربية وعربية روسيا باستهداف "المعارضة المعتدلة"، أكثر من استهداف تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. لكن موسكو تقول إن طائراتها تغير على مواقع "الإرهابيين"، وتدعم "الحكومة الشرعية" في البلاد.

وحققت القوات الحكومية، والقوات الموالية لها، مكاسب على الأرض، واستعادت السيطرة على العديد من البلدات، التي كانت بيد المعارضة، بمختلف فصائلها، بفضل الغارات الروسية المكثفة.

ومن جانبه، قال الرئيس السوري بشار الأسد إنه مستعد لوقف إطلاق النار بشرط عدم استغلال من وصفهم بـ"الإرهابيين" له لتحقيق مكاسب على الأرض وضمان وقف دعم الدول التي تساندهم.

وفي مقابلة مع صحيفة البايس الأسبانية نقلها الرسمي للرئاسة السورية، قال الأسد إن "لقد أعلنا أننا مستعدون لكن الأمر لا يتعلق فقط بالإعلان ...المسألة تتعلق بعوامل أخرى مهمة مثل منع الإرهابيين من استخدام وقف تلك العمليات من أجل تحسين موقعهم". وتصف الحكومة السورية مسلحي المعارضة السورية بأنهم "إرهابيين".

وأضاف الأسد أن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يضمن "منع بلدان أخرى وخصوصا تركيا من إرسال المزيد من الإرهابيين والأسلحة أو أي نوع من الدعم اللوجستي لهم".

وكانت المعارضة السورية أعلنت في وقت سابق موافقتها على "إمكانية عقد هدنة مؤقتة" بشرط وجود ضمانات بوقف الحكومة السورية وحلفائها بمن فيهم روسيا إطلاق النار، وأيضا السماح بدخول المساعدات إلى المناطق المحاصرة. وتصر موسكو على مواصلة حملتها ضد من تصفهم بـ"الإرهابيين" من الجماعات المسلحة التي تقاتل ضد الحكومة السورية.

وتشن روسيا غارات جوية مكثفة منذ سبتمبر الماضي وساعدت القوات الحكومية على تحقيق مكاسب على الأرض. وقال بيان صادر عن الهيئة العليا للمفاوضات يوم السبت إن فصائل مختلفة من المعارضة السورية "أبدت موافقة مبدئية على إمكانية التوصل إلى اتفاق هدنة مؤقتة على أن يتم ذلك وفق وساطة دولية وتوفير ضمانات أممية بحمل روسيا وإيران والميليشيات الطائفية على وقف القتال".

تعليق عبر الفيس بوك