ملتقى المراسل الصحفي يوصي بإصدار ميثاق شرف لجمعية الصحفيين وتدشين مركز تدريب إعلامي

جلسة حوارية عن توظيف مواقع التواصل الاجتماعي صحفيًّا في ختام الفعاليات بصحار

◄ المشاركون يؤكدون على أهمية عقد لقاءات موسعة للتنسيق بين المراسلين ومسؤولي المؤسسات الإعلامية

◄ مطالب بوضع لائحة مُلزمة تشمل أسس التعاقد مع المراسلين بالتعاون مع وزارة الإعلام

◄ مناشدة جمعية الصحفيين تبنِّي المشاريع البحثية في مجال العمل الإعلامي ودعم مسابقة الإجادة الصحفية

◄ التوصية بتكريم وزارة الإعلام للمراسلين الصحفيين من أصحاب الخبرة ضمن احتفالها السنوي

أوْصَى المشاركون في خِتَام مُلتقى المراسل الصحفي الثالث في صحار، بالعمل على إصدار ميثاق شرف لجمعية الصحفيين العمانية يُحدِّد مَلامح العمل الاعلامي، وتخصيص باب يوضِّح أسسَ عمل المراسل الصحفي، وتبنِّي جمعية الصحفيين العمانية عَقْد لقاءات مُوسَّعة تجمع بين مسؤولي الوسائل الإعلامية -المقروءة، والمسموعة، والمرئية- والمراسلين الصحفيين؛ للتنسيق بمشاركة المسؤولين بوزارة الإعلام والهيئة العامة للإذعة والتليفزيون والسعي الجاد من قبل الجمعية -بالتعاون مع وزارة الإعلام- لإصدار لائحة تَفِي بأسس التعاقد مع المراسلين الصحفيين والوسائل الإعلامية، والعمل من قبل جمعية الصحفيين العمانية مع وزارة الإعلام على تذليل الصعوبات التي يُواجهها المراسل الصحفي مع جهات عمله، وتسهيل أداء المهام الصحفية للمراسلين لتغطية الأحداث؛ باعتبار ذلك من الأعمال المشتركة مع كافة الجهات، وتنظيم دورات تدريبية للمراسلين الصحفيين تَفِي بجوانب العمل الصحفي؛ وذلك ضمن برامج التدريب التي تنظِّمها وزارة الاعلام للعاملين في المؤسسات الإعلامية وبالتنسيق مع الجمعية.

الرُّؤية - خالد الخوالدي - سَيْف المعمري

كما أوْصَى المشاركون في الملتقى -الذي اختتمتْ أعماله أمس- ببذل الجهود المتواصلة لإيجاد تعاون حقيقي بين المراسل الصحفي والمؤسسات الحكومية والخاصة، وإشراكهم في كافة اللجان المشكَّلة والمحافل والمناسبات بشتى أنواعها على مستوى المحافظة والولاية التي يوجد بها المراسل الصحفي، وتبنِّي جمعية الصحفيين العمانية للمشاريع البحثية في مجال العمل الصحفي، والعمل على استمرار مسابقة الإجادة الصحفية، مع تطويرها، وإضافة مجالات أخرى إليها في كافة الوسائل الصحفية والمرئية والمسموعة، وقيام وزارة الإعلام بتكريم المراسلين الصحفيين من أصحاب الخبرة العملية والإنجازات الوطنية والإقليمية والدولية، ضمن احتفال الوزارة السنوي لتكريم المجيدين والمتقاعدين، إلى جانب توثيق الجمعية تجارب جميع المراسلين الصحفيين في مجال العمل الإعلامي، وإصدار كتيب بشأنها، والسعي من قبل الجمعية لإنشاء نادٍ للصحفيين العمانيين لممارسة الهوايات الرياضية والثقافية والاجتماعية...وغيرها من الأنشطة ذات الصلة، والسعي من قبل الجمعية إلى إيجاد مصادر دخل استثمارية تساعد على تنفيذ برامجها ومشاريعها الإنمائية، والحصول على تخفيضات للمراسلين الصحفيين بمحافظاتهم لدى الأندية والفنادق والتأمين الصحي وشركات التأمين والطيران...وغيرها من التخفيضات، وسعى الجمعية للحصول على تخفيضات للمراسلين الصحفيين الراغبين في إكمال دراستهم الجامعية العليا في مؤسسات التعليم العالي بالسلطنة، والعمل من قبل الجمعية على إيجاد منح دراسية للمراسلين الصحفيين لإكمال دراساتهم الجامعية، والتأكيد على ضرورة وقوف الجمعية مع المراسل الصحفي في حال صدور أي قرار تعسُّفي ضد أي مراسل صحفي دون مبررات جوهرية، بالتعاون مع وزارة الإعلام وضرورة إيجاد مؤسَّسة أو مركز أو معهد تدريب إعلامي يُعنى بتأهيل المراسل الصحفي والراغبين في الالتحاق بالعمل الإعلامي، ومطالبة الجهات المختصة بضرورة الإسراع في إصدار مشروع قانون المطبوعات والنشر، وعدم سؤال الصحفي عن مصدر معلوماته أمام جهات التحقيق المختلفة.

