"الآسيان" والتوازن الاقتصادي العالمي المطلوب

تزايد مؤشرات التباطؤ الاقتصادي العالمي وخاصة على صعيد الدول المؤثرة اقتصاديا، ينبئ بأن ثمة أزمة اقتصادية تلوح في الأفق، وقد تكون لها نتائج وخيمة على الاقتصاد العالمي ككل.

ويحتم هذا الواقع على الدول العمل بصورة منفردة أو جماعية لتجاوز آثاره الكارثية على اقتصاداتها ..

ومن المبادرات المهمة على هذا الإطار ما أعلنت عنه أمس رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان" حول، إنشاء مجموعة رسمية؛ تهدف إلى زيادة حرية حركة التجارة ورأس المال في هذه المنطقة من العالم التي يزيد سكانها على الستمائة مليون نسمة ويتجاوز إجمالي ناتجها الاقتصادي المشترك 2.6 تريليون دولار. ومن شأن هذه المجموعة تقوية أدوار رابطة الآسيان الاقتصادية وتفعيلها بما يخدم مصالح دولها، حيث إنّ إعلان إنشاء المجموعة الذي جرى توقيعه أمس في كوالالمبور بماليزيا، يمهد لتحويل المنطقة إلى منطقة للتكامل الاقتصادي لجهة تنسيق الاستراتيجيات الاقتصادية واعتراف كل دولة بالمؤهلات المتميزة للدولة الأخرى والتشاور بشكل أوثق بشأن سياسات الاقتصاد الكلي والسياسات المالية، إضافة إلى الاتفاق على

تحسين ربط البنية الأساسية للنقل والاتصالات وتسهيل المعاملات الإلكترونية وتحقيق التكامل الصناعي على مستوى المنطقة وتطوير مشاركة القطاع الخاص في الاقتصاد، علاوة على تسهيل العمل على أصحاب ثماني تخصصات في دول المنطقة .

وإذا أضفنا إلى هذا اعتزام هذه الدول التحرك في اتجاه التخلص من الحواجز الجمركية بينها وإزالة العوائق التي تعرقل النمو والاستثمار، فإنها تكون قد أصبحت مؤهلة لتشكيل حلف اقتصادي فاعل ومؤثر في الساحة الدولية، الأمر الذي يدفع إلى الساحة الاقتصادية العالمية لاعبا جديدا يمكن أن يُسهم في تحقيق التوازن المطلوب الذي يجنب العالم الهزات العنيفة التي يمكن أن تسلمه إلى التباطؤ الاقتصادي والركود.

تعليق عبر الفيس بوك