المعارضة السورية توافق على "إمكانية" هدنة مؤقتة.. وروسيا تخفق في استصدار قرار أمي ضد تركيا

أوباما يدعو أردوغان لإظهار "ضبط نفس متبادل" ووقف الهجمات المدفعية

عواصم - الوكالات

بحث الرئيس الأمريكي باراك أوباما الوضع في سوريا خلال اتصال هاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وأبدى أوباما قلقه بشأن التقدم الذي حققته الحكومة السورية في شمال غرب البلاد في الآونة الأخيرة ودعا إلى وقف الأعمال التي تزيد من التوترات مع تركيا ومع قوات المعارضة المعتدلة في شمال سوريا. وقال البيت الأبيض في بيان إن أوباما شدد لأردوغان على ضرورة عدم محاولة وحدات حماية الشعب الكردية استغلال الأوضاع في سوريا للسيطرة على مزيد من الأراضي. ودعا تركيا إلى "إظهار ضبط نفس متبادل" من خلال وقف الهجمات المدفعية في المنطقة.

وقالت المعارضة السورية أمس إنها توافق على "إمكانية" هدنة مؤقتة بشرط وجود ضمانات على أن حلفاء دمشق بمن فيهم روسيا سيوقفون إطلاق النار إضافة إلى رفع الحصار والسماح بدخول المساعدات إلى كل أنحاء البلاد.

وقال بيان عن الهيئة العليا للتفاوض إن عدة فصائل أبدت موافقتها على إمكانية التوصل لهدنة مؤقتة عبر وساطة دولية. وتابع البيان أن على الأمم المتحدة أن تضمن إلزام روسيا وإيران وما وصفتها بالفصائل الطائفية بوقف القتال. وأضاف البيان أن على كل الأطراف وقف إطلاق النار بشكل متزامن وعلى الحكومة إطلاق سراح السجناء

وعبر الكرملين أمس عن قلقه إزاء القصف التركي لأراض سورية قائلا إن مثل هذه التصرفات تؤجج المزيد من التوتر على الحدود بين البلدين. وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر مع الصحفيين عبر دائرة تلفزيونية مغلقة "الكرملين قلق إزاء تصاعد التوتر على الحدود السورية التركية. بشكل عام ترى روسيا أن مثل هذا القصف المدفعي التركي لأراض سورية عبر الحدود غير مقبول". وفي السياق، رفض مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة، مشروع قرار تقدمت به روسيا لوقف القصف التركي في سوريا.

وكان مجلس الأمن عقد اجتماعا طارئا لمناقشة المشروع الروسي، بينما حذرت فرنسا من تصاعد خطير في النزاع السوري المسلح. وتطالب روسيا، في مشروع القرار، "بوقف فوري للقصف العابر للحدود، ولمخطط، تدعمه تركيا، يقضي بتدخل قوات أجنبية برية في سوريا". وقال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بعد لقاء المسؤولين الروس في جنيف، إن تحقيق وقف إطلاق النار في سوريا، لا يزال "يتطلب عملا كبيرا". وكان ينتظر أن تبدأ الهدنة الجمعة في سوريا، ولكنها فشلت بعدما شنت قوات كردية، تدعمها المقاتلات الأمريكية، هجمات على بلدات قربة من الحدود التركية وسيطرت عليها. وطالبت روسيا، التي تشن غارات جوية دعما لقوات حكومة الرئيس بشار الأسد، الأمم المتحدة بالضغط على تركيا لوقف قصف القوات الكردية، شمالي البلاد. ولكن القرار لم يجمع عددا كافيا من الأصوات واعترضت عليه دول رئيسية، منها فرنسا والولايات المتحدة، حسب دبلوماسيين. واتهمت سفيرة الولايات المتحدة، سامونتا باور، روسيا بمحاولة "صرف نظر العالم" عن غاراتها الجوية الداعمة للنظام السوري، وحضتها على الالتزام بقرارات الأمم المتحدة بخصوص مسار السلام. وقال السفير الفرنسي، فرانسوا دولاتر، إنه "على تركيا أن تفهم أن دعمها اللامشروط لبشار الأسد، يؤدي إلى طريق مسدود، غاية في الخطورة".

وتدعو تركيا إلى تدخل عسكري مشترك لحلفائها الدوليين في سوريا، وتؤكد على أن ذلك هو السبيل الوحيد لإنهاء الحرب. وتخشى أنقرة من أن تقدم القوات الكردية في محافظة حلب هدفه ربط المناطق التي يسيطر عليها الأكراد شمالي وشمال شرقي سوريا، وإنشاء منطقة كردية على حدودها الجنوبية. وطلبت روسيا من مجلس الأمن الدولي أن يدعو إلى احترام السيادة السورية ووقف عمليات القصف والتوغل عبر الحدود والتخلي عن "أي محاولات أو خطط للتدخل البري الأجنبي." ووزعت روسيا مسودة قرار على أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر بسبب مخاوف من حدوث تصعيد في العمليات القتالية بعد أن قالت تركيا هذا الأسبوع إنها قد ترسل هي ودول أخرى قوات برية إلى سوريا. واجتمع مجلس الأمن الدولي بعد ظهر الجمعة لمناقشة المسودة الروسية ولكن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا التي تملك حق النقض (الفيتو) قالت كلها إن هذا المشروع لن ينجح. وقالت سمانثا باور سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة للصحفيين بعد الاجتماع "بدلا من محاولة تشتيت انتباه العالم بمشروع القرار الذي طرحوه للتو سيكون أمرا طيبا فعلا إذا نفذت روسيا القرار الذي تمت الموافقة عليه بالفعل." وكانت باور تشير بذلك إلى قرار وافق عليه مجلس الأمن الدولي بالاجماع في ديسمبر وأقر خارطة طريق دولية لعملية سلام في سوريا.

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو لرويترز هذا الأسبوع إن بلاده والسعودية وبعض القوى الأوروبية تريد إرسال قوات برية إلى سوريا على الرغم من عدم مناقشة أي خطة جدية عن هذا الأمر. وساعدت الغارات الجوية الروسية على وصول الجيش السوري إلى مسافة 25 كيلومترا من الحدود التركية في حين كسب المقاتلون الأكراد الذين تعتبرهم تركيا متمردين معادين لها أراض أيضا مما جعل الوضع ملحا. وقصفت تركيا مواقع لوحدات حماية الشعب الكردية السورية ردا على ما تصفه أنقرة بنيران معادية تأتي عبر الحدود إلى تركيا. وتدهورت العلاقات التركية الروسية في نوفمبر عندما أسقطت مقاتلات تركية طائرة روسية بالقرب من الحدود السورية التركية وهي الخطوة التي وصفها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنها "طعنة غادرة في الظهر." وأدت حملة شنتها الحكومة السورية على حركة مطالبة بالديمقراطية في أوائل 2011 إلى اندلاع الحرب الأهلية السورية. واستغل تنظيم الدولة الإسلامية حالة الفوضى للسيطرة على أراض في سوريا والعراق وفر نحو 4.3 مليون سوري من سوريا. وتقول الأمم المتحدة إن ما لا يقل عن 250 ألف شخص قُتلوا. ويقصف تحالف تقوده الولايات المتحدة أهدافا لتنظيم الدولة الإسلامية منذ سبتمبر 2014. وبدأت روسيا غارات جوية في سوريا في سبتمبر 2015.

تعليق عبر الفيس بوك