خريجون: معارض التوظيف "شو إعلامي" لا تقدم فرصة عمل "حقيقية" رغم جدية البعض

أكدوا أن عددا من المؤسسات تستغل الفعاليات في الترويج والتسويق دون مساعدة حقيقية للباحثين عن عمل

◄ الناصري: المعارض تمنح الخريج فرصة التعرف على إجراءات التسجيل والتقدم للوظائف

◄ المشيفري: كثير من معارض التوظيف يُقام لأغراض دعائية فقط

◄ القطيطي: نقدم في الكثير من المعارض دون رد من المؤسسات والشركات

◄ الرواحية: رقابة "القوى العاملة" على الجهات المشاركة ضمانة لمصداقية التوظيف

◄ المسعودية: كثير من الشركات تعرض "وظائف وهمية"

◄ الحوسني: معارض الوظائف تساعد بشكل كبير في زيادة الخيارات الوظيفية

◄ العبري: المؤسسات تبحث عن الخريجين أصحاب الكفاءات والمهارات

◄ السهي: طموحات الباحث عن عمل تتنامى مع زيارة معارض التوظيف

◄ الكيومي: الكثير من الشركات تُشارك دون عرض وظائف

◄ الوهيبية: "الرد خلال أسبوعين".. مقولة متكررة في معارض التوظيف

أجْمَع خريجون وباحثون عن عمل على أنَّ معارض التوظيف التي تقام بين الفينة والأخرى لا تقدم فرصة عمل حقيقية، على الرغم من أنها يفترض بها أن تمهد الطريق أمام الباحث عن عمل في الحصول على فرصة عمل تتناسب مع مؤهلاته الدراسية؛ إذ يُشارك بعض المؤسسات بعرض فرص عمل "وهمية".

وفي المقابل، أكَّدوا أنَّ عددا لا بأس به من هذه المعارض تتحلى بالجدية بالدرجة الكافية؛ حيث يشارك الكثير من الشركات في المعارض بفرص عمل ذات مصداقية. وعلى الرغم من أنَّ هذه المعارض قدَّمت فرص عمل للشباب، إلا أنَّ البعض يرى أنها تقام فقط للترويج للشركات والمؤسسات الخاصة بدعوى أنها تدعم سياسات التعمين، فيما تشترط مؤسسات أخرى من الباحث عن عمل أن يكون متمتعا بالخبرة الكافية لاستلام الوظيفة، في حين أنه لا يزال خريجا جديدا.

الرُّؤية - أحمد الجهوري

وقال مُحمَّد الناصري -خريج جامعة صحار- إنه يبحث عن عمل منذ تخرجه، وقد تعرف على الكثير من معارض التوظيف التي تقام في كثير من المواقع؛ حيث تنامى اهتمامه بهذه المعارض، وبدأ بالفعل في الحرص على زيارتها والمشاركة الإيجابية فيها، لكنه يقول إنَّ هناك عاملا مشتركا بين هذه المعارض، وهو استغلال فترة المعرض للتسويق والإعلان للمؤسسة المشاركة أكثر من الغرض الرئيسي للمعرض وهو عرض فرص العمل أمام الزوار من الباحثين عن عمل. وأضاف الناصري: "استفادتي من الحضور المتكرر لمعارض التوظيف ساعدتني على فهم عملية التقدم قبل مرحلة شغل الوظيفة؛ حيث إن المؤسسة التي تعرض الوظائف تقدم في كثير من الأحيان معلومات بالغة الأهمية في كيفية إعداد السيرة الذاتية، ومن جانب آخر تقدم نصائح مهمة في كيفية التحضير للمقابلات الشخصية...وغيرها من خطوات التقدم وشغل الوظيفة في المؤسسة نفسها، وهذا كله يصب في مصلحة الخريج، حيث يتعرف على إجراءات التسجيل والتقدم للوظائف سواء داخل أو خارج محيط معارض الوظائف.

مصداقية الوظائف

وعلى الرَّغم من كثرة الزائرين لمعارض التوظيف وزيادة الإقبال عليها، إلا أنَّ هناك بعضَ الجوانب التي تتطلب مراجعتها وإعادة النظر فيها، وأحد هذه الجوانب وأبرزها هو المصداقية والرقابة في هذه المعارض. وقال طارق المشيفري -خريج جامعة السلطان قابوس- إنَّه مهما بلغت أهمية معارض التوظيف، يبقى جانب مهم من عدم المصداقية فيها، مشيرا إلى أنَّه من الملاحظ خلال الفترة الأخيرة أنَّ الكثيرَ من المؤسسات والشركات تشارك في معارض التوظيف فقط للإعلان والدعاية عن الشركة، علما بأنها لا تقدم أي فرصة عمل حقيقية للباحثين عن فرصة وظيفية. وأضاف المشيفري بأنَّ المعارض الوظيفية تستخدم لأغراض دعائية فقط للشركات.. لافتا إلى أنَّ هناك سخرية لاذعة بين الباحثين عن عمل حول رأيهم في هذه الشركات؛ إذ يقولون إنَّ هذه الشركات تأتي فقط "كي توزع فلاشات"، في إشارة إلى وحدات الذاكرة الوميضية، والتي غالبا ما تحمل شعار الشركة واسمها.

