فهد بن الجلندي يرعى احتفال "الأوقاف" بذكرى المولد النبوي الشريف

قصيدتان للفارسي والبلوشي وفقرة إنشادية وعرض فيلم "الإسلام في عمان"

مسقط - الرُّؤية

رَعَى صاحب السمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى بن ماجد آل سعيد، أمس، وبحضور معالي الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالله السالمي وزير الأوقاف والشؤون الدينية، احتفالية الوزارة بالمولد النبوي الشريف 1437هـ.

وتضمَّنتْ الاحتفالية كلمة للوزارة، قدَّمها الشيخ عبدالعزيز بن مسعود الغافري مساعد المدير العام للوعظ والإرشاد.. قال فيها: ما أجملها من مناسبة، وما أعظمها من ذكرى، ذكرى ميلاد خير مولود، وأكرم من مشى على ظهر هذا الوجود، يرنو المسلم بشاشةً لمقدمها، ويتوق فؤاده شوقاً إلى صاحبها. وما اهتمام المسلمين بذكرى سيد المرسلين -صلى الله عليه وسلم- إلا دليل محبته، وتصديق نبوته، والسير على نهجه واتّباع سنته. ويأتي احتفاء وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بهذه المناسبة المباركة، إدراكًا منها لمكانتها وقدسيتها، وتعرضًا لنفحاتها وبركاتها، ووفاءً ببعض حق هذا النبي الكريم علينا وعلى الإنسانية كلها. بينما العالم يتخبّط في جهل وغواية، فإذا بنور يلوح تحت سماء مكّة، وتنبعث أشعته في المشارق والمغارب، ذلك هو نور سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم الذي جاء رحمةً للعالمين، وهدايةً للخلق أجمعين. لقد جاء هذا الرسول الأعظم بدعوة أصلحت العقائد والأخلاق والأعمال، ونقّت النّفوس من المزاعم الباطلة، وحرّرت العقول من أسر التقليد، حتى صارتْ تحت ضياء الحجّة، وعلى ما يرسمه لها المنطق السليم، فكانتْ دعوته مصدر خير للناس جميعًا، وقد أيّدها الله تعالى بما يضعها في النفوس موضع القبول، ويجعلها قريبةً من متناول العقول، ومن أقوى مؤيداتها تلك السيرة النّاصعة له - عليه الصلاة والسلام - المملوءة بأرقى الفضائل وأسنى الآداب وأجلّ الأعمال، فسيرته من أعظم الدلائل على صدق نبوته وصحة رسالته؛ إذ نهض بأمة عظيمة في مدة وجيزة لا تتعدى ثلاثًا وعشرين سنة، كانت الأمة العربية أوصالاً متفرقةً، فأصبحتْ متحدةً متآلفةً، وكانت الأمم الأخْرى تنْظر إليها بعين الازْدراء، فأصبحتْ معزّزة الجانب، كانتْ في ظلمات من الجهْل، فأصْبحتْ في نور من العلْم، وأقام بينها شريعةً تقرّر حقوق الأفراد والجماعات، وتشْتمل بتفاصيلها وأصولها على كلّ ما يحتاج إليه في فصل القضايا منْ أحكام هي مظْهر العدل والمساواة.

وأضاف الغافري -في كلمته- بأنَّ سيدنا المصطفى -صلى الله عليه وسلم- حمل الرسالة وامتثل لأمر ربه؛ فغير مجرى التاريخ، وأنقذ الانسانية من ظلمات الجهل والأنانية، ومن شرور الهوى ونزغات الشيطان، ونشر لواء العدل والسلام، قال الله تعالى: "يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرًا ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا"، وقد اتجه إلى رسالة سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- أقوامٌ لا يؤمنون بأنها وحيٌ سماوي، فاطلعوا على جملة من حقائقها، ووقفوا على جانب من أسرارها، فشهدوا لها بأنها محكمة الوضع، سامية الغاية، وألموا بأطراف من سيرة المبعوث بها، فاعترفوا بأنه أكبر مصلح أنقذ الإنسانية. لقد جسد النبي محمدٌ -صلى الله عليه وسلم- رسالات السماء التي ابتدأت مع سيدنا آدم عليه السلام، لتلخص مسيرة كل الأنبياء في شرائعهم وأهدافهم، فكان النبي محمدٌ صلى الله عليه وسلم خاتم الرسل، لتكون معه خاتمة الرسالات وملخص أهدافها، فالإسلام حفظ كل الرسالات واستكمل رسالة كل الانبياء حتى كان شريعة السماء الكاملة على الأرض، إذ أرسى منظومةً إيمانيةً وتشريعيةً واخلاقيةً كاملةً تدخل في تفاصيل الحياة العامة والخاصة، وتلبي حركة التطور الحضاري للبشرية في مسيرتها نحو المستقبل.

وتابع الغافري: إنه محمدٌ صلى الله عليه وسلم الذي كانت دعوته إجابةً لدعوة إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- حين قال: "ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم"، وكانت بشرى أخيه عيسى بن مريم عليه السلام حين قال: "يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقًا لما بين يدي من التوراة ومبشرًا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد"، فجعله الله سراجًا منيرًا استنارت به الأرض بعد ظلمتها، وجمع الله به الأمة بعد شتاتها، واهتدت به البشرية بعد حيرتها، ومع بعثته -صلى الله عليه وسلم- ولدت الحياة وارتوى الناس بعد الظمأ.

وأكد الغافري -في كلمته- أنَّ ذكرى مولد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا بد أن تكون حاضرةً في قلوبنا دائمًا، نتطلع إليها فنتذكر سيدنا وإمامنا وقدوتنا، الذي أمرنا الله بمحبته، واتباع سنته. إن وزارة الأوقاف وهي تحتفي بهذه المناسبة المباركة لترفع أسمى آيات التهاني إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- سائلين المولى -جلت قدرته- أن يعيد على جلالته هذه المناسبة أعوامًا عديدةً وهو في صحة وعافية، وعلى الشعب العماني والأمة الإسلامية بالخير والبركات. وفي الختام، تتقدم الوزارة لسموكم الموقر، بجزيل الشكر وبالغ الامتنان، على تفضلكم برعاية حفلنا هذا، كما تشكر جميع القائمين عليه والمشاركين في تنظيمه، والشكر موصولٌ لكم أيها الحضور الكريم. اللهم اجعلنا على منهج نبيك سائرين، وإلى شريعته محتكمين، وأكرمنا بشفاعته، إنك أنت السميع العليم.

وتضمَّنتْ الاحتفالية إلقاء قصيدة للشاعر فيصل بن عبدالله الفارسي وقصيدة للشاعر سليمان بن خميس البلوشي كما قدمت فرقة العوابر الفنية فقرة انشادية احتفالا بالمناسبه، وفي نهاية الاحتفال عرض فلم بعنوان "الإسلام في عمان".

تعليق عبر الفيس بوك