"منتدى شراكة" يؤكد على دور الإعلام في تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة

الحسني:الاعلام يسهم في نشر ثقافة ريادة الأعمال في الـمجتمع

الزبير: لم يعد بالامكان الاستغناء عن وظائف الاعلام

الطائي: التركيز على تفعيل " إعلام المبادرات"

العبري: إبراز قصص النجاح على مستوى رواد الاعمال

الرؤية- فايزة سويلم الكلبانية

رعى معالي الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام صباح أمس افتتاح منتدى شراكة في نسخته الأولى وذلك بمنتجع بر الجصة بعنوان: "دور الإعلام في تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة" بحضور هاني بن محمد الزبير، رئيس مجلس إدارة صندوق تنمية مشروعات الشباب (شراكة)، إلى جانب عدد من رواد الأعمال أصحاب وصاحبات المشروعات الصغيرة والـمتوسطة، والمعنيين بالقطاعين الإعلامي والاقتصادي.

وقال معالي وزير الإعلام في تصريح صحفي: " نقدر اهتمام القطاع الاقتصادي بدور الإعلام المهم في التنمية الاقتصادية حيث استطاع منتدى شراكة استقطاب الخبراء من القطاعين الاقتصادي والإعلامي.

وأضاف معاليه: أنّ قطاع الإعلام شهد نموًا ملحوظًا في الفترة الماضية محليا وإقليميا، ويلاحظ ذلك في نمو عدد الـمؤسسات والأنشطة الإعلامية والتقنيات المستخدمة لنقل وتبادل المعلومات، مشيداً باختيار "شراكة" هذا الموضوع الذي سيساهم في نشر ثقافة ريادة الأعمال في المجتمع.

وكان هاني الزبير، رئيس مجلس إدارة ندوق تنمية مشروعات الشباب (شراكة) قد ألقى كلمة في بداية حفل الافتتاح قال فيها لقد شكّل تطور وسائل الإعلام والاتصال، عبر حقبٍ زمنية متعاقبة قفزات واسعة، تجسدت انطلاقتها الفعلية بداية منتصف القرن العشرين وما تلاها، كان لها أثر بالغ في ظهور قنوات فضائية، متعددة الأغراض والأساليب، غطت عوالم الاتصال المرئي والمسموع والمقروء، إذ ما عاد بالإمكان لأحد الاستغناء عن وظائفها، وما تقدمه من إفرازات في التعليم والثقافة والمعرفة، وفي تحديد مسار الاتجاه للإنسان الـمعاصر، بعد أن تخطت تلك الوسائل كل الحواجز، وأضحى نتاجها الإعلامي في كل بيت وزاوية.

وأضاف : لا يزال فيسبوك في صدارة شبكات التواصل الاجتماعي من حيث إجمالي عدد المستخدمين بواقع أكثر من 1.4 مليار مستخدم نشط كل شهر، وكذلك سجلت كل من تويتر وانستجرام وبينترست ولينكد إن معدلات نمو لافتة خلال العامين(2014 و 2015) في إجمالي عدد المستخدمين.

دعم إستراتيجي

كما ألقى خليفة العبري، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (ريادة)، كلمة أكد فيها أنّ منتدى شراكة حول دور الإعلام في دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يأتي تنفيذه في الوقت المناسب ليناقش محورًا رئيسيًا في تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لكونه يمثل أحد الركائز لنشر ثقافة ريادة الأعمال وإحداث تغيير على المستوى الفكري في المجتمع وصورته الذهنية وذلك عبر إبراز قصص النجاح على مستوى رواد الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة كنماذج يحتذى بها، وتحقيق الرؤية الوطنية المنشودة لريادة الأعمال، كما أنه يمثل القناة الرئيسية لتسويق وترويج منتجات وخدمات مشاريع رواد ورائدات الأعمال، ويقوم بدور أساسي في مناقشة القضايا المتعلقة بتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتوصيل صوت رائد العمل لدى المجتمع.

