ماهر زين يغني للإنسانية والخير والسلام في دار الأوبرا السلطانيّة مسقط

الأوبرا تستضيف عروض فن "الزارسويلا"

مسقط - الرؤية

ترددت في أروقة دار الأوبرا السلطانية مسقط أمس الأول أصدء الأناشيد الروحية التي شدا بها الفنان ماهر زين والتي تنوعت بين أناشيد المديح للنبي صلى الله عليه وسلم والأناشيد التي تعبر عن القيم إلانسانية العليا مشتركة كالخير والمحبة والإخاء.

ويعد ماهر زين الذي أحيا الحلفة في الباحة الخارجية للدار واحدًا من ألمع نجوم ما يُعرف بالغناء الإسلامي المعاصر وهو خليط يقع بين الإنشاد والموسيقى الروحية ذات الكلمات المنتقاة بعناية. ويغني ماهر زين باللغة العربية والإنجليزية، وله محاولات في الغناء بأكثر من لغة آسيوية. كما يغني أيضًا باللغة الفرنسية. وفوق كونه نجمًا غنائيا فهو إحدى شخصيات الأعمال الخيرية المعروفة إذ ارتبط اسمه بعدد من المشاريع التي يمكن إدراجها إجمالا في البر و الإحسان.

وولد ماهر زين في لبنان وترعرع في السويد، غير أنّه يقيم حاليا في ماليزيا، وأصدر ماهر زين ألبومه الأول (الحمد لله) الذي حقق له شهرة واسعة جدا، وكان ذلك عام 2009م. انتشر هذا الألبوم بقوة في ماليزيا، ومنها خرجت شهرته إلى المجتمعات المسلمة في أوروبا والوطن العربي، وهو الآن يقوم بجولات فنية عالمية يغني فيها للعالم أجمع. في عام 2012 أصدر ألبومه الثاني (سامحيني)، والذي ساعدت الانترنت في ذيوع شهرته. ويؤكد ماهر زين أن أكبر جمهور عربي عاشق له هو الجمهور العماني وفقا لمسوحات مصادر الانترنت.

ويأسر ماهر زين جماهيره بعذوبة صوته وبرقة كلمات أغانيه، وقد شاعت له أغان كثيرة منها (افتح عينيك) و(لبقية حياتي) و(ما أجمل العالم)، وهو في هذه الأغاني يتحدث لغة عالمية عن المحبة والألم والأمل ومن المقرر أن يقيم حفلة أخرى هذه الليلة أيضا.

وفي سياق آخر، يُعد فن الزارسويلا الذي قدمت دار الأوبرا السلطانية مسقط مختارات منه لأول مرة الأسبوع الماضي نوعًا مميزًا من الأوبريت تم ابتكاره في إسبانيا. والزارسويلا يضم مقاطع نثرية وأغنيات وجوقات ورقصات بالإضافة إلى العناصر التقليدية للأوبرا والموسيقى الشعبية.. وكان هذا النوع الجديد من الأوبرا مبتكرًا عندما أبصر النور في القرن السابع عشر ذلك أنه أضفى على الأغنيات القصصية الشعبية تعبيرًا دراميًا ودمجها في صلب حبكة القصص.

ويعود الاسم "زارسويلا" إلى منزل صيد ريفي ملكي يدعى "بالاسيو دي لازارسويا" ويقع على مشارف مدريد حيث تمت تأدية أول انتاجات الزارسويلا في القرن السابع عشر للبلاط الملكي الإسباني. أمّا القصر والنوع الموسيقي الذي نشأ عنه فيما بعد فقد أعطي اسمه تيمنًا بنبات العوسج أو الزارسويلا الذي كانت أراضي القصر تزخر به.. وقد طورت مقاطعة كاتالونيا الإسبانية أسلوبها الخاص من الزارسويلا الذي كان مصممًا لإرضاء الطبقات البرجوازية.

