انطلاق فعاليات أسبوع النزيل الخليجي الموحد تحت شعار "معا لتحقيق الإصلاح".. اليوم

إدارة السجون تنظم معرضًا لمنتجات وفنون النزلاء والنزيلات

حفل ترفيهي يحييه نزلاء السجن المركزي بالتعاون مع مؤسسات حكومية وخاصة ذات علاقة

استعراض جهود "الرعاية الاجتماعية" لتكييف النزيل مع البيئة الجديدة داخل السجن

وفود خليجية من المؤسسات الإصلاحية والعقابية بدول مجلس التعاون تشارك في الفعاليات بالسلطنة

مسقط - الرؤية

تبدأ اليوم فعاليات ومناشط أسبوع النزيل الخليجي الموحد الرابع تحت شعار (معًا لتحقيق الإصلاح) بهدف التواصل مع النزيل وذويه والمساهمة لإشراكه في بناء مستقبل وحياة أفضل له ولمجتمعه، وحتى يكون عضوًا فاعلا مفيدًا لوطنه وألا يجعل السجن هو النهاية إنّما نقطة البداية من أجل النجاح والتغيير، ومن أجل التعاون المجتمعي البناء وخلق حياة أكثر فاعليّة ونموذجيّة للنزيل، ومن أجل التقريب بينه وبين مجتمعه ولتمهيد الطريق أمامه للتأقلم مع وضعه الجديد بعد خروجه من السجن؛

ويتضمن أسبوع النزيل الخليجي الرابع الموحد عددًا من الفعاليات والمناشط احتفالاً بهذه المناسبة، ويُفتتح اليوم معرض منتجات نزلاء ونزيلات السجن المركزي الثاني عشر الذي تنظمه الإدارة العامة للسجون بالتعاون مع عدد من المؤسسات والهيئات الحكومية وعدد من الجهات الأخرى. ويشتمل المعرض على ركن لعرض الصناعات الحرفية مثل السفن العمانية والمناديس الخشبية وغيرها من المجسّمات، بالإضافة إلى اللوحات الفنيّة والتشكيلية، كما يحتوي المعرض على الجوانب التوعوية والإرشاديّة المختلفة.

حفل ترفيهي للنزلاء

وتنظم الإدارة العامة للسجون حفلا ترفيهيًا يحييه نزلاء السجن المركزي بمشاركة عدد من المؤسسات الحكوميّة والخاصة ذات العلاقة لتفعيل هذه المناسبة وسيحتوي الحفل على عدة فقرات تتضمن قصائد شعرية وطنية يعبر النزلاء من خلالها عن فرحتهم بالعيد الوطني الخامس والأربعين المجيد، وغيرها من الفقرات والمحاضرات والمسابقات الثقافية والرياضية والتي سيتم تنفيذها طوال فترة أسبوع النزيل الخليجي الموحد.

ويأتي تنظيم الأسبوع الموحد لتقريب الفجوة بين النزيل ومجتمعه من خلال بث رسائل توعية تهدف إلى نشر ثقافة واعية واحتواء وتقبل النزلاء المفرج عنهم وإعادة دمجهم في المجتمع من خلال الرعاية اللاحقة، وإبراز الجهود التي تقوم بها المؤسسات العقابية والإصلاحيّة بدول المجلس في سبيل تأهيل وإصلاح النزلاء، وكذلك إبراز دور القطاع الحكومي والخاص في عملية إصلاح وتأهيل النزلاء وتقديم الدعم والمساعدة لأسرهم، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والتجارب بين دول مجلس التعاون من خلال مشاركة ضباط المؤسسات الإصلاحيّة والعقابيّة بدول المجلس في أسبوع النزيل.

وجاءت فكرة تخصيص أسبوع للنزيل الخليجي الموحد نظرًا للأهمية التي توليها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية للنزيل بهدف الاهتمام به وأسرته من قبل مختلف قطاعات ومؤسسات المجتمع، كما جاءت تنفيذاً للاجتماعات المتوالية التي عقدت في هذا الجانب. وأقرّ المجتمعون أن يبدأ أسبوع النزيل الخليجي السنوي على مستوى دول المجلس في شهر ديسمبر من كل عام، كما اعتمد الحاضرون أن يكون لكل أسبوع خطة ومقترح شعار يقدمه أعضاء دول المجلس، وقد اقتُرح هذا العام أن يكون شعار أسبوع النزيل (معًا من أجل الإصلاح) ويتناول دور المجتمع ومؤسساته للوقوف مع النزيل وإدماجه في المجتمع بجعله شخصًا صالحًا، على أن تقوم كل دولة بتزويد الأمانة العامة بالفعاليات والبرامج التي تطبقها، كما تقوم كل دولة من دول الأعضاء بترشيح خمسة ممثلين من المؤسسات العقابية والإصلاحيّة أو من العاملين بها للمشاركة في أسبوع النزيل في دول الأعضاء بواقع مرشح واحد لكل دولة وذلك كجزء من تبادل الخبرات.

