ورشة وطنية لتدريب العاملين الصحيين على معالجة حالات إساءة معاملة الأطفال

مسقط - الرؤية

نظمت وزارة الصحة ممثلة بدائرة صحة المرأة والطفل وبالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) دورة تدريبية مؤخرا بفندق سيتي سيزن لأربعة أيام، بهدف تعزيز الكفاءة المحلية لمقدمي الرعاية الصحية في التعامل مع حالات الإساءة.

وتعد إساءة معاملة الأطفال من المشكلات العالمية التي تؤدي إلى عواقب وخيمة ويعتبر التصدي لها مسؤولية مشتركة بين عده جهات. يتحمّل القطاع الصحي فيها دور محوري في وقاية وحماية الأطفال من الإساءة تتلخص في مسؤولية الكشف المبكر والتبليغ عن الحالات وتقديم الخدمات العلاجية والتأهيلية والوقائية الضرورية للطفل وأسرته.

ويأتي عقد الحلقة التدريبية تنفيذا لأهداف الخطة الخمسية الثامنة (2011-2015) لوزارة الصحة لتحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة للأطفال مع التركيز على الأطفال ضحايا الإساءة، وتأكيدا لما نص عليه قانون الطفل العُماني الصادر بالمرسوم السلطاني رقم (22/2014) في مايو 2014 حيث تنص المادة (63): أن على الأطباء والمعلمين وغيرهم من الأشخاص الذين يصل إلى علمهم بحكم مهنهم أو وظائفهم أو أعمالهم معلومات بشأن عنف أو استغلال أو إساءة لأي طفل أو انتهاك لأي حق من حقوقه المنصوص عليها في هذا القانون إبلاغ لجان حماية الطفل.

ولتنفيذ الهدف، تمّ خلال الدورة تدريب وتأهيل نخبة من العاملين الصحيين من جميع المحافظات والبالغ عددهم 27 طبيبا وطبيبة وبمشاركة ثلاثة أخصائيين اجتماعيين من وزارة التنمية الإجتماعية، حيث يتم بعدها تقييم واختيار مدربين وطنيين وأساسيين في مجال التعامل مع حالات إساءة معاملة الأطفال، ومن ثمّ سيقوم هؤلاء المدربين المؤهلين بتنفيذ دورات تدريبية مماثلة كل حسب محافظته ليتم تقديم الخدمة في جميع أنحاء السلطنة.

واستهل اليوم الأول بكلمة للدكتور سعيد اللمكي مدير عام المديرية العامة للرعاية الصحية الأولية، ألقى فيها الضوء على أهميّة وجود آلية واضحة للتعامل مع حالات الإساءة وتكاتف جهود القطاعات الأخرى لما لها من عواقب وخيمة، وأكد على المشاركين ضرورة الاستفادة القصوى من التدريب لما لهم من دور مهم في تقديم الخدمات الوقائية والعلاجية والتأهيلية للأطفال ضحايا الإساءة. تلى ذلك كلمة مسجلة لسعادة أسامة مكاوي ممثل منظمة اليونيسيف في السلطنة، أكد فيها على أهميّة هذا الموضوع تماشيًا مع قانون الطفل وتطبيقا لبنوده بعدها قدمت الدكتورة فاطمة الهنائية، مديرة دائرة صحة المرأة والطفل عرض مرئي عن دور وزارة الصحة في التعامل مع حالات الإساءة والدور المهم للعاملين الصحيين في هذا المجال وأهم أهداف ورشة العمل والنتائج المتوقعة وخطط العمل المستقبلية.

وشارك الخبير الدكتورستيفن. ج. اتوود )دكتور في الطب، زميل الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال) بتدريب مجموعة من الطبيبات ممن لهن خبرة في مجال التعامل مع حالات إساءة معاملة الأطفال من مستشفى جامعة السلطان قابوس، المستشفى السلطاني، ووزارة الصحة.

وتتخلل الورشة التدريبية العديد من المحاور المتعلقة بسوء معاملة الأطفال مثل كيفية التعرف على حالات الإساءة والعوامل المساعدة لحدوث الإساءة لكل فئة عمرية، أنواع الإساءة المختلفة وآلية تشخيصها، الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، طريقة الإبلاغ عن الحالات، التشخيص وتقديم الخدمات العلاجية. ومن أهم المحاور التي تطرق لها الخبير سبل الوقاية الأولية والثانوية من الإساءة وكذلك الخدمات التأهيلية للأطفال ضحايا الإساءة.

وبالإضافة إلى الجانب النظري تم تقسيم المشاركين إلى مجموعات عمل والتطرق لنقاشات مختلفة لتعزيز القدرات التدريبية للمشاركين وتأهيلهم لأخذ هذا الدور القيادي التدريبي في هذا المجال. وستتخلل المحاضرات العديد من الأنشطة التدريبية بغرض توصيل المعلومات بطريقة تتناسب مع مستوى المشاركين مستخدمين تقنيات تعليم الكبار القائمة على المشاركة وليس فقط استقبال المعلومات.

ويذكر أنّ منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) توفر الدعم المستمر لوزارة الصحة لتعزيز خدمات صحة الطفل في جميع المجالات من خلال تنفيذ الخطط السنوية المشتركة بين وزارة الصحة والجهات الأخرى والتي تتضمن نشاطات مختلفة مثل إقامة الحلقات والدورات التدريبية واستدعاء الخبراء الدوليين للتدريب والتقييم وتقديم الدعم اللوجستي.

تعليق عبر الفيس بوك