انطلاق فعاليات المؤتمر السادس للرعاية الصيدلانية بمشاركة إقليمية ودولية ومحلية واسعة

تحت شعار " نحو التميز المهني في الممارسة الصيدلانية"

الرؤية - تركي الحوسني

تصوير/ خميس السعيدي

انطلقت مؤخراً بفندق قصر البستان فعاليات المؤتمر السادس للرعاية الصيدلانية الذي تنظمه وزارة الصحة ممثلة في المديرية العامة للتموين الطبي تحت شعار "نحو التميز المهني في الممارسة الصيدلانية"، وذلك برعاية معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة وبحضور عدد من أصحاب السعادة وكلاء الوزارة وسعادة رئيس اللجنة الصحية بمجلس الشورى وسعادة الرئيس التنفيذي للمجلس العماني للاختصاصات الطبية وعدد من المسؤولين بالوزارة.

وفي بداية المؤتمر تحدث راعي المناسبة قائلاً: يعتبر المؤتمر السادس للرعاية الصيدلانية ذا أهمية عالية جدًا؛ فكما يعلم الجميع فإنّ الأدوية في تطور مستمر، هذه الأدوية التي تستخدم اليوم لعلاج الكثير من الأمراض هي أدوية مُعقدة وربما لها أعراض جانبية ومضاعفات خطيرة جداً؛ لذا فإنّ دور الصيادلة ليس فقط إعطاء الأدوية التي يصفها الأطباء للمريض وإنما هم صمام الأمان بين الطبيب والأدوية والمريض، ويقع على عاتقهم توعية المرضى بمخاطر استخدام بعض الأدوية وكذلك توعيتهم بأهمية استخدام الأدوية كما توصف لهم لكي تكون ذات جدوى ويستطيعون الاستفادة منها.

وأضاف معاليه: من المؤسف أنّه على المستوى العالمي لازالت هناك وفيات عديدة بسبب الأخطاء في استخدام الوصفات الدوائية. ونحن نعول على هذا المؤتمر الذي يشارك فيه محاضرون من مختلف الدول ومن السلطنة الكثير في مجال تعزيز الجودة والكفاءة في القطاع الصيدلاني في السلطنة كي نتفادى الأعراض الجانبية والمخاطر التي قد تسببها الكثير من الأدوية.

كما ألقت المديرة العامة للتموين الطبي الصيدلانية نسيبة بنت محمد نصيب كلمة قالت فيها: يسرني أن أرحبَ بكم جميعًا في افتتاح المؤتمر السادس للرعاية الصيدلانية الذي أصبح حدثاً سنوياً مهماً تنظمه وزارة الصحة وينتظره المختصون في الصيدلة لتبادل الخبرات والتطورات الحديثة في الممارسات الصيدلانية.

موضحاً في كلمتها أن ما يعاني منه الصيادلة يتمثل الفجوة الكبيرة بين علوم الصيدلة وبين ما هو ممارس على أرض الواقع، مبينة أنّ انعقاد الدورة السادسة للمؤتمر يأتي انسجاماً مع النظرة المستقبلية للنظام الصحي (2050) وإيمانًا بأنّ المرحلة القادمة تتطلبُ تكامل جهود جميع فئات النظام الصحي وربطها ضمن سياسة صحية وطنية شاملة وفق منهجية علمية تأخذ في اعتبارها الخبرات والتجارب الوطنية وتجارب الدول المتقدمة ومعايير المنظمات الدولية بهدف الارتقاء بكفاءة الكوادر الصحية ورفع مستوى جودة الخدمات العلاجية المقدمة للمرضى، من خلال تطبيق برامج التعليم المهني المستمر لترقية وتنمية المهارات ليتمكن الصيدلي من خدمة مجتمعه بكفاءةٍ وأمانة وأن يلعب دورًا في إدارة العلاج.

وأضافت قائلة: أصبح من الضروري أخذ مفاهيم التعريف الحديث لمهنة الصيدلة على محمل الجد لتطبيق الممارسة الجيدة للرعاية الصيدلانية على أرض الواقع والارتقاء بخريج الصيدلة ليكون قادراً ومتمكناً وذلك باعتماد مخرجات تعليمية لا تتمحور حول المعلومة الدوائية فقط وإنما حول الممارسات والكفاءات والقدرات البحثية ومهارات التواصل والأخلاق المهنية، مشيرة إلى أنّ الأخطاء الدوائية تعتبر من بين أكثر الأخطاء الطبية شيوعاً والتي تلحق الضرر بما لا يقل عن مليون ونصف المليون شخص سنوياً بالإضافة إلى الخسائر المالية الباهظة لمعالجة الأضرار الناتجة عنها وبناءً على ذلك فإنّ العديد من المُنظمات العالمية التي تعنى بسلامة المرضى والأمان الدوائي تدعم برامج السلامة الدوائية لتحقيق الهدف المُتمثل في تحسين سلامة المرضى والوقاية من الأخطاء الدوائية قبل وصولها للمريض لذا قامت الوزارة بتطبيق معايير السلامة الدوائية ونظام الجرعة المفردة والوصفة الطبية الإلكترونية والملف الإلكتروني في مُعظم المؤسسات الصحية لضمان سلامة المرضى.