لكن عبدالحكيم القطيطي لم يستطع الجزم بمصداقية هذه المعارض؛ حيث يقول إنه في كثيرٍ من الأحيان تشارك مؤسسات تعليمية في هذه المعارض، دون أن تقدم فرصًا وظيفية، لكنها تروِّج للتخصصات التعليمية المطروحة لديها بدعوى أن هذه التخصصات توفر فرصَ عمل مستقبلية واعدة. وأشار الى اعتقاده بأنَّ مثل هذه المؤسسات لا تهدف سوى إلى الترويج للبرامج الدراسية المطروحة لديها، وهو ما يزيد من الشكوك حول مصداقية هذه الفعاليات. وأضاف القطيطي بأنَّ شركات التوظيف تطلب تخصصات معيّنة وبدرجة امتياز، علماً بأن العرض الوظيفي لا يتماشى مع طبيعة المؤهل، وهو ما يعد تضليلا لحق الخريج في اختيار الوظيفة التي تتناسب مع مؤهلاته. وتابع بأنَّه في بعض الأحيان يعرض بعض الشركات والمؤسسات الشواغر، لكنها لا تباشر التوظيف، لافتا إلى أنَّ الكثيرَ من الخريجين أودعوا أوراقهم لدى مؤسسات أعلنت عن شواغر في هذه المعارض لكن دون رد منهم لاحقا.

الرِّقابة على المعارض

وفي جانب الرقابة على هذا النوع من المعارض للتأكد من مصداقية الوظائف المقدمة، قال طارق المشيفري: إن الكثير من هذه المعارض لا يتم مراقبتها للتأكد من حقيقة الوظائف؛ إذ إنه في كثير من الأحيان لا تكون هناك رقابة أو بالأحرى إذا وُجدت تكون شكلية. وأضاف بأنَّ الشركات العارضة للوظائف لا تبدي أيَّ تخوف أو تردد في التصريح بعدم اهتمامها بتوظيف الخريجين أو الباحثين عن العمل لديها، مشيرا إلى أنه لاحظ وجود ركن خاص لوزارة القوى العاملة في أحد المعارض التوظيفية التي أقيمت في إحدى أهم المؤسسات التعليمية، لكنه كان خارج القاعة المخصصة للمعرض، وهو ما يدل على عدم وجود رقابة فاعلة على هذه المعارض.

فيما ترى سعاد الرواحية النقيض من ذلك الأمر، حيث قالت إن هناك رقابة مشددة من قبل المؤسسات المعنية، وبالأخص وزارة القوة العاملة لأنه يكون هناك تنسيق بين المؤسسات وزارة القوى العاملة، كما تعمل المؤسسات المعنية على متابعة المؤسسات العارضة أولا بأول، لأن بعض المؤسسات غير مصرح لها بتوظيف أي باحث عن عمل إلا بشروط معينة وقوانين يجب الالتزام بها.

ومع زيادة أعداد زائري معارض التوظيف، إلا أن هناك عددا من الزائرين غير الجادين، نتيجة الفكرة السائدة عن هذه المعارض، وهي أنها تقدم "وظائف وهمية" أو لا تناسب قدرات الخريجين والباحثين عن عمل. وقالت عائشة المسعودية إنها تتردَّد كثيرا على معارض التوظيف، لكنها لم تستفد منها حتى الآن.. مشيرة إلى أنها تذهب إليها فقط لقضاء الوقت في التعرف على الشركات والمؤسسات لا أكثر.. موضحة أنها تحمل يقينا أن هذه المؤسسات لا تعرض سوى وظائف وهمية.

"بصيص أمل"!

