ريشة عالية الفارسية ترسم أدبيات أحلام مستغانمي في "وتر وحب"

جنيف - العُمانيَّة

بَيْن الأدب والفن التشكيلي والخط، العديد من القواسم المشتركة، وعلى الرغم من أن أدوات صناعة الأدب هي الكلمات، وأدوات الرسم هي الألوان والخطوط، إلا أن هناك علاقة وطيدة ما بين البصري واللغوي، فكل منهما يخاطب خيالات الناس ومشاعرهم، وشغفهم بالإبداع والدهشة، والعديد من الأشياء التي نجهلها.

وفي المعرض التشكيلي "وتر وحب" الذي احتضنته مدينة جنيف السويسرية، مؤخراً، اجتمعت ريشة الفنانة التشكيلية العمانية عالية الفارسية، مع كلمات الأديبة والروائية الجزائرية الكبيرة أحلام مستغانمي، وكان الرسم هو حقل الإيحاء الكبير للأدب عبر 10 لوحات متنوعة وأريكة حملت عنوان "أنثى الانتظار" وهناك صوت ثالث انضم إلى هذا المعرض وهو الخطاط الجزائري السويسري عبدالرزاق حمودة.

هذه الفكرة الاستثنائية للمعرض جاءت من قبل الفنانة عالية الفارسية انطلاقاً من متابعتها الدؤوبة لأعمال الكاتبة والروائية أحلام مستغانمي منذ عام 2004؛ حيث طرحت الفارسية هذه الفكرة على الكاتبة الجزائرية التي رحبت بها لتوافق أساليبهن الأدبية والفنية. وسافرت الفارسية إلى سويسرا لتنظيم المعرض وإخراجه بالأسلوب الذي تسعى إليه وحصد إعجاب كل من سنحت له الفرصة لزيارته. وتم افتتاح المعرض تحت رعاية سعادة عبدالله بن ناصر الرحبي المندوب الدائم للسلطنة لدى الأمم المتحدة بجنيف، بحضور محافظ مقاطعة فيرسوا في مدينة جنيف ونائبة المحافظ.

وقال سعادة عبدالله الرحبي: "إن هذا المعرض ضمن احتفالات البعثة العمانية بالعيد الوطني الـ45 المجيد، ويضم جناحا خاصا لمعرض "وتر وحب" الذي تشارك به الفنانة العمانية عالية الفارسية ممثلة للمرآة العمانية بحماسها وتقديمها للصورة العمانية المشرقة وللشباب بوجه عام".

ومن جانبها، قالت الروائية أحلام مستغانمي: "لطالما تمنى الكتاب لو استطاعوا الرسم والعزف بالكلمات، ويقال الرسامون موسيقيون صامتون لأنهم يهدوننا مع كل لوحة مقطوعة موسيقية صامتة نحن من نجعلها تنطق، وإنني سعيدة بهذه السمفونية المشتركة التي عزفها اثنان من المبدعين الاستثنائيين على إيقاع كلماتي".

وعن اختيار اسم المعرض، قالت عالية الفارسية: "هناك عدة أسباب لذلك، منها تجسيد لوحاتها لهذا العنوان، وقوة العلاقة بين الدلالات الأدبية للنصوص والمعاني التي يحملها الفن التشكيلي، بل لا فن بغير دلالة ذهنية مشكلة تشكيلا حسيا وتعبر عن فكر ووجدان وتجارب عميقة من الحياة الإنسانية، والسبب الرئيسي للنجاح المبهر للمعرض هو تضافر جهود الجميع في إبراز مبادرة مميزة وبمناسبة غالية على الجميع". وتدربت الفنانة عالية الفارسية في كلية سنترال سانت مارتنس في مجال التصميم الجرافيكي، وبدأت مسيرتها الفنية أواسط تسعينيات القرن الماضي، وحلقت في عالم الشهرة مبكراً؛ حيث تُعد اليوم من أكثر الفنانات العمانيات مشاركة في المعارض والمناسبات الدولية. وتتميز معارض الفارسية بأفكارها الخارجة عن السائد النمطي، ودمجها المحكم بين وسائل التعبير الإنساني المختلفة. وتم تكريم عالية الفارسية بالعديد من الجوائز والدروع والإشادات خلال مسيرتها الفنية التي تتجاوز العقدين من الزمن، قضتها في رواية الحكاية العمانية للعالم أجمع، بريشة هادئة تملك ولا تزال الكثير لترويه بألوان زاهية.

تعليق عبر الفيس بوك