وفود خليجية بالسلطنة

وكانت عدد من الوفود الخليجيّة من المؤسسات الإصلاحيّة والعقابية بدول المجلس وصلت السلطنة للمشاركة في الفعاليات والمناشط التي سوف تنظمها الإدارة العامة للسجون حيث كان في استقبالهم عدد من ضباط شرطة عمان السلطانية.

واستعدت إدارة العلاقات العامة بشرطة عمان السلطانية بالتعاون مع الإدارة العامة للسجون بحملة إعلامية موسعة تشمل جميع الوسائل الإعلامية حيث ستقدم العديد من البرامج التلفزيونية والإذاعية والصحفية كما سيتم نقل تلك الفعاليات والمناشط عبر الحساب الرسمي لشرطة عمان السلطانية على تويتر وسوف يتضمن اليوم الأول لأسبوع النزيل الخليجي استضافة أحد ضباط شرطة عمان السلطانية في برنامج قهوة الصباح للحديث عن أهداف اسبوع النزيل وكيفية ترجمتها ومضامينه وتوصيل رسالة شعار أسبوع النزيل للجمهور، وعبر المحطات الإذاعية سيقوم عدد من ضباط الإدارة العامة للسجون بالتواصل عبر البرامج المختلفة لهذه المحطات للحديث عن مضامين وأهداف أسبوع النزيل والتوعية بأهمية النظرة الإيجابية للنزيل ومساعدته في تجاوزه أزمته.

وأصدر قسم الصحافة بالعلاقات العامة ملحقًا صحفيًا خاصًا بهذه المناسبة لتوزيعه في بعض الصحف المحلية ويتناول الجهود التي يبذلها القائمون على تثقيف النزيل والتعريف بتاريخ المؤسسات الإصلاحية والعقابية، كما أصدرت الإدارة العامة للسجون عددا من المطويات والمطبوعات الخاصة بهذا الأسبوع.

ويعد السجن المركزي مؤسسة إصلاحيّة تهدف إلى تأهيل النزلاء وإعدادهم للتكيف مع المجتمع والاندماج فيه بإيجابية بعد الخروج منه، وذلك من خلال تفعيل مجموعة من البرامج التعليمية والمهنيّة والترفيهية والإرشاديّة والصحية والتهذيبيّة والثقافيّة.

وتعمل إدارة الرعاية الاجتماعية بالإدارة العامة للسجون على تكييف النزيل مع البيئة الجديدة في السجن وتعديل اتجاهاته وأفكاره وسلوكه وميوله الإجرامية والانحرافية وتأهيل النزيل اجتماعيا واستثمار طاقاته الجسمانيّة والنفسيّة والعقليّة وكذلك رعاية أسرته وتقديم المعونة اللازمة لها بما يكفل الحياة الكريمة ويبعدها عن الانحراف والمحافظة على صلتها بالنزيل، فتعمل بمختلف أقسامها الخمسة وهي قسم الأنشطة الرياضية والثقافية، وقسم التأهيل والإصلاح، وقسم التأهيل المهني والحرفي، وقسم الوعظ والإرشاد الديني، بالإضافة إلى قسم التعليم للوصول إلى هذه الغاية.

وتشارك الأسرة في عملية إصلاح النزيل وهو في السجن حيث يُلقى على عاتقها الجانب الأكبر في رعاية أبنائها، وذلك عن طريق زيارة قريبها وعدم التخلي عنه والتواصل معه بشكل مستمر، وتقديم النصح والإرشاد باستغلال وقته في السجن بما هو مفيد له واتباع التعليمات والأنظمة، أمّا بعد الإفراج عن النزيل فيجب على الأسرة احتضانه ودمجه في محيطها وإبعاده عن طريق الانحراف مرة أخرى، كما يجب عليها ربط النزيل بالمسجد وتقوية الوازع الديني فيه، إضافة إلى مساعدته في الحصول على الوظيفة وتوفير المسكن والمأكل المناسب له وغيرها من الأمور التي تساعد على إخراج النزيل من دائرة الإجرام إلى طريق الخير والصواب.

وكون أنّ أكثر الجرائم إن لم يكن كلها السبب الرئيسي في ارتكابها نقص الوازع الديني وضعف الإحساس بالخوف من الله ومراقبته من قبل هؤلاء الفئة من الناس، فهُنا تتضح أهمية الرعاية الدينية؛ حيث يتم من خلال هذا الجانب تنفيذ بعض البرامج التي تقوي الوازع الديني للنزلاء والنزيلات من خلال جلسات الإفتاء والتفسير والذكر والبرامج الوعظية، ودورات تجويد القرآن الكريم وحفظه، إلى جانب التعريف بالإسلام للنزلاء والنزيلات من الأديان الأخرى، بالإضافة إلى المسابقات الرمضانية السنوية والمحاضرات الدينية المستمرة في مختلف المجالات، وذلك بالتنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية والتي تمنح شهادات معتمدة للدورات التي تعقدها.