ومالبث أن تطور هذا النوع الفريد من الأوبريت الإسباني ليضم تقاليد وأساليب موسيقية مختلفة إذ انتشر في أرجاء المستعمرات الإسبانيّة في أمريكا اللاتينية وكوبا والفلبين ونشأ عنها نوعان أساسيّان من الزارسويلا وهما الزارسويلا الباروكية وهي تنتمي إلى الفترة من 1630 إلى 1750 ميلادية والزارسويلا الرومانسية وجاءت بعدها وتنتمي إلى الفترة من 1850 إلى 1950 تقريبًا.

وللزارسويلا الباروكية أدور عامة حول موضوعات وشخصيات أسطورية وقد دمجت الحوار الشفهي الشعري والأغاني الأوبرالية التي يؤديها مغنٍ واحدِ مع الأغاني والرقصات الشعبية .

ويعود العرض المعروف الأول إلى العام 1657 عندما تمّ تقديم كوميديا تدعى آل لوريل دي ابولو في قصر آل باردو الملكي في مجمع قصر الزارسويلا الأصلي . وقد سجل العرض الأول التاريخي الذي حضره الملك فيليب الرابع والملكة ماريانا وحاشيتهما انطلاقة النوع الموسيقي الجديد المسمى الزارسويلا. وحظيت الزارسويلا الباروكية بما يقارب قرنًا من النجاح قبل أن تبدأ في التراجع في القرن الثامن عشر عندما تعاظم تأثير الثقافة الإيطالية السائدة في إسبانيا البوربونية لاسيما مجال الفن والمسرح ويحلحل الجو السياسي في إسبانيا إلا في العام 1759 حين أعتلى كارلوس الثاني عرش إسبانيا فسمح بذلك للفنانين من التحرر من التأثيرات الإيطالية التقليدية.. كما أدى هذا التحرر الثقافي وتنامي القومية إلى إعادة أحياء الزارسويلا الأسبانية في الحقبة الرومانسية.

وفي خمسينيات القرن التاسع عشر بدأت الزارسويلا الرومانسية بالظهور وبقي هذا النوع من الموسيقى هو نفسه في الأساس مع إجراء بعض التعديلات على بنيته بالرغم من إدخال شخصيات لئيمة وفواصل كوميدية. ويمكن تقديم عروض الزارسويلا الرومانسية إلى "خينيروجرانديه (وهي الإنتاجات الطويلة) وخينيرو تشيكو (وهي العروض القصيرة ومدتها ساعة. وقد اكتسبت العروض القصيرة شعبية كبيرة عندما ظهرت للمرة الأولى في العام 1868 وذلك أنّ الشعب كان يطالب بعروض ترفيهية متيسرة التكلفة وغير متكلفة لاسيما وأنّ الثورة الإسبانية كانت قد تسببت بضائقة اقتصادية واسعة الانتشار.

وبالرغم من أنّ أعمال الزارسويلا الإسبانية الأهم كتبت في ثمانينيات وتسعينيات القرن التاسع عشر إلا أنّ الموسيقيين استمرو في تكييف نوع الأوبريت هذا وتغييره حتى ازدهر في القرن العشرين. وغالبًا ما كان المهرجون والممثلون المدريديون يترددون إلى العروض التي كانت تقام في قصر الزارسويلا.

واتسمت زارسويلا القرن العشرين بتعدد أنواعها التي من بينها الدراما الواقعية التراجيدية مثل "لاس جولندريناس/ وتقريبات لاوبريت الغربية "آل نينيو خوديو" والمسرحيات الموسيقية الراقصة التي تعرض في المدن الصغيرة. إلا أنّ أعمال عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين الأكثر صمودًا فهي متجذرة بكشل قوي في تقاليد مدريد لاسيما أنّها تضم أغانِ هجائيّة تعرف بـ "توناديا" ورقصات الأزواج الحيوية وتدعى "فاندانجو".

تعليق عبر الفيس بوك