موظفون: بيئة العمل الصحية تحفز على التميز الإداري.. وتنمية الكوادر البشرية تفرز أجيالا قادرة على القيادة

دعوا إلى ضرورة تقيُّد المؤسسات بالقوانين المنظمة واعتماد أسس الكفاءة والمصلحة العامة

◄ الشيادي: نأمل من جميع المؤسسات خلق بيئة عمل محفزة تطبق مبدأ الكفاءة أولا

◄ الحجري: عبارات التحفيز تساعد الموظف على العطاء.. وتجاهل المجهود عنصر تثبيط

◄ المخيني: بيئة العمل السليمة تسهم في إنجاز المهام وزيادة اﻹنتاجية

◄ المجيني: بيئة العمل الإيجابية حاضنة للطاقات ومنبع للكفاءات الوظيفية

أكَّد عددٌ من الموظفين والعاملين في مؤسسات بالقطاعين الحكومي والخاص، أنَّ بيئة العمل المثالية هى تلك التي تشجِّع على إطلاق العنان للطاقات الكامنة لدى الموظف، وتوظيفها لصالح المؤسسة التي يعمل بها، كما أنَّ البيئة الصحية للعمل تشجِّع الموظف على التميز والإجادة في أداء المهام بما يُسهم في زيادة الإنتاجية.

وأشاروا إلى أنَّ بيئة العمل المِثالية هى التى تحقِّق كذلك الرضا الوظيفي، وترفع من معدلات الكفاءة؛ بما يُؤثِّر إيجابًا على الأداء، وتسهم بالقدر الكبير فى جذب الخبرات، كما أنَّ المديرين في المقابل يُسهمون بأدوار كبيرة في خلق بيئة سليمة مشجعة على العطاء، لكنهم في الوقت ذاته قد يتسبَّبون في صُنع بيئة عمل سلبية، غير مشجعة على العمل؛ وذلك حينما ينتهجون سُبلا غير علمية في توجيه الموظفين وتنفيذ المهام.

الرُّؤية - مُحمَّد قنات

وقال المهندس علي بن طالب بن زايد الشيادي: إنَّ بيئة العمل تمثل عاملا مهما من عوامل العطاء والإبداع؛ إذ تتشكل من محيطٍ واسع جدًّا؛ حيث تَشْمل الجانب الجغرافي والبشري والمادي، إضافة لجوانب أخرى ترتبط بالبيئة التي يتعامل معها الموظف. وأضاف بأنَّ العنصرَ البشريَّ يتأثر كثيرا بالبيئة المحيطة، لاسيما وأنَّ النطاق البيئي في العمل مرتبط بشكل وثيق بالجوانب الاجتماعية والفكرية والثقافية والاقتصادية، كما تسهم بيئة العمل بصورة أو أخرى في نجاح الموظف، ليس على مستوى المهام التي توكل إليه فقط، بل أيضا في مجتمعه وأسرته على مستويات عدة.

العطاء والإبداع

وتابع الشيادي بأنَّ البيئة المنشودة دائما هي التي تحفِّز على العطاء والإبداع، وتحرص على تطبيق مبدأ الكفاءة بين جميع العاملين؛ فإذا أسهمتْ جهة العمل في خلق فرص إبداعية لدى المنتسب لها، وفتحت المجال أمام الإبداعات، وزرعت الثقة الإيجابية فيه، وحفَّزته للاستمرارية بأساليب مبتكرة، فسيكون للتميز كلمة في حياة الموظف. وشدَّد على أنَّ البيئة المحيطة تُسهم بالقدر الكبير في تكوين شخصية الموظف وتعزيز قدراته والنهوض به، بما يَضْمَن تقدمه بصورة ناجحة في مؤسسته ومجتمعه؛ لأنَّ الموظف يكون مستقرا عمليًّا ونفسيًّا وبعيدًا عن الضغوط التي تؤثر عليه في الأداء العام والمسيرة العملية؛ فإذا نجحتْ البيئة في احتواء الموظف فسيكون ناجحا في شتى مناحي الحياة.

وتابع بأنَّه يتعيَّن أنْ يُراعَى في بيئة العمل كل العوامل التي من شأنها تهيئة الأجواء لراحة الموظف، ليكون في منأى عن الضغوط التي تنتج جراء العمل، خاصة تلك الأعمال الخدمية والأعمال التي تتطلَّب مواجهة الجمهور؛ فإذا ما كانت هناك ضغوط، فإنها تؤثر على إنجاز المهام والمعاملات قبل أن تؤثر على الموظف نفسه؛ لذا يجب على كل جهة عمل أن تُزيل أيَّ ضغوط عن موظفيها، حتى يقوموا بعملهم بالصورة المرضية.

