انتقادات لعدم مواكبة مراكز التدريب المهني لمتغيرات سوق العمل.. وثقافة "العيب الاجتماعي" لا تزال حاضرة

عبري - ناصر العبري

انتقد عدد من المواطنين رفض بعض الشباب العمل الحر، لاسيما في التخصصات الفنية، وقالوا إنّ على الشباب أن يشق طريقه بنفسه وألا ينتظر الوظيفة الحكومية، مشيرين إلى أن مراكز التدريب المهني والكليات التقنية لم تعد توفر ما يحتاجه السوق من قوى عاملة وطنية، في تخصصات بعينها، كما أنّ ثقافة العيب الاجتماعي لا تزال حاضرة في أذهان العديد.

وقال سنيدي بن حميد الشعيلي عضو المجلس البلدي ممثل ولاية عبري إنه على الرغم من أن الدولة أنفقت الكثير على مدى السنوات الماضية على مراكز التدريب المهني والتقني، إلا أنها لم تحدث الأثر المأمول ولم تترك البصمة المرجوة على السوق المحلي. وأوضح أن من المعوقات التي تواجه مخرجات التدريب المهني، ومنها الجانب الاجتماعي الذي يشكّل عائقاً أمام الخريجين للعمل في المهن البسيطة والفنية، حيث لا تزال ثقافة "العيب الاجتماعي" مسيطرة على أذهان المجتمع رغم التغيّر الإيجابي خلال السنوات الماضية، لاسيما فئات الشباب، رغم أن العمل الحر فرصة تنتظر الدعم من صناديق وبرامج التمويل لدعم مشروعات الشباب في المهن الفنية مثل تخصصات التبريد وميكانيكا السيارات وكهرباء السيارات وغيرها من المهن ذات المردود المالي المميز، والتي يسيطر عليها العمال الوافدون حالياً.

وقال محمد بن عبد الله الغافري إن مخرجات مراكز التدريب المهني غالبا ما تلجأ للعمل في القطاع الخاص، وذلك بسبب ارتباط معظم التخصصات بهذا القطاع، لكنه تساءل عن غياب آلية للتنسيق بين متطلبات سوق العمل والتخصصات المتوفرة في مراكز التدريب المهني وبعض الكليات التقنية، مشيرًا إلى أن معظم مخرجات التخصصات تفوق المعروض في سوق العمل، وفي المقابل ﻻ تزال هذه المراكز تستقبل المتقدمين بشكل متزايد دون تطوير يواكب متغيرات سوق العمل. وفيما يخص تخصصات التبريد والتنجيد والإلكترونيات، أكد الغافري أن هناك قصص نجاح متعددة لمجموعة من الشباب سواء كانوا من خريجي المعهد أو الكليات الأخرى؛ حيث أقاموا مؤسساتهم الخاصة التي ﻻقت إقبالا كبيرا في المجتمع، وفي المقابل يواجه الكثير من الشباب الإحباط بسبب اعتماد المواطنين على العمالة الوافدة، لاسيما في ظل غياب الدعم الحكومي لهؤلاء الشباب.

وقال حميد بن مسعود الشملي إن أغلب المخرجات من مراكز التدريب المهني تتجه للقطاع العام نظرا لعدة عوامل؛ أبرزها الاستقرار الوظيفي مقارنة مع القطاع الخاص، إذ إن متطلبات سوق العمل من الكفاءات متغيرة وغير ثابتة، لذا يجب على وزارة القوى العاملة أن تراعي خططها في مخرجات هذه المراكز ومتطلبات المرحلة لسوق العمل، وأن تكون هناك قراءة جيدة لواقع السوق. وبين الشملي أن هذا لا يأتي إلا بالتنسيق المستمر والدراسات الشاملة حول متطلبات السوق من تخصص معين، متسائلاً عن أسباب غياب العماني عن تخصصات التبريد والتنجيد والإلكترونيات، والتي يعمل فيها فقط الوافدون.

ويرى الشملي أن بعض الشباب لا يرى في هذه المهن فرصة وظيفية جيدة، وأن فرصاً أخرى ستدر عليه دخلا أكبر، علاوة على أن العامل الاجتماعي يحول دون عمل الشباب في هذه المهن. وأوضح الشملي أن دعم هذه المهن من قبل الحكومة قائم إلى حد ما؛ حيث بإمكان الشباب الاستفادة منه مثل صندوق الرفد، مؤكداً أن الشباب العماني قادر على النجاح واﻹبداع في هذه المهن.

وقالت موزة بنت خالد اليحيائية إن معظم الشباب يترفعون عن العمل الحر، ويفضلون الوظائف الحكومية والتي في الأغلب تكون بعيدة عن مجال التخصص، معتبرة أن هذا النوع من الشباب يتجه إلى الوظيفة الأسهل. وأضافت أن هناك عددا من الشباب خريجي كليات التقنية تخصص تبريد، رفضوا العمل في نفس التخصص وذهبوا للبحث عن وظائف حكومية بشهادة الدبلوم العام، مشيرة إلى أن بعض الشباب لا يقدرون أهمية العمل الحر وضرورة الالتفات إلى التعامل مع هذه التخصصات النادرة، والتي يعمل فيها الوافدون فقط.

تعليق عبر الفيس بوك