"الصناعات الحرفية".. إسهامات ريادية للنهوض بالقطاع عبر مبادرات متعددة لاستقطاب الشباب والترويج للمنتج الوطني

الهيئة حريصة على تنفيذ التوجيهات السامية لتأهيل الحرفيين في شتى المجالات

◄ مسابقة السلطان قابوس للإجادة الحرفية تعكس الاهتمام السامي بالمحافظة على الموروث العُماني

◄ تطور ملحوظ في إرساء دعائم الإنماء والتطوير الحرفي عبر برامج متكاملة

◄ نمو أعداد الحرفيين 17.76% في العام 2015

تُواصل الهيئة العامة للصناعات الحرفية تنفيذَ عددٍ من المشاريع والمبادرات التأهيلية والتدريبية والإنتاجية في محافظات السلطنة؛ إذ تحرص من خلال مبادراتها وإنجازاتها وأعمالها الريادية والنوعية على نقل التطور الذي يشهده العالم إلى ميادين العمل الحرفي؛ بهدف الدفع بعجلة التنمية من خلال الارتكاز على فلسفة الأداء التكاملي؛ وذلك تجسيداً للتوجيهات السامية النيِّرة لعاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- التي تفضَّل وأسدى بها لإنشاء الهيئة العامة للصناعات الحرفية؛ وذلك بموجب المرسوم السلطاني رقم (24/2003)، والذي صدر في 3 من مارس 2003.

وبالتزامن مع احتفالات البلاد بالعيد الوطني الخامس والأربعين المجيد، يمكن القول بأنَّ القطاع الحرفي العُماني استطاع تحقيق العديد من المكتسبات والمنجزات المتمثلة في إنشاء عدد من المشاريع الحرفية وتنفيذ برامج لرعاية ودعم الحرفيين بمختلف ولايات السلطنة، إلى جانب البدء في تنفيذ مبادرات تطويرية لبرامج التدريب والإنتاج الحرفي، وتدشين منافذ تسويقية حرفية مساندة، وتهيئة مواقع بيئات الحرف لاستقطاب ممارسي الحرف بتقنيات مبتكرة الى جانب تكثيف قنوات للتعاون الدولي المشترك مع عدد من الهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية، إضافة إلى تبنِّي مبادرات خلاقة للنهوض بالقطاع الحرفي، ورفع كفاءة الوضع الاقتصادي والاجتماعي للحرفيين.

مسقط - الرُّؤية

وامتداداً لإستراتيجية الهيئة نحو الارتقاء بالصناعات الحرفية، تم خلال العام 2015م تنفيذُ عدد من المبادرات، بناءً على مجموعة من المؤشرات التنموية، وتسعى الهيئة إلى