التستّر والريادة.. ضدان لا يتعايشان

سليمان الكندي*

نحن هنا لسنا بصدد الحديث والتعريف بالتجارة المستترة وما يعتريها من نتائج سلبية على الوطن من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، فهذا الموضوع مُسلمٌ به، وقد أُشبع دراسات وبحوث وأطروحات، إلا أننا سنتطرق إلى واقع التستر التجاري بأدوات المواطن المطالب بأن يكون رائد أعمال ناجح يقود عجلة التنمية في هذا الوطن، وبين واقع ريادة الأعمال وما يواجهه رائد الأعمال من صعوبات قد تتحول إلى معوّقات للاستمرار في ريادته لأعماله.

وفي خضم هذه الحقبة المهمة في اقتصاديات العالم يعيش قطاع التجارة والأعمال مرحلة إعداد لمخاض جديد، قد يعين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في أن تولد مرة أخرى، وتستعيد أنفاسها من قبضة الوافد الذي ينهل من خير وثروات هذا البلد العزيز، مُتخفيا وراء بقناع الكفيل البسيط الذي لا حول له ولا قوة له إلا التوقيع على المعاملات التجاريّة.

إنّ ما يميّز هذه العمالة التي نجحت في اغتنام الفرص هو قدرتهم على ريادة الأعمال، فكما سمعت من أحدهم ذات يوم يقول بأنني سأقوم بتأليف كتاب بعنوان "عمان أرض الفرص" (Oman is the land of opportunities)، فبقدر ما نجحنا نحن الشباب المواطن في إهدار فرص الريادة للأعمال نجح الوافد الذي لا يحمل أيّة مؤهلات علمية في أن يصبح رائدًا لأعمال قد يصل رأسمالها إلى الملايين من الريّالات.

منذ بداية فجر النهضة المباركة، أُتيحت العديد من الفرص التجاريّة في شتى المجالات حيث اغتنمها الكثير من الجيل السابق (الآباء) في مختلف محافظات ومناطق السلطنة، فرأينا العماني في حقبة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي يمتلك ويدير مؤسسته التي تمارس العديد من الأنشطة كالمقاولات وإصلاح السيّارات والنجارة والمحل التجاري والمصنع الصغير، وغيره من الأنشطة إلى أن أصبح لصيقا ومواليا لتلكم المؤسسة الصغيرة التي يعيش من خلالها، بل الكثير منهم عمل على تطوير تلكم المؤسسات إلى أن أصبحت من المؤسسات الكبرى الرائدة لها أصول كبيرة في ظروف أتاحت لهم استقدام العمالة الوافدة كعمالة مساندة فقط في المؤسسة دونما التدخل في إدارة وصنع القرار بهذه المؤسسات.

مدير عام مؤسسة الدرهم*

تعليق عبر الفيس بوك