وأكدت المديرة العامة للتموين الطبي على أهمية أخلاقيات مهنة الصيدلة وضرورة مواكبتها للتطور العالمي، حيث قالت: إنّ مهنتنا مهنة إنسانية عريقة قادرة على العطاء والبناء من خلال إقامة مجتمع صحي لنا شرف الانتماء إليه وهذا الانتماء هو مسؤولية وطنية وأخلاقية تحتاج منّا إلى التفاني والعطاء للعبور بمهنة الصيدلة إلى آفاقٍ جديدةٍ مدعومةٍ ببرامج علمية واجبٌ علينا مواكبتها لأنّ المهنة التي لا تواكب التطور ستتراجعُ ويضعف دورها ويتدنى تقديرها ويقل مردود ممارستها، لذا فإننا أمام تحول جذري وكبير في الممارسة المهنية لابد أن نستعد له ومما لا شك فيه أن الصيدلي يحمل عبئاً كبيراً في تطوير المهنة والارتقاء بها لتواكب ركب التطور الكبير الذي يجري في قطاع الدواء والعلوم الصيدلانية.

من جانب آخر ألقى الدكتور جون آرمستيد رئيس الجمعية الأمريكية لصيادلة النظام الصحي بالولايات المتحدة الأمريكية كلمة قال فيها: أصبح العلاج الدوائي أكثر تعقيداً، مؤكداً أن الصيادلة هم مقدمو الرعاية الذين يمكنهم تبسيط هذا التعقيد للمرضى، إضافة إلى أنهم هم المهنيين الذين لديهم القدرة على أخذ المعلومات العامة للأدوية وتحويلها إلى معلومات مُحددة يمكن أن يستفيد منها المريض لتحسين حالته الصحية. وأشار إلى أنّ مهنة الصيدلة تركز على تحسين نتائج العلاج الدوائي من خلال الإدارة المشتركة للعملية العلاجية مع مقدمي الرعاية الآخرين.

وفي ختام كلمته أوصى رئيس الجمعية الأمريكية لصيادلة النظام الصحي بضرورة اعتماد المعاييرالدولية للممارسة المهنية للصيادلة والاستخدام الآمن والأمثل للدواء تحقيقًا لسلامة المرضى ورفع مستوى الرعاية الصحية المقدمة.

وعلى هامش المؤتمر قام معالي الدكتور راعي المناسبة بتكريم عدد من المشاركين والمنظمين، كما افتتح المعرض المصاحب الذي تعرض فيه (27) شركة ومصنعاً محلياً وعالمياً أحدث ما توصلت إليه في مجال صناعة الأدوية والأجهزة والمواد الطبية ومعدات التشغيل الآلي.

يذكر أنّ المؤتمر الذي يستمر على مدى يومين يهدف إلى الوقوف على آخر المستجدات الحديثة في مجال الخدمات الصيدلانية والاعتماد المحلي والدولي للخدمات والتعليم والتدريب الصيدلي، والتطرق إلى أنظمة صرف وتوزيع الدواء الآلية ومعايير تحضير الأدوية المعقمة وصرفها عن طريق أجهزة التشغيل الآلي، علاوة على التعرف على مختلف التخصصات الصيدلانية من خلال إدخال مسارات الممارسات الصيدلانية الإكلينيكية المُتعددة.

ويشارك في المؤتمر أكثر من (600) من منتسبي المهن الصحية من صيادلة وأطباء وممرضين ومساعدي صيادلة من مختلف المؤسسات الصحية التابعة لوزارة الصحة والدفاع والشرطة وديوان البلاط السلطاني ومستشفى جامعة السلطان قابوس ومسؤولي الرعاية الصحية ومشاركين من جميع دول مجلس التعاون وفرنسا وهولندا، بالإضافة الى مشاركة بعض المنظمات العالمية والهيئات المرموقة والمتمثلة في المجلس الأمريكي لاعتماد التعليم الصيدلاني والجمعية الأمريكية لصيادلة النظام الصحي ومعهد الممارسات الدوائية الآمنة في الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي لصيادلة المستشفيات الأمر الذي سيثري هذا المؤتمر بالكثير من التجارب والممارسات والخبرات العالمية لتلبي متطلبات الممارسة العلمية لمهنة الصيدلة. ويناقش المؤتمر (17) ورقة عمل محلية وعالمية حول أحدث المستجدات في الممارسة الصيدلانية خلال اليوم الأول في ثلاث جلسات علمية، و(14) حلقة عمل في اليوم الثاني تتخللها (3) جلسات حوار تفاعلية.

كما يسلط المؤتمر الضوء على العديد من الموضوعات؛ من بينها: الممارسة الصيدلانية المستقبلية المتطورة وإعطاء لمحة عامة عن مستقبل ممارسة الصيدلة ومجموعة من الخدمات المهنية التي يمكن أن يقدمها الصيادلة وتحديد المؤشرات الأساسية لقياس أداء الممارسة المهنية للصيادلة حسب توصيات اللجنة الأمريكية المشتركة للاعتماد الدولي (JCIA) ، والتحديات التي تواجه ممارسة مهنة الصيدلة، وتطبيق التكنولوجيا والتشغيل الآلي في مجال توزيع الأدوية، وأهمية تطبيق وتقييم تداخلات السلامة الدوائية، ودور الصيدلي في تحسين وتقديم أفضل رعاية صيدلانية، ومساهمته الفعالة في وضع الخطط العلاجية من خلال الصيدلة الإكلينيكية. ويتحدث خلال المؤتمر تشمل عدد من خبراء الرعاية الصيدلانية من مراكز طبية دولية رائدة، من كل من المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة ونيوزيلندا والولايات المتحدة الأمريكية بالإضافة إلى المتحدثين المحليين.

تعليق عبر الفيس بوك