وأشار العبري إلى أنّ ريادة تشارك اليوم صندوق مشروعات الشباب "شراكة" في هذا المنتدى بدورها الإستراتيجي إيمانًا بأهميّة الإعلام في دعم هذا القطاع، ويأتي هذا المنتدى من أجل تسليط الضوء على المواضيع المتعلقة بقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في السلطنة ويسعى إلى مناقشة دور القنوات الإعلامية المختلفة في تنمية هذا القطاع، وتحديد أفضل الممارسات الإقليمية والمحلية للاستفادة من هذه القنوات بالإضافة إلى مناقشة دور الإعلام الاجتماعي في تعزيز ريادة الأعمال بشكل مناقشات تفاعلية بين جميع المشاركين.

وقال: إنّ هذا التجمع الإعلامي الريادي هو فرصة لرواد الأعمال المشاركين للتواصل والانخراط مع الأشخاص المهتمين وأصحاب القرار في قطاعات الإعلام وريادة الأعمال من خلال تبادل الأفكار والنقاشات حول المحاور الأربعة الأساسيّة المطروحة وهي المادة الإعلامية المطبوعة كالصحف والمجلات وتأثيرها على تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، المادة الإعلامية المسموعة والمرئية من خلال قنوات الإذاعة والتلفاز، والإعلام الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي بكافه أنواعها، والمشروعات الصغيرة والمتوسطة الناجحة في قطاع الإعلام باستعراض أهم الممارسات المستخدمة لتسويق هذه المشروعات، وقصص النجاح القائمة من أجل تبادل الخبرات التي تفتح الباب للفرص الاستثمارية الجديدة.

قيمة مضافة

وأضاف العبري: نظرًا لأهميّة التواصل فإن ريادة أولت اهتماما كبيرًا للتعاون مع جميع الوسائل الإعلامية لخدمة قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وذلك من خلال إيجاد شراكة حقيقية بين ريادة ومختلف وسائل الإعلام والتنسيق بشكل مستمر معها لتغطية الأنشطة المتعلقة بهذا القطاع والتنسيق واستضافة أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الوسائل الإعلامية المختلفة لإبراز ما تتميز به مشاريعهم أو للمشاركة في مناقشة القضايا المتعلقة بقطاع ريادة الأعمال في السلطنة بالإضافة إلى متابعة وتوثيق كافة الأحداث والمناسبات المهمة والخاصة بريادة الأعمال في السلطنة من حيث إعادة نشرها عبر الموقع الإلكتروني لريادة وعبر مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لها.

وتابع العبري: كما إن ريادة ومن منطلق رؤيتها في "أن تكون المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ركيزة أساسية لضمان خلق فرص عمل وتحقيق قيمة مضافة" ومهمتها في تنمية وتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتخطيط والتنسيق والترويج لانتشارها، وتمكينها من الحصول على ما تحتاجه من تمويل وخدمات بالتنسيق مع الجهات الحكومية والخاصة المعنية قامت (وبنواح إعلاميّة) بتعزيز التعاون بين الإعلام والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة على سبيل الذكر تقديم حزمة من خدمات الدعم الإعلامي الخاصة بإعلانات أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة خصيصًا لحاملي بطاقة رواد الأعمال عبر وسائل الإعلام المختلفة وذلك بمنحهم الـ50% من قيمة الإعلان على جانب العديد من المبادرات المبتكرة التي تخدم رائد العمل. بالإضافة إلى ما ذكر فريادة ترحب بمناقشة جميع الأفكار والمبادرات الإعلامية التي تخدم فعلا رواد ورائدات الأعمال في دفع عجلة تنميتهم وتطورهم بالمسار المطلوب.

إعلام المبادرات

وألقى المتحدث الرئيسي للمنتدى المكرم حاتم الطائي، عضو مجلس الدولة ورئيس تحرير جريدة الرؤية كلمة أكد في مستهلها على ضرورة تذليل التحديات التي تقف عائقا أمام تطور قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومنها البيروقراطية والتجارة المستترة والاحتكار والتحديات التسويقية، وعدم توفر المعلومات المحدثة والتحديات الإدارية والتشريعية والفنية.