واستدرك بالقول: إنَّ ضغوط العمل دائما ما تنجم عن أسباب عديدة؛ منها ما يتعلق بطبيعة العمل، والأنظمة المتّبعة في إنجاز المهام، وبعضها يُعزى إلى نوعية المعاملة التي يجدها الموظف من مسؤوليه أو زملائه أو أقرانه في مكان العمل، إضافة إلى بعض العوامل الخارجية المتعلقة بالأداء. وزاد بأنَّ هناك أسباب أخرى قد تكون عَرَضيّة تُسهم بصورة أو بأخرى في صنع الضغوط، وقد يتعرض كثير من الموظفين إلى ضغوط وتحديات، وفي هذه الحالة إما أن يستغلها الموظف إيجابيا فيبدع في معالجتها، وينطلق بصورة تجعله متميزا في مجاله، أو قد يُسيء استغلالها فيقع في براثن الضعف والاستسلام وتتحول بيئة العمل إلى محيط طارد.

وزاد بأنَّ للمدير دورًا كبيرًا في خلق بيئة خصبة للإنتاج، وفي الوقت ذاته قد يُسهم في صنع بيئة عمل سلبية، وغير مشجعة على العمل والعطاء؛ حيث يتجسَّد دور المدير في تنمية روح الولاء لدى الموظف المرؤوس، الذى ينطلق من رؤية واضحة للجهة الموظِّفة له، ويستند إلى رسالتها وقيمها؛ للوصول إلى تحقيق أهدافها المنشودة. وأوضح أنَّ الولاء الوظيفي يعد محفزا أساسيا وعنصرا مهما في البيئة الملائمة للعطاء والإبداع، ولا يمكن تحقيق الولاء الوظيفي دون العوامل المؤدية إليه، والتي تتمثل في تقدير الموظف وعدم بخسه حقه، وتدريبه بما يؤهله للقيام بمهامه على أكمل وجه، وتكريمه على الإنجاز، وإفساح المجال له للإبداع، والبعد عن الإساءة إليه أو إيذائه بأية صورة كانت؛ فهو المكون الأساسي للعمل، ومتى ما وجد الموظف أن مديريه يقدمون له هذا الدعم؛ فسيستشعر الولاء الحقيقي للمؤسسة التى ينتمي اليها، وعلى إثرها ستتشكل علاقة إيجابية بين الموظف وبيئة عمله، كما أنَّ بيئة العمل تمثل للموظف أحد أساسيات نجاح المؤسسات والهيئات...وغيرها، خاصة تلك التي تقدم خدمات مباشرة للجمهور.

حب العمل

وقالت نوال الحجرية -محررة صحفية- إنَّ كل مدير يتعيَّن عليه إدارة الموظفين بطريقة لا توحي لهم بأنه يأمرهم بفعل أعمالهم، وعندها يمكن أن يُقبل كل موظف على عمله بحب واجتهاد ومبادرة لأنه لا يشعر أنَّ هناك من يراقبه أو يتصيَّد له الأخطاء، لاسميا وأن كثيرًا من الموظفين يشتكون من تسلط مديريهم في العمل وعدم معاملتهم بشكل ودي يسهم في تطوير أداء مهامهم على الوجه المطلوب. وأضافت بأنَّ عبارات التحفيز بشكل عام "مهمة جدا" بعد إنجاز كل عمل، وهو الأمر الذي يجعل الموظف يجتهد نحو مزيد من العطاء، دون الشعور بأنه يعمل من أجل الحصول على الراتب، أو انه يعمل لأرضاء اخرين؛ لأنه قطعا سيحب العمل ويبذل قصارى جهده من أجل أن يخرجه في أجمل صورة.

وزادتْ بأنَّ بيئة العمل الجاذبة هي البيئة التي يسود فيها التعامل الإيجابي، والعمل بروح الفريق، وهذه البيئة مسؤولية الجميع سواء كانوا موظفين أو مديرين، فهي تشبه إلى حد كبير أفراد الأسرة، الذين يتعاونون من أجل إسعاد بعضهم البعض.

وقال بدر بن ناصر المخيني إنَّ بيئة العمل تسهم بدور فاعل في نجاح الموظف في أداء عمله الذى يوكل إليه، فعندما تكون البيئة مهيَّأة وملائمة لطبيعة العمل، فإنها تجعل العمل أسهل وأسرع، كما تشجع الموظف على بذل المزيد للتطوير وزيادة اﻹنتاجية؛ نظرا لما تسبِّبه من ارتفاع وارتياح في معنويات الموظفين، وتزيد من قابليتهم للعمل بصورة أكبر؛ فهناك عوامل عديدة ترتبط ارتباطا أساسيا ببيئة العمل، ويجب على المدير مراعاتها وتهيئتها. وبيَّن أنَّه إذا توافرت كل هذه العوامل في بيئة العمل؛ فحتماً سيكون قد حقق درجة عالية من النجاح مع موظفيه.. مشيرا إلى أنه من هذه العوامل: حفظ النظام أثناء سير العمل، والعدالة والمساواة بين الموظفين والتعامل السليم مع الموظف وحسن التصرف، ومعالجة المشكلات، وتوفير احتياجات العمل بشكل مثالي.

ومضى قائلا: إنَّ بيئة العمل السليمة والملائمة تؤدي إلى سرعة ودقة اﻷداء، بما يؤدي إلى زيادة اﻹنتاجية، وهذه الأمور جميعها تسهم في النجاح، داعيا إلى أهمية إجراء دراسات شاملة حول نوعية العمل ومتطلباته لمعرفة البيئة السليمة الناجحة لأداء هذا العمل. وشدَّد على أنَّ بيئة العمل عامل مهم في أي وظيفة كانت، كما أنها تشكل عنصرا مهما في تحقيق الإنجاز الفردي والجماعي للموظفين، وحتى تكون البيئة العملية مهيأة لاستقطاب العاملين والمحافظة عليهم ورفع مستوى أدائهم، فإنه يتوجَّب على رب العمل أو جهة التوظيف اتباع آليات تضمن تثقيفهم بواجباتهم وإعطائهم حقوقهم، وخلق مناخ وظيفي يتناسب مع طبيعة العمل، حتى يضمن النجاح لمؤسسته أو الشركة التى يعمل بها؛ سواء كانت تتبع للقطاع الحكومي أو الخاص.

التحفيز والتطوير

وقال زياد المجيني مساعد مدير مدرسة المبرد للتعليم الأساسي وزارة التربية والتعليم: إنَّ بيئة العمل ينبغي أن تكون حاضنة للطاقات والكفاءات التي يمتلكها الموظف، بما يُسهم في توظيفها لخدمة العمل وتطوره، مضيفا بأنها محفز نحو العمل بروح إيجابية وجدية وإتقان؛ إذ إنَّ أداء الموظف يتأثر سلبا أو إيجاباً بطبيعة بيئة العمل.

وأضاف بأن للمدير دورًا في صناعة الولاء الوظيفي من خلال توفير بيئة العمل، وأن أي مؤسسة تسعى لتحقق أهداف لابد وأن تعتمد على الخطط والبرامج التي يرسمها المسؤول المباشر لهذه المؤسسة؛ باعتبار أنَّ هذا المدير يمثل القدوة والمثال لأي موظف، ومن خلال كل ذلك يستطيع المدير المباشر تعزيز جانب الولاء الوظيفي لشاغلي الوظائف بالمؤسسة من خلال التزامه بالأنظمة والقوانين ومتابعة تنفيذها من قبل الموظفين. وبيَّن أنه يُمكن تعزيز جانب الولاء الوظيفي من خلال عقد اللقاءات والاجتماعات الدورية، وتوظيف المناسبات لتوجيه الموظفين بضرورة العمل بجد وتفان وأداء الواجب بالصورة المطلوبة. وزاد بأنه يُمكن للمسؤول الاستدلال من القرآن والسنة لحث الموظفين على أداء العمل بكل إخلاص ابتغاءً لمرضاة الله، إضافة إلى تذكيرهم بالواجب تجاه الوطن الذي يفرض عليهم بناءَه من خلال العمل بأدوات العطاء. وأشار إلى أنَّ المدير المباشر قادر على تعزيز هذا الجانب من خلال متابعة تقارير الأداء الوظيفي لموظفيه والسعي لتحفيز أولئك الذين يحققون مستوى عاليا من الجودة في الأداء؛ بما يُشجِّع الجميع على الولاء وحب العمل والتنافس الشريف في إنجاز المهام الموكلة إليهم.

وتابع بأنَّ توافر البيئة المناسبة والإمكانات والنظم والقوانين الملائمة يحقِّق مستوى عاليا من الأداء الوظيفي، وعدم توافر بيئة العمل المناسبة يلعب دورا سلبيا في تدني مستوى العطاء والأداء الوظيفي. مشيرا إلى أنَّ هناك حزمة من الآليات التي يُمكن أن تسهم في خلق بيئة عمل مثالية تساعد الجميع على إنجاز مهامهم ومساعدة المؤسسة التى ينتمون إليها من خلال تجويد الأداء والعمل بإتقان، بما يساعد على تعزيز الإنتاجية. وبيَّن أنَّ الحوافز المادية والمعنوية تشجع على العمل بروح معنوية مرتفعة، وتخلق نوعا من التنافس الشريف بين الموظفين، إلى جانب توفير كافة الإمكانيات التي تكفل للموظف أداء مهامه بكل سهولة ويسر.

وأشار إلى أهمية تصنيف المهام والواجبات بكل وضوح لكل وظيفة على حدة، لمنع ازدواجية الأدوار أو اتكالية البعض على الآخر في تنفيذ الأعمال المسندة إليهم، وتفعيل مبدأ الشورى بين المدير والموظفين؛ بما يُسهم في تلافي التبعات غير المرغوبة وغير المتوقعة.

تعليق عبر الفيس بوك