عمق الرباخ.. مزار لهواة مغامرة تسلق الجبال التي تحيط بالقرية من كل جانب

تزخر بالكثير من المواقع الأثرية

مسقط - راشد البلوشي

تُعدُّ قرية عمق الرباخ إحدى القرى الجبلية السياحية المميزة التابعة لولاية قريات، وتبعد عن مسقط 150 كيلومترًا، وتقع في الجهة الغربية لبحر عمان وتحيط بها الجبال من كل الجهات وتكثر بها الصخور العملاقة، ورغم ذلك تمكَّن أهلها من بناء منازلهم بالمواد الثابتة. والطريق إليها لا يخلو من الصعوبة؛ فهو ترابي وتكثر به الانحناءات. وتتميز عمق الرباخ بطابع جبلي حيث تقبع بين الجبال العالية، وتصل درجة الحرارة بها خلال الصيف إلى الثلاثينات بينما في فصل الشتاء تكون أقل من العشرين درجة. وتشتهر القرية بعسل النحل وأشجار الموز والنارنج واللزام وأشجار المانجو.

وهناك أماكن في القرية لهواة مغامرة تسلق الجبال والوصول إلى كهف مجلس الجن الواقع في قرية سلماه المؤدي إلى وادي النبز؛ حيث توجد محمية الغزلان، وتحظى إقبال محبي المغامرة على جبال القرية يعود بالنفع على أهالي القرية.. وتشتهر القرية بموقع أثري يحتوي على مجموعة من الفخاريات، ويأمل الأهالي أن تصل إليهم بعثة أثرية لبحث تاريخ ذلك الموقع تفصيلا. ويوجد بها عدد من الأسوار والأفلاج، إضافة إلى أبراج صغيرة، وكذلك الخزف والنقوش على الفخاريات التي قد تعود إلى عصر ما قبل الإسلام.

وبتجرية زيارة القرية، يُلاحظ الزائر أنَّ الوصول إليها بالسيارة بالغ الصعوبة نظرًا لوعورة طريقها، ويمكن للزائر التجول بين حللها الصغيرة والمنازل المتقاربة، وسكانها في غاية الألفة والمحبة والحرص على التكافل إذ يعينون بعضهم بعضًا، ويطمح أبناؤها إلى شق طريق معبد ليخفف عنهم عناء السفر يوميا لأداء واجباتهم الوظيفية والمدرسية والصحية والتواصل مع القرى الساحلية الأخرى.

وحين تدخل عمق في المساء تعيش في عالم من الهدوء. وعمق الرباخ قرية وسط خيمة جبلية لها فتحة للأفق، ولا تقترب أشعة الشمس من بيوتها إلا في ساعات الظهيرة وتغيب عنها في ساعات ما قبل المساء.وتعتمد على مياه الأمطار والعيون التي تخرج من وسط الجبال، وخدمات الكهرباء والمياه وشبكات الاتصال متوفرة، وإن كانت تنقطع في بعض الأحيان نظرا لارتفاع الجبال من حول المنازل.

تعليق عبر الفيس بوك