وفي المقابل، يرى بعض الخريجين والباحثين عن عمل أنهم قد يجنون الفائدة من هذه المعارض، وأن هذه المعارض قد تمثل فرصة للتعرف على بعض الشركات والمؤسسات المختلفة، وقال شامس الحوسني خريج الكلية التقنية إن معارض الوظائف تعد من أهم المراجع التي تساعد في اكتشاف الخيارات المهنيّة وفي البحث عن فرص عمل، كما أنها تمثل للبعض "جسرا" للعبور إلى المستقبل. واضاف بأن هذه المعارض تفيد في التعرف على المؤسسات والشركات، لكنه يأمل زيادة فعاليتها بشكل أكبر. وأضاف الحوسني بأنَّ معارض التوظيف ربما تكون إحدى أهم السبل التي يمكن للخريج من خلالها اتخاذ أول خطوة على طريق الألف ميل، من خلال البحث عن الوظيفة التي يطمح إليها وتتلاءم مع مؤهلاته.

وقال محمود العبري إنَّ مَعَارض التوظيف تحمل جوانب إيجابية عدة، إذ تساعد الباحث عن عمل في التعرف على أسماء وعناوين المؤسسات المعنية بالتوظيف، وكذلك تلك التي تعتزم التوظيف أو لديها شواغر وظيفية. وأضاف العبري بأنَّ إتاحة الفرصة للباحث عن عمل لعرض ما يمتلكه من مؤهلات ومهارات أمام المؤسسة المعلنة علن الشواغر يخدم المؤسسة والمجتمع؛ إذ يعمل ذلك على تطوير مهارات التواصل لدى الخريجين ويقدم أيضا صورة عامة للمؤسسات عن واقع مخرجات المؤسسات التعليمية على تنوعها.

وأكد العبري أنَّ العديد من الخريجين والباحثين عن عمل استفادوا من معارض التوظيف من خلال التعرف على سوق العمل، والاقتراب من طبيعة عمل هذه المؤسسات.. لافتا إلى أنَّ كثرة المعارض والزيارات للباحث عن عمل تمكنه من اكتساب الخبرة الخاصة ببعض المشاريع التي تقدمها المؤسسة.

وتابع العبري قائلا إنَّ أحدَ الخريجين حصل على فرصة عمل في إحدى المؤسسات، والتي قدمت له كذلك برنامجا تدريبا قبل مباشرة عمله، وقدمت له دورات مجانية وبعثات خارج السلطنة، بهدف صقله وتطويره مهاراته.

معارض تسويقية

وقال خالد السهي إنَّ معارض التوظيف التي تقام بشكل مستمر لا تحمل أي صفة حقيقية من مسماها التنظيمي، حيث إنها للأسف اصبحت معارض تسويقية لا توظيفية، ففي الوقت الذي يذهب فيه الباحث عن عمل إلى المعرض لتقديم مؤهلاته ومهاراته، أملا في الحصول على وظيفة، حتى يُفاجأ بأنَّ الشركات العارضة لا تقدم وظائف حقيقية، وإنما تسوق لخدماتها ليس اكثر، وفي حالة تقديم وظائف تكون ذات شروط صعبة على حديثي التخرج.

وقال مُحمَّد الكيومي إنَّه شارك في الكثير من معرض من معارض التوظيف، لكنه للأسف لم يحصل على أي شاغر، مشيرا إلى أنَّ عدة أسباب تقف وراء عدم الحصول على فرصة عمل؛ منها: شح الوظائف المعروضة بالأساس في المعرض، علاوة على غياب الرقابة على المؤسسات المشاركة؛ للتعرف على نوعية الوظائف التي تطرحها ومتابعة مدى مصداقيتهم في رغبتهم بتعيين باحثين عن عمل. ويرى الكيومي أن معارض التوظيف ليست سوى مجرد "شو" إعلامي تشارك فيه الشركات والمؤسسات للتسويق والدعاية لنفسها. وأضاف: "عند دخولنا لمعارض التوظيف لا نجد إجابات واضحة وصريحة لأسئلتنا حول الشواغر المعروضة لدى المؤسسة أو الشركة، ويكتفي العارضون بإرشادنا للدخول على مواقع الشركة الإلكتروني والتسجيل من خلاله أو ترك السيرة الذاتية، بدعوى أنه سيتم التواصل لاحقا مع الباحث عن عمل.

وقالت سهى بنت حمود الوهيبية إنَّ معارض التوظيف أقرب ما تكون تسويقية أكثر منها توظيفية.. مشيرة الى أنَّ الهدف وراء إقامتها ليس سوى الترويج والدعاية للشركات العارضة. لافتة إلى أنَّ الكثيرَ من هذه المؤسسات المشاركة تضع شروطا صعبة للمتقدمين لشغل الشواغر؛ مما يُصيب الباحث عن عمل في هذه المعارض بالإحباط ظنا منه أنه غير مؤهل لشغل الوظائف.

تعليق عبر الفيس بوك