طلاب "التقنية العليا" يطلقون مشروع الفرن الشمسي بإشراف "البيت الصديق للبيئة" بالكلية

مسقط - هاجر البوصافيَّة

أطْلَق طلابُ الكلية التقنية العليا بمسقط، في الثامن عشر من نوفمبر، مشروعَ الفرن الشمسي، الذي يُعدُّ واحداً من أبرز المشاريع الداعمة للطاقة المتجددة والصديقة للبيئة؛ وذلك مواكبة للعرس الذي تشهده السلطنة واحتفالها بالعيد الوطني الخامس والأربعين المجيد، وفي ظل الاهتمام بالطاقة البديلة غير القابلة للنفاذ والدعم المستمر للمشاريع الطلابية في مجال الطاقة المتجددة الذي يحتضنه البيت الصديق للبيئة "العش الأخضر" بالكلية.

وتعرف الطالبة عائشة بنت حمدان المعمرية البيت الصديق للبيئة "العش الأخضر" بأنه بيت يعمل بالطاقة الشمسية النظيفة والمتجددة على مدار اليوم (24 ساعة)، ويتفاعل مع الطبيعة بشكل كبير جدًّا. وصُمِّم على مبدأ البيوت العمانية القديمة التي تراعي اتجاه الشمس والرياح الموسمية تم بنائه وإنشائه بمواد صديقة للبيئه مثل nadura wall system كعازل حراري لمنع انتقال الحرارة بنسبه كبيرة. بالإضافة إلى ألواح الجبس التي تقوم بامتصاص الغازات أو المكونات السامة فالهواء وتقوم بامتصاص الرطوبة، كما تعمل كمقاومة للحرائق كما وقد تم عمل جدار أخضر بالنباتات للجهة الغربية من البناء، إضافة للعديد من الخصائص المميزة الأخرى.

وأوْضَح البروفسور مثنى عبد المجيد جميل إبراهيم الجبوري الهدف من المشروع، بقوله إنه في الوقت الذي يشهد العالم التغيرات المناخية Global Warming Phenomena، وتأثيراتها السلبية على كوكبنا وأن أحد أسبابه الرئيسية هو انبعاث الغازات المسببة لذلك وأهمها غاز ثاني أوكسيد الكاربون CO2 كناتج عرضي لاحتراق الوقود الإحفوري؛ لذلك فمن الواجب الآن تخفيف ذلك بالاعتماد على الطاقات الصديقة للبيئة والتي هي أقل تأثيرا على البيئة ومن أمثالها الطاقة الشمسية، الرياح، ثم الأمواج البحرية ومشروعنا اليوم يعزز ذلك حيث نستخدم الفرن الشمسي للبيوت الصديقة Solar Oven or Solar Cooker وفيه يتم تخزين الطاقة الشمسية من خلال توجيه الأشعة الشمسية إلى داخل فرن معزول جيدا لحفظ الطاقة الحرارية، ثم استخدامها في عملية الطبخ اليومي.

وقال الطالب صافي بن خليفة البوصافي إنَّ المشروع عبارة عن فرن شمسي يحول الطاقة الشمسية المستخلصة من أشعة الشمس إلى حرارة وذلك عن طريق امتصاصها وحبسها داخل الفرن. ومن أهم مميزات هذا المشروع أنه لا تنتج عنه أي انبعاثات ضارة بالبيئة مثل غاز ثاني أكسيد الكربون، وأيضا يقلل من فرص الإصابة بالحرائق الناتجة عن تسريب غاز الطبخ، حيث أنه لا يستخدم أي نوع من الوقود للطهي فالفرن يعتمد اعتماداً كلياً على أشعة الشمس.

وأضاف الطالب فيصل بن سيف السلامي: استخدمنا الزجاج الكريستالي النقي ذا الشفافية العالية ليسمح بدخول الأشعة بشكل أكبر لداخل الفرن، إضافة للمرايا العاكسة لتركيز الأشعة. وأكدت المهندسة منى الفارسية أن المعرفة أساس كل شيء، ويجب تشجيع الطلاب على تجربة النظريات العلمية بالتطبيق العملي لها لنتمكن من ربطها بالبيئة العمانية ليتسنى تعديلها بما يتماشى مع إمكانيتنا ومفاهيمنا. وبالنسبة للفرن الشمسي قام الطلاب بتطوير الفكرة لعمل نموذج جديد لطهي أصناف أخرى من الأطعمة ولمده أقصر.

وأشار الطالب عبدالرحمن بن جمعة الحارثي إلى أنَّ لكل منتج فعَّال في وقتنا الحالي سلسة من التجارب والعمليات والبحوث وليس هناك نموذج كامل وخالٍ من الأخطاء، وبهذا فعلينا أن نكمل مسيرة التطوير. وفي الحقيقة لدينا بحث آخر في تصنيع طباخة أخرى بتقنية التركيز الشمسي للطبخ السريع للشاي والقهوة على سبيل المثال وبهذا سننتج طباختين بطرق عمل مختلفة.

وقال الطالب سالم بن محمد الدرمكي إنه بعد الانتهاء ونجاح عمل النموذج الأولى ولله الحمد علينا في البداية وضع النقاط على الحروف، وستكون هذه النقاط عبارة عن تعديلات في الشكل والأداء وزيادة كفاءة المشروع.

وأضاف الطالب صافي بن خليفة البوصافي أن من أبرز التحديات أننا حديثو العهد في هذا المجال ولكن حب التعلم والإبحار في هذه المغامرات الجديدة طغى على هذه العقبة ولله الحمد. إضافة إلى عدم توفر بعض المواد في السلطنة واضطرارنا للسفر لجلب هذه المواد واستيرادها من الخارج.

واختتم الطالب صدام بن سالم الشامسي بقوله إنه بسبب البحوث والتجارب كانت تكلفة المشروع كبيرة بعض الشيء، لكن تكلفة المشروع الفعلية في مرحلة التصنيع ستكون أقل فمن المتوقع أن تصل كلفة التصنيع التجاري لـ50 ريالاً فقط.

تعليق عبر الفيس بوك