ودعا الطائي إلى تفعيل "إعلام المبادرات"، وذلك تماشياً مع دور الإعلام في خدمة المجتمع، وتأصيلاً لثقافة رد الجميل لهذا الوطن، التركيز على نمط جديد للإعلام، وهو نمط من الإعلام يحاول تجاوز الأطر التقليدية؛ لينطلق إلى أفق المبادرة، ولينتقل من خانة نقل الحدث إلى مرحلة الإسهام في صنعه بإيجابية؛ من خلال طرح الأفكار الرائدة، والرؤى البناءة، والمبادرات المبتكرة.

وقال الطائي إنّه ونظرًا للأهمية الاقتصادية التي يمثلها قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ودورها في عملية التنمية الاقتصادية، وما تتمتع به هذه المؤسسات من مزايا في مجال الإنتاج والخدمات التي تحتِّم ضرورة وجودها بجانب المؤسسات الكبيرة؛ فقد أصبح من الضروري العمل على زيادة فاعلية هذه المؤسسات وتذليل كافة الصعوبات التي تواجهها لزيادة دورها في عملية التنمية الاقتصادية، وحمايتها عبر مجموعة من التشريعات. ومن أبرز الوسائل التي يمكنها الإسهام في الارتقاء بالدور المنوط بهذا القطاع؛ هو الإعلام نظرًا للدور الاجتماعي الذي يلعبه في التعريف بهذا القطاع الواعد ودعمه بما يحقق غاياته والمأمول منه.

الشراكة المجتمعية

وقال الطائي: في ظلَّ هذه المعطيات تبقى الشراكة المجتمعية أهم عناوين المرحلة الجديدة؛ التي تتطلب تضافر جهود الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني والمواطن الواعي، لدعم هذا القطاع الواعد الذي يعتبر جزءًا مهمًّا في مسيرة التنمية المستدامة، من منطلق أن تعزيز مفهوم "التنمية" مسؤولية الجميع كشركاء في هذا الوطن وليس مسؤولية الحكومة وحدها.

وأضاف: يلعب الإعلام دورا مهمًّا في كل الدول والمجتمعات العالمية؛ حيث يشكل قوة دفع كبرى للبناء والتطوّر والنهوض بالمجتمع، خصوصا إذا استكمل مقوماته ووسائله الصحيحة وأحسن استخدامه وتوجيهه. كما تعدّ وسائل الإعلام -المرئية والمسموعة والمقروءة- مصدرًا مهمًّا من مصادر التوجيه والتثقيف في أي مجتمع، وهي ذات تأثير كبير في جماهير المتلقين بمختلف اهتماماتهم وتوجهاتهم ومستوياتهم الفكرية والاجتماعية.

أنماط إعلاميّة متعددة

وتمّ خلال المنتدى مناقشة أربعة محاور عامة، ركز المحور الأول على الإعلام المطبوع (الصحف والمجلات) ودوره في إثراء قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ونشر ثقافة ريادة الأعمال، وناقش المتحدثون في المحور لجوء العديد من رواد الأعمال إلى الإعلام الإلكتروني كمصدر للمعلومات أكثر من الإعلام المطبوع، كما ناقشوا قدرة رواد الأعمال على دفع تكاليف الترويج والتسويق عبر الإعلام المطبوع مقارنة بوسائل الاتصال الحديثة.

وفي المحور الثاني، ناقش المتحدثون الإعلام السمعي والمرئي، وتم تقديم أوراق عمل لتجارب ناجحة في تسخير القنوات الإعلامية لخدمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتم خلال المداخلات مناقشة مدى حاجة وجود برامج مخصصة لتنمية ريادة الأعمال.

أما في المحور الثالث فقد تمت مناقشة الإعلام الإلكتروني وقنوات التواصل الاجتماعي، وتمّ خلالها عرض أحدث التقنيات في مجال التواصل الاجتماعي، وكذلك مناقشة اتجاه غالبية الأفراد إلى الإعلام الإلكتروني كمصدر للمعلومات.

وفي المحور الرابع كان النقاش مثريا حيث تم استعراض قصص نجاح ثلاث مشروعات ناشئة في مجال الإعلام وهي صحيفة البلد الإلكترونية، وصحيفة أثير وشركة ماتش ميديا، وتم التعرف على أهم التحديات التي واجهها أصحاب هذه الـمشروعات، وكيف استطاعوا التغلب عليها، كما ذكروا أنّ قطاع الإعلام قطاع خصب للـمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وأن هناك العديد من الفرص مع التطور الملحوظ للقطاع.

الاستثمار الاجتماعي

وكجزء من مبادرات شركة "بي بي" في الاستثمار الاجتماعي وخاصة في مجال تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، قدمت الشركة الدعم كراع رئيسي للمنتدى، وذكرت شمسة الرواحية، مسؤولة الاستثمار الاجتماعي بالشركة أن شركة بي بي عمان تقدر الدور الهام الذي تلعبه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في تنمية الاقتصاد والمجتمع، لذلك دشنت برامج مخصصة لتنمية القطاع، فخلال العام الماضي، قدمت شركة بي بي عمان دورات تدريبية في المجال الحرفي لـ 220 امرأة من أسر الضمان الاجتماعي، وقامت أيضًا بتنمية وتطوير 22 مشروعًا قائمًا من محافظتي الداخلية والظاهرة، وقدمتم لهم منحا مالية لتطوير مشروعاتهم، كما أنها مولت دراسة تخصصية لقياس القدرات الريادية في المجتمع، وتأتي مساندة شركة بي بي عمان لهذا إيمانا منا بدور الإعلام وأهميته في نشر ثقافة ريادة الأعمال).

وذكرت إحدى المتحدثات في المنتدى الدكتورة/ هديل آل موسى- إعلامية وباحثة أكاديمية في ريادة الأعمال أن أهمية هذه المنتدى تأتي من مرتكزين رئيسيين: الأول، التركيز على الجانب الإعلامي فيما يخص تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. ثانيا، تجسير الهوة بين القطاع الإعلامي والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة من خلال مشاركة كل قطاعٍ خبرته بهدف الاستفادة من تجارب الآخر.

وأضافت علاوة على أوراق العمل المُقدمة في المنتدى، فالنقاش المفتوح سيثرى الخبراء ورواد الأعمال مجتمعين من خلال تواصلهم الفعلي الحي في المنتدى. كما أنّ المشاركة والاستفادة من تجارب وخبرات المشاركين ستؤتي أُكلها بزيادة وعي كل طرفٍ بالآخر والتقريب بين أهدافهم برسم أسس متينة وخطط مرنة تتلاءم مع واقع كلٍ منهما. واقع الإعلام في العصر الحالي يمر بكثير من التغييرات بزيادة تدفق المعلومات وكثرة المنصات، كما أنّ واقع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة له طبيعة مرنة وإيقاع سريع واحتياجات قد لا يعيها من لا يعيشها؛ فمعايشة واقع كل للآخر وتوظيفه في خدمة التنمية -هو في نظري- أهم مُخرجات المنتدى.

من جانبه قال عبد الله الجفيلي، مدير عام "شراكة": نشكر كل الجهات الداعمة لمنتدى شراكة، ونؤكد بأننا لم نكن لنقدم المنتدى بهذه الكيفية إلا بجهود الجميع من المنظمين والجهات الداعمة، ونتمنى أن نكون قد حققنا أهداف المنتدى التي تتلخص في إبراز دور الإعلام في تنمية قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، كما أننا نتطلع لمشاركة الجميع في العام المقبل حيث سيتناول المنتدى في نسخته الثانية التقنيات الحديثة وأثرها في ريادة الأعمال.

تعليق عبر الفيس بوك