الصناعات السعفية.. حرفة تراثية تعكس ارتباط الإنسان العماني القديم بالنخلة وكيفية الاستفادة منها

مسقط - عبدالله الرحبي

تزخر القرية التراثية بحديقة العامرات ضمن فعاليات مهرجان مسقط بالعديد من الحرف التراثية التي توارثها الآباء عن الأجداد، وفي مقدمة هذه الحرف صناعة السعفيات، والتي تعكس أسلوب حياة القدماء وكيفية استفادتهم من مواد الطبيعة الجبلية المحيطة بهم في صناعة أدوات ومعدات تيسر عليهم طريقة العيش.

ولا يعمل في الوقت الحالي بهذه الحرف سوى نفر قليل معظمهم من كبار السن، الذين ورثوا الحرفة كابرا عن كابر، وباتت هذه المهنة مصدر رزقهم الوحيد، كما انهم ارتبطوا بها ارتباطا وثيقا يعكس مدى تمسكهم بالتراث العماني الخالد، وذلك بكل مهارة واقتدار، فضلا عن التوجهات المعاصرة في صناعة هذه السعفيات.

وفي أحد أركان القرية التراثية يجلس واحد من هؤلاء المهرة وقد بدت على ملامحه الشيب، فيما تداعب أنامله الخوص المستخدم في صناعة السعف، وفق نسق ونظام مثير للاعجاب. ويعكس تمسك الحرفي العماني بالصناعات السعفية العلاقة الوثيقة بينه وبين النخلة، واستغلاله لسعف النخيل في هذه الحرفة، إذ لا تزال صناعة السعفيات أو كما يحلو للبعض أن يسميها "صناعة الخوص" من الصناعات الواسعة الانتشار حتى عهد قريب، فلا يكاد يخلو بيت من البيوت الشعبية من واحدة أو أكثر من هذه الصناعات الجميلة، وإن كان البعض لا يستخدمها، لكنها في كثير من الأحيان تُستخدم في زينة البيوت بفضل أشكالها الجميلة؛ وهي صناعة يأمل القائمون عليها أن تبقى خالدة، باعتبارها جزءًا أصيلا من تراثنا العريق؛ حيث لا يزال العديد من الرجال والنساء يتقنون هذه الصناعات اليدوية بنماذج مختلفة من أوراق شجر النخيل، ويتخذونها حرفة لهم، وهي تتميز بالاتقان والدقة والجمال، والسعفيات في الماضي من ضروريات الحياة.

وتدخل بعض الأدوات في العمل الرئيسية فيها بسيطة وميسورة، تسمى والمخايط أو المخارز التي تقوم مقام الإبرة، ويتطلب الأدوات الأخرى كالمقص ووعاء تغمر فيه أوراق النخيل، وورق النخيل، واستعمالاته عديدة حسب موقعه من النخلة، فالذي يقع في قلب النخلة تصنع منه السلال والحصر والسفرة والنوع الذي يليه أخضر اللون يستعمل لصناعة الحصير وسلالة الحمالات الكبيرة والمصافي والمكانس وغيره، ومن الجريد تصنع الأسرة والأقفاص والكراسي.

ويتم جمع سعف النخيل من المزارع، حيث يتم صبغه وتلوينه بألوان مختلفة،، وأهم صناعة السعفيات : السلال: وعادة القفير أو القفار حسب التسميات، وهي مستديرة الشكل بألوان مختلفة إما تكون أشكالها مستديرة وعميقة بعض الشيء وهي ذات أحجام ومساحات مختلفة وتستخدم في عدة أغراض كنقل التمر أو حفظ الملابس المجبة أو المكبة: مثلثة أو دائرية الشكل وتستخدم لتغطية الأطعمة حتى لا تنالها الحشرات أو الغبار. وهناك المهفة: وتشبه القمع وأحجامها تتراوح بين الصغير والكبير وتستعمل كمروحة للتهوية لترطيب الجو وغيرها من الصناعات.

تعليق عبر الفيس بوك