مكتبة عامة للكبار والأطفال ومنفذ لبيع الكتب ونادٍ علمي بالمركز الثقافي في نزوى

نزوى- العمانية

يعد المركز الثقافي بولاية نزوى بمحافظة الداخلية الذي افتتح مؤخرًا أحد أبرز المشاريع التنموية الثقافية بالسلطنة، التي أنجزت خلال العام الجاري، وتزامن إنشاؤه مع الاحتفال بنزوى عاصمة للثقافة الإسلامية، واحتفالات السلطنة بالعيد الوطني الخامس والأربعين المجيد. ويعد المركز بداية لمجموعة من المشاريع الثقافية التي تشيدها وزارة التراث والثقافة خلال المرحلة المقبلة، وتتواصل المشاريع بإنشاء مراكز ثقافية في ولايات خصب وصحار والبريمي، بحسب تصريحات صاحب السمو السيد هيثم بن طارق وزير التراث والثقافة، حيث أكد في تصريحه أنّ الوزارة ستمضي قدما في إنشاء المراكز الثقافية.

ويقع المركز الثقافي بنزوى في "حي التراث" بين قرية فرق ونيابة بركة الموز، وتطل عليه قمم الجبل الأخضر بسفوحه المتدرجة، وروعي في تصميمه أن يكون متناسقا مع المعمار الأثري لمدينة نزوى التاريخية، حيث يمتاز بالتدرج في البناء، إذ أنّ أسطحه لا تقع على مستوى واحد، كما هو الحال في المنازل الأثرية بالحارات القديمة.

ويضم المركز مسرحًا ضخمًا مجهزًا بأحدث التجهيزات السمعيّة والبصرية، في الصوت والإضاءة والمقاعد والديكور، ويتسع إلى ما يقرب من 400 متفرج، يستفاد منه في إقامة الفعاليات الفنيّة والثقافية، وبه مقصورة علويّة تطل على القاعة الرئيسية للمسرح، طوله 12 مترًا وعرضه 12 مترًا أيضًا، وتمّ بناؤه على أحدث المواصفات الفنيّة، أمّا معداته فقد تم استجلابها من إسبانيا.

وأقيم حفل افتتاح المركز في قاعة المسرح، في الثالث من نوفمبر الجاري. ويشهد خلال ديسمبر المقبل تقديم عروض مهرجان المسرح العماني السادس، وهي أول فعالية يفتتح بها تشغيل مسرح المركز بعد فعالية التدشين.

وحول ما يتضمّنه المركز من مرافق، قال المهندس عاصم بن محمد السعدي مدير عام الشؤون الإدارية والمالية بوزارة التراث والثقافة المشرف على مشروع إنّ بناء المركز يضم مكتبة عامة للكبار ، وأخذ تصميمها من النسق العام للمركز، وتضم عدداً من الموسوعات العلمية والأدبية المختلفة، إلى جانب مطبوعات الوزارة، وتتضمن ما يقرب من 20 ألف كتاب. وتوجد بالمركز مكتبة خاصة للأطفال، صممت ليستفيد منها طلاب المدارس، إضافة إلى منفذ خاص لبيع الكتب، تمّ إنشاؤه عند المدخل الرئيسي للمركز، لمن يريد أن يشتري الكتب المختلفة، وهو امتداد للمنافذ التي تعمل وزارة التراث والثقافة على إيجادها في كل محافظة، لبيع الكتب الصادرة عنها.

وقال السعدي إنّ مبنى المركز يضم ناديًا علميًا، به مجموعة من التقسيمات، من بينها مختبرات للكيمياء والفيزياء، والتصوير والإخراج، ومرافق لممارسة الأعمال الفنية، كالنحت والرسم. ويحوي المركز كذلك مخزنًا للآثار وقاعة متعددة الأغراض، ومسرحًا خارجيًا يقع في جهة الشمال من المركز، ويتّسع المسرح لأكثر من 120 متفرجًا، وهو مفتوح على الفضاء.

وقالت يسرا بنت خلف الصبحية مهندسة المركز إنّ البساطة في تصميم المركز هي أكثر ما تمت مراعاته وأخذه بعين الاعتبار، كما تمّ وضع المرافق بانسيابية تخدم الزائر، حيث تتجاور مكتبة الكبار بجانب مكتبة الأطفال، مثلما تتجاور بعض المرافق الأخرى، لتشكل وحدة فنية واحدة، وفي الوسط يقع المسرح، بإطلالته المهيبة وعلو ارتفاعه، ليكسب المركز شكلا جماليًا رفيعًا.

وقالت الصبحية: أضفيت للمركز من الداخل مساحات جمالية من التشجير والإضاءة، بحيث تدخل أشعة الشمس في مختلف المرافق، وترسم الظلال المنكسرة عن الأعمدة جمالا لونيا يتفاعل مع اللون الأبيض للجدران، وتوجد بالمركز مساحات خضراء مزروعة بالنخيل والأشجار والحشائش، تضفي على المركز جمالا أخّاذا من الداخل والخارج، لتتحول إلى ما يشبه الحدائق والاستراحات. الجدير بالذكر أنّ المركز الثقافي بنزوى يقع في مساحة إجمالية تبلغ قرابة عشرة آلاف متر مربع.

تعليق عبر الفيس بوك