مسقط - الرؤية
احتفلت وزارة الزراعة والثروة السمكية أمس بتقديم كتاب "معادن الأسرار في معرفة الصيادين والبحارة العمانيين بأحوال البحار"، بقاعة بحر عمان بمبنى الوزارة بالخوير، وهو الكتاب الذي أصدرته الوزارة مؤخرًا.
ورعى تدشين الكتاب سعادة الدكتور حمد بن سعيد بن سليمان العوفي وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية للثروة السمكية رئيس لجنة الإشراف العام على الكتاب، وبحضور عدد من مسؤولي الوزارة. وخلال حفل التدشين، أوضح سعادة الدكتور وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية للثروة السمكية أن هذا الإصدار العلمي الجديد يأتي في إطار الاهتمام بتوثيق الإرث المعرفي في المجال البحري والفلكي والمعارف والخبرات التقليدية العمانية التي يستخدمها الصيادون والبحارة في عملهم. وأضاف أن الكتاب يتناول محور الأنواء المناخية في المحيط الهندي، والتي تكاثرت في الآونة الأخيرة، وتتأثر بها السلطنة، مشيراً إلى أنّ الكتاب يُعد ثمرة جهد باحثين ومختصين من وزارة الزراعة والثروة السمكية ومن الجمعية الفلكية العمانية بهدف تسجيل وتوثيق المعارف الشفهية بعد أن قلّ عدد أصحاب الخبرات في هذا المجال وهذا الكتاب إضافة علمية للمكتبة العمانية.
إلى ذلك، قام سعادة الدكتور وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية للثروة السمكية بالرد على تساؤلات واستفسارات الصحفيين ومراسلي وسائل الإعلام المحلية عن الكتاب وعن دراسة استخدام الصيادين والبحارة مطالع النجوم لتقصي أحوال الطقس فيما يعرف بـ"ضربات البحر"، والذي نفذته الوزارة والجمعية الفلكية العمانية ويعد الكتاب الي تم تقديمه يوم أمس إحدى المخرجات العلمية للمشروع.
ويأتي كتاب "معادن الأسرار في معرفة الصيادين والبحارة العمانيين بأحوال البحار"،- الذي صدر عن وزارة الزراعة والثروة السمكية- ضمن جهود الوزارة في توثيق الإرث المعرفي والخبرات التقليدية العمانية في المجال البحري بصفة عامة وفي قطاع الثروة السمكية بصفة خاصة. ويتناول الكتاب ذي الأهمية العلمية والثقافية والتراثية العديد من المحاور ذات العلاقة بالمعارف التقليدية في المجال البحري مثل: المناخ في السلطنة والمناخ والبحر وأحوال المناخ وضربات البحر وأسباب الضربات البحرية وتصنيف الحالات الجوية والأعاصير المدارية في المحيط الهندي والتأثيرات المصاحبة للإعصار وتركيبة الإعصار والنجوم المرتبطة بالضربات البحرية، وأهم الضربات البحرية واستعراض للضربات البحرية مثل: ضربة اللحيمر وضربة اللكيذب وضربة الكوي وضربة الشلي ورياح موسم الخريف، والأنواء المناخية التي مرت بها السلطنة مثل إعصار جونو في شهر يونيو عام 2007، وإعصار فيت في شهر يونيو عام 2010، والإرث المعرفي العماني في التنبؤ بالضربات.
ويستعرض الكتاب مطالع النجوم والاستدلال بها وزوالها والقبة السماوية وأساليب الملاحة السماوية، وتحديد اتجاه المراعي البحرية والذهاب إلى عمق البحر والرجوع إلى البر والحسبة وتعريفها وارتباط الحسبة بالبحر، وأنواع الحسبات؛ وحسبة الكوي وحسبة سهيل وحسبة السهلة وحسبة النيروز، ومواسم الصيد واختلافها في المحافظات وأنواع الأسماك والمناخ البحري وتنوعه في السلطنة وهجرة الأسماك والنجوم ودلالتها على مواسم الصيد، وأنواع الأسماك القاعية والأسماك السطحية والمهاجرة، وطرق الصيد المستخدمة محليا والمواد والأدوات المستخدمة في الصيد، وأنواع الشباك وسنن البحر وقوانين الصيد المتعارف عليها وجهود وزارة الزراعة والثروة السمكية في تنمية الثروة السمكية وإدارة وتطوير المصائد السمكية.