التأهيل المهني والحرفي

كما أنّ التأهيل المهني والحرفي والفني أصبح من ضمن مجالات الرعاية الاجتماعية التي تقدم للنزلاء بالسجن المركزي حيث يسهم في تعليمهم وتدريبهم على بعض المهن والحرف اليدوية وفق الإمكانات المتاحة مما كان له الأثر الإيجابي على استقرار نفسية النزلاء وملء أوقات فراغهم وصقل مواهبهم ومهاراتهم إلى جانب غرس مبدأ التعاون والألفة مع الجماعة وشغل وقت فراغهم بما هو مفيد لهم ليعودوا مواطنين صالحين بين أفراد مجتمعهم، كما ساعد في حصولهم على فرص عمل بعد الإفراج عنهم.

وبالنسبة للجانب التعليمي، فهو يلعب الدور البارز في أي برنامج إصلاحي يهدف إلى تقويم سلوكيات النزيل وإبعاده عن طريق الانحراف والجريمة، كما له دور كبير في بناء شخصية النزلاء، وتوسيع مداركهم ومعارفهم وذلك من خلال مساعدة النزلاء على مواصلة دراستهم من الصف الأول وحتى دبلوم التعليم العام، وعلى ضوء ذلك تمّ افتتاح مركز تعليمي كسائر المراكز التعليمية بالبلاد يضم المراحل الثلاث إذ يقوم المركز بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم من أجل توفير المدرسين والمناهج التعليمية، وبما أنّ التعليم لبنة أساسيّة في بناء شخصية النزيل، ويعتبر سلاحاً من نور يخترق به ظلمات الجهل والتخلف، فهو خطوة متقدمة في سلم التطور والإصلاح ويوسع مدارك النزلاء ويثري معارفهم ويسهم في تقويم سلوكهم، كما يساعد التعليم النزلاء على مواصلة دراستهم، ومحو أميتهم، وتزويد النزلاء بالمعارف والمعلومات، بالإضافة إلى منح النزلاء شهادة دراسية.

وتسهم الرعاية الصحية والنفسية والعقلية بدور كبير وفعال في معالجة النزيل من كل ما يعانيه من علل بدنية ونفسية وعقلية، وذلك من خلال مستشفى السجن أو تحويل النزلاء إلى المستشفيات الخارجية إذا كانت الحالات المرضية تستدعي ذلك، وتسهم الرعاية الصحية في تعليم النزلاء القواعد الصحية السليمة كالنظافة الجسمانية ونظافة الملابس ونظافة أماكن السكن، وتساعد على خلق بيئة صحية سليمة داخل السجن تحد من انتشار الأمراض بين النزلاء.

برنامج رياضي للنزلاء

وتتكفل بالبرنامج الرياضي للنزلاء الإدارة العامة للسجون وتساعدهم من خلاله على ممارسة مختلف الأنشطة الرياضية ككرة الطائرة والسلة والمشي لكون الرياضة عاملا مساعدًا لصقل الجسم وتقيه من العديد من الأمراض البدنية وتساعده على تقوية مناعته وتنشيطه. وهذه الأنشطة تعمل على اختلاف أنواعها بدرجة ملحوظة في تفريغ الانفعالات المكبوتة لدى النزيل، وتخفيف درجات القلق والتوتر النفسي وتمنح النزلاء السعادة والسرور والرضاء النفسي، وكلها عوامل تزيد من قدرة النزيل على التكيف مع حياته ومع أقرانه داخل السجن.

ومن جانب آخر فإنّ الإدارة العامة للسجون تتيح للنزلاء والنزيلات التواصل مع أسرهم والمجتمع الخارجي عن طريق منحهم الاتصال بذويهم والسماح لهم بمراسلتهم، كما خصصت هذه الإدارة أوقاتا معينة تسمح للأسرة بزيارة النزيل، كما تسمح للنزلاء بالاشتراك في الصحف والمجلات المحلية. وبالنسبة للضمان الاجتماعي لأسر نزلاء السجون فتعمل الحكومة على تقديم مساعدات مالية لأسر النزيل بسبب دخول عائلها إلى السجن المركزي وانقطاعه عن أسرته لمدة طويلة تزيد وذلك لكي تستطيع هذه الأسرة تأمين وسائل العيش اللائقة حتى تاريخ الإفراج عن عائلها.

تعليق عبر الفيس بوك