وكان قد اختُتم أمس بفندق كروان بلازا صحار ملتقى المراسل الصحفي الثالث، الذي نظَّمته جمعية الصحفيين العمانية بولاية صحار خلال الفترة من 7 وحتى 9 ديسمبر، تحت رعاية محافظ شمال الباطنة سعادة الشيخ مهنا بن سيف بن سالم اللمكي، وعدد من أصحاب السعادة ولاة محافظة شمال الباطنة، ورئيس جمعية الصحفيين العمانية عوض بن سعيد باقوير.

جلسة حوارية

وضِمْن برنامج اليوم الختامي للملتقى، أُقيمت جلسة حوارية بعنوان "الإعلام الجديد في عالم متغير"، أدارها نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين العُمانية سالم بن حمد الجهوري، وتحدث في الجلسة أستاذ الإعلام بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس د.محمد بن عبدالله المشيخي، وتطرق في حديثه إلى مفهوم الإعلام الجديد وبدايته في العقد الأخير من القرن العشرين الذي انطلق في الولايات المتحدة الأمريكية وتزامن مع ثورة الاتصالات والإنترنت، وتحدَّث المشيخي حول مزايا وخصائص التواصل في الإعلام الجديد والتي من بينها العالمية والتفاعلية وسرعة نقل الخبر والتنوع والتعدد في الاستخدام، إضافة إلى الموارد الاقتصادية للإعلام الجديد والتي أصبحت عاملا مهما في انتشار وسائل الإعلام الجديد ومنافستها الشديدة للإعلام التقليدي، خاصة الصحافة الورقية والتي تحتاج إمكانيات وموارد اقتصادية وتكاليف كبيرة جدا. وتناول المشيخي سلبيات الإعلام الجديد؛ والتي من بينها: إثارة الفتن والشقاق بين المجتمعات، ونشر الأخبار غير الصحيحة بأسماء مستعارة تهدف إلى تضليل الرأي العام.

وأوْضَح المشيخي أنَّ عددَ مُستخدمي الفيسبوك في السلطنة يبلغ نصف مليون مستخدم، وعدد مستخدمي تويتر نحو 300 ألف مستخدم حسب الأرقام المسجلة في يناير 2015، كما تحدَّث عن الصحف الإلكترونية بالسلطنة؛ ومنها: الفلق والبلد، والتي ساهمت في نقل الأخبار بسرعة إضافة إلى المواقع الإلكترونية والمنتديات الاجتماعية، وأضاف بأنَّ من بين الظواهر التي صاحبت الإعلام الجديد كسر احتكار المؤسسات الإعلامية الكبرى وظهور طبقة جديدة من الإعلاميين وأحيانا من غير المتخصصين في الإعلام وظهور منابر جديدة للحوار وظهور إعلام الجمهور للجمهور وظهور مضامين ثقافية وإعلامية جديدة والمشاركة في وضع الأولويات.

وأوْصَى المشيخي في ختام حديثه بالعمل على تطوير قدرات ومهارات الصحفيين من خلال إنشاء مركز متخصص لتقديم برامج تأهيلية وتدريبية لتمكين الإعلاميين في السلطنة من المعارف الإعلامية المتجددة.

توظيف مواقع التواصل صحفيًّا

وتحدَّث أستاذُ الإعلام بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس د.حسني نصر عن توظيف وسائل التواصل الاجتماعي في العمل الصحفي، وماهية الشبكات الاجتماعية، وركز في الحديث عن فيسبوك وتويتر، وقال إنَّ عدد مستخدمي فيسبوك في العالم يبلغ مليارًا و550 ألف مستخدم، وقد لعبتْ شبكة فيسبوك دورا كبيرا في نقل الأخبار بسرعة كبيرة جدا، كما ساهمت في تعدد مصادر الأخبار، وأوضح أنَّ كلَّ ما يُكتب على صفحات فيس بوك بمثابة صحيفة شعبية متكاملة.

وتطرق الدكتور حسني نصر إلى كيفية استفادة الصحفيين من فيسبوك من حيث الحصول على أفكار لموضوعات صحفية متنوعة وإجراء مقابلات صحفية حول أى موضوع يهتم به الصحفي، فضلا عن الحصول على الصور والفيديوهات التي تُسهم في بلورة أفكار الموضوعات الصحفية، والاتصال بالصحفيين الآخرين من جميع أنحاء العالم والترويج للمواد المنشورة للصحفي.

وتحدَّث الدكتور حسني نصر عن تويتر كموقع للتدوين القصير وكيفية استفادة الصحفيين في تويتر من الاستخدامات الشخصية ونشر الآراء وهي أداة مثالية للأحداث المهمة وهي أسرع وسيلة لنقل المعلومات إلى الجمهور؛ حيث يبلغ عدد مستخدمي تويتر حول العالم ما يزيد على 900 مليون مستخدم، ويمكن أن يستخدمه الصحفي في تنظيم وإدارة المقابلات الشخصية وإجراء استطلاعات الرأي العام، كما يمنح الصحفيين قدرة غير مسبوقة على تقديم الأخبار إلى مؤسساتهم ومتابعتها كتطورات متلاحقة للحدث والتغريد من مسرح الحدث، كما يستطيع الصحفي استخدام الوسم (الهاشتاج) في نقل الأخبار واسترجاع تطورات الأحداث، كما يمكن من خلال تويتر الحصول على أفكار للأخبار والموضوعات الصحفية المتنوعة، والتعامل مع تغريدات الصحفيين والمواطنين كأفكار وليست كحقائق والتغريد بالصور وبالفيديو والعثور على تغريدات فور وقوع الحدث والبحث بالهاشتاق وخدمة تصفية التغريدات TweetDeck.

جدلية الإعلام الجديد

وتحدَّث عوض بن سعيد باقوير رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين العُمانية، حول جدلية الإعلام الجديد؛ وأوضح أنَّه من خلال حضور مختلف الفعاليات في الاتحادات الصحفية هناك من يرى أنَّ المواطن الصحفي لا يمكن الاعتماد عليه في نقل الأخبار؛ حيث إنَّ هناك الكثير من الحسابات الوهمية التي تهدف إلى نشر الفتن والأكاذيب. وأكد باقوير أننا بحاجة إلى إعلام متكامل يتماشى مع المتغيرات العصرية، وأن علينا مواجهة التدفق السريع للمعلومات والتوعية للتقليل من الآثار السلبية لشبكات الإعلام الاجتماعي التي تروج للأفكار التعصبية، وأشار باقوير إلى أن المعايير التقليدية في العمل الصحفي لا تزال جيدة وإنها تعطي الحق في إبداء الرأي.

وأكد باقوير على أهمية المصداقية والموضوعية في نقل الأخبار وطالب بقانون إعلام موحد يشمل معايير تراعي حرية التعبير وإيجاد مفهوم واضح لحرية التعبير، ونحن مع الإعلام الجديد لكن وفق ضوابط محددة حتى يشعر المغرد بالمسؤولية الأخلاقية والوطنية، وعلى مفكري الإعلام في العالم العربي البحث في سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيراتها على مختلف القضايا، ويجب أن تتضمن مناهج المؤسسات التربوية والجامعية بيان كل ما يتعلق بالإعلام الاجتماعي.

استعراض تجارب المراسلين

وشَهِد الملتقى استعراضَ تجارب عدد من الإعلاميين والتحديات التي تواجههم في عملهم الإعلامي. وتحدث الصحفي سيف بن مُحمَّد المعمري عن بدايته الإعلامية في العام 1990 وخبراته المتنوعة في هذا الجانب من مراسل لتليفزيون سلطنة عمان والإذاعة وجريدة عمان ووكالة الأنباء العمانية، إضافة إلى بعض المواقف الإعلامية في مسيرة عمله الصحفي، وتأثير بعض كتاباته في بعض قرارات المسؤولين، ونقله لمنجزات الوطن ومكتسباته المختلفة للقارئ والمشاهد والمستمع.

وألقى د.على بن سالم البادي كلمة المراسلين، وقدم منصور بن ناصر السعدي من تليفزيون سلطنة عمان تجربته الإعلامية على مدار 24 عاما، كما قرأ الصحفي خالد بن علي الخوالدي التوصيات التي خرج بها ملتقى المراسل الصحفي الثالث؛ ومنها: متابعة تنفيذ توصيات الملتقى الأول والثاني بمحافظتي مسقط وظفار.

وفي الختام، سلَّم سعادة الشيخ مهنا بن سيف اللمكي محافظ محافظة شمال الباطنة (راعي الحفل)، الشهادات للمشاركين والمنظمين والمساهمين في إنجاح ملتقى المراسل الصحفي الثالث بولاية صحار.

تعليق عبر الفيس بوك