ويتطرق الكتاب إلى محور المراعي المرجانية أو المراعي الجبلية من الطبيعة الجغرافية البحرية لساحل السلطنة وانتشار المراعي في السلطنة والتأطير العلمي لهندسة الاستدلال على المراعي وأهمية بيئة المراعي لتكاثر الأسماك والمحافظة على نقاء المراعي والمراعي الاصطناعية وجداول المراعي ومواقعها وأماكن الصيد الوفير والتي تعرف محليا باسم "المراخي"، بالإضافة إلى الملاحة البحرية لدى العمانيين وأدوات الملاحة وأساليبها والاستدلال بالديرة والاستدلال بالنجوم والشمس والقمر والاستدلال بالساحل والجبال المتاخمة والمحافظة على المسلك في الأحوال غير الاعتيادية والرحلات البحرية إلى الخليج العربي والبصرة وإلى اليمن والهند وزنجبار والخبرات الملاحية وقصص الرحلات.
والكتاب مدعم في فصوله السبعة بالصور والرسومات التوضيحية والصور الضوئية للمخطوطات البحرية للعلماء العمانيين والخرائط والجداول المختلفة من بيانية واحصائية وصور للأقمار الصناعية وصور تعبيرية ومصغرات وخرائط ملاحية ومجسمات وأعمدة ومنحنيات بيانية واحصائية. ويضم الكتاب قائمة بأسماء النواخذة والبحارة والصيادين الحرفيين الذين ساهموا في توفير المادة التاريخية والعلمية والوثائق والمعلومات المكتوبة والشفهية للكتاب. وصدر الكتاب في طبعة فاخرة من الورق المصقول، في 174 صفحة وبغلاف عليه رسم لسفينة عمانية تقليدية وعدد من البحارة، تجسيدا للرحلات البحرية للسفن العمانية في البحار المحيطة بالسلطنة وتكونت لجنة للإشراف العام على الكتاب برئاسة سعادة الدكتور حمد بن سعيد بن سليمان العوفي وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية للثروة السمكية، وعضوية كل من سعادة السيد إبراهيم بن سعيد بن إبراهيم البوسعيدي محافظ البريمي والدكتور أحمد بن محمد بن حجي المزروعي مدير عام تنمية الموارد السمكية وناصر بن صالح بن سليم الغزالي مدير دائرة التنمية السمكية بولاية قريات والدكتور صالح بن سعيد بن حمد الشيذاني رئيس مجلس إدارة الجمعية الفلكية العمانية.
ويعد كتاب "معادن الأسرار في معرفة الصيادين والبحارة العمانيين بأحوال البحار" التوثيق العلمي لمشروع دراسة استخدام الصيادين والبحارة مطالع النجوم لتقصي أحوال الطقس (ضربات البحر)، وهو المشروع الذي تبنته وزارة الزراعة والثروة السمكية وقامت بتمويله والإشراف عليه من قبل فريق علمي من الوزارة والجمعية الفلكية العمانية، تنفيذا للاهتمام السامي بالتراث العماني. وتهدف الدراسة إلى توثيق الموروث الفلكي لدى الصيادين والبحارة قبل اندثاره وحفظه وتوفير تفاصيله المهمة للدارسين والباحثين ولمجتمع الصيادين والبحارة في الحاضر والمستقبل. وترتكز أهمية الدراسة العلمية في توثيق الموروث البحري والموروث الفلكي في زمن قل تناقل الأجيال لذلك الموروث. ويمثل الكتاب- الذي يعد توثيقا للإرث المعرفي والخبرات التقليدية وفي الملاحة البحرية ومهنة صيد الأسماك والرحلات البحرية- إضافة مهمة ونوعية للمكتبة العمانية في مجال الدراسات العلمية والتاريخية والتوثيقية في قطاع الثروة السمكية والمجال البحري ويساهم في إثراء الدراسات القادمة للباحثين ويشكل قاعدة علمية لهم في البحث العلمي بالقطاع السمكي والمجال البحري بصفة عامة ويقدم المعلومات العلمية والتاريخية للمهتمين والقراء في هذا المجال.