قراءة بعد ختام دور المجموعات لأبطال أوروبا

حسين الغافري

انقضت اللقاءات الست الأولى في دوري أبطال أوروبا لهذا العام مُعلنةً نهاية فصل أول لمرحلة دور المجموعات، بعد أن استمرت أسرارها باقية حتى لحظاتها الأخيرة. حضرت المفاجآت في خروج عملاق الدوري الإنجليزي الممتاز مانشستر يونايتد ونجا من منزلق الخروج نادي العاصمة الإيطالية روما بشيء من الحظ. لم تخيّب لقاءات المجموعات كلها جماليّة الإثارة لدى الجمهور المحب للكرة الجميلة عبر العالم. بطولة عريقة كدوري أبطال أوروبا مؤكد بأنّها تحوي الكثير من التنافس والشراسة في مختلف اللقاءات وهذا أمر لا خلاف عليه، وكل اللقاءات لا تعترف بتفوق طرف على آخر.. ولا تُلقي بالاً للملايين في ناد وقلتها في المنافس، الكرة بطبيعتها دائماً وفية للعطاء، والجهد قبل الحسابات الأخرى وهو الأمر الذي أوصل نصف الأندية إلى مرحلة الدور الثاني وربعها إلى اليوروبا ليغ .. أمّا الربع الآخر فاقتصر على أُمنيات التوفيق ليس إلا في محاولة الظهور بشكل أفضل في المرات المقبلة!.

المفاجآت حضرت عند الختام في الجولة السادسة بشكل كبير.. ريال مدريد كان في الموعد وحقق نتيجة عملاقة على مالمو السويدي كان نجمه الأول رونالدو في القمة، وحضر بأحد عشر هدفاً نصّبته على اعتلاء صدارة الهدافين وعززت صدارته للأهداف التاريخية على مستوى البطولة.. ريال مدريد بفوزه الكبير حاول التخفيف من صدمة الكلاسيكو الثقيلة على أرضه برباعيّة المنافس الأزلي، وصدمة الخروج من بطولة الكأس المحليّة على يد قادش بخطأ إداري تتحمله الإدارة التي تحوم حولها علامات عدم الرضا من الجمهور حيث إن أخطاءها تتزايد يوماً بعد يوم!. الفريق الملكي تصدر المجموعة وكان كما يجب أن يكون؛ مرشحا كالعادة على الذهاب بعيداً في البطولة الحالية للأبطال بحجم القيمة الفنية التي يتمتع بها نجومه وتضعهم أعلى مستوى الترشيحات. أمّا برشلونة وبايرن ميونيخ فالحكاية تسير في نفس الخط. الناديان الأكثر ترشيحاً في التحليق بعيداً والوصول إلى النهائي. يحضر برشلونة بصفته حامل اللقب وصاحب البطولات الأربع في القرن الجديد وهو أمر يجعلنا نضع الفريق الكتلوني فوق مستوى التوقعات.. أمّا النادي البافاري فقوته الفنيّة بقيادة جوارديولا تضعهم بكفة برشلونة جنباً إلى جنباً.. إجمالاً فأغلب المحللين والنقاد والمتابعين يصنفون عملاقي إسبانيا وبطل ألمانيا فوق الجميع ونسب حصول أحدهم على الألقاب أوفر بكثير عن بقية المتأهلين.

أكثر ما شدّ الانتباه وألقى علامات التعجّب والاستفهام هو خروج مانشستر يونايتد الإنكليزي من الباب الضيّق للبطولة. الفريق ورغم الملايين التي صرفها في الميركاتو إلا أنّها لم تكن كافية للعبور إلى الأدوار المقبلة.. وحقيقة فإن كل الأندية الإنكليزية عانت وبدرجات مختلفة في دور المجموعات وهو أمر قد يُعجّل بخسارة المقعد الرابع الذي تحدثنا عنه كثيراً وتحوله إلى إيطاليا إذا ما استمرت النتائج المترنحة في الأدوار المقبلة. وعلى ما يبدو فإنّ الدوري الإنكليزي أصبح المطلب الأول للأندية هناك في إنكلترا، وبعدها تأتي المنافسة الأوروبية بدرجة أقل.. الأمر الذي أراه شخصياً سبب التراجع الإنكليزي في دوري أبطال أوروبا وإلا لما شاهدنا الكم الهائل من النجوم في أعرق البطولات الأوروبية ومن أعرق الأندية كمانشستر يونايتد وتشيلسي وآرسنال ومانشستر سيتي تظهر بصورة تتخلل فيها الهشاشة الفنيّة في أقصى مستوياتها.. ورغم كلها هذا لا ينقص المنافسين حقهم ولكن كما قلت يلقي علامات التعجب والحيرة!.

ختاماً، يبدو الحديث عن الأندية الإيطاليّة وبممثليها يوفنتوس وروما بحظوظ أقل .. خصوصاً ذئاب العاصمة. روما مثقل بالنتائج السلبيّة في البطولة الأوروبية رغم الأسماء التي يتوقع منها الكثير. تأهل الفريق جاء بتواضع لا ينبئ بأن يحدث معجزة ويحلق بعيداً. أمّا يوفنتوس فمع رحيل عدة أسماء رنانة وتراجعه في بداية الموسم إلا أن صحوته بدأت تظهر وتصاعد نتائج واضحة في الدوري المحلي مما يضعنا نراهن في ذهابه بعيداً في البطولة الأوروبية ولما لا يحقق ما حققه العام الماضي ويكون على موعد مع لقب ثالث!. الحديث عن اللقاءات مبكر جداً، وأمامنا مدة ليست بقصيرة حتى فبراير القادم قد تتغير فيها مستوى التوقعات وهو ما يضع البطولة الأوروبية كأقوى تنافس عالمي في كرة القدم.. حتى قبل كأس العالم.. لننتظر ونرى.

HussainGhafri@gmail.com

تعليق عبر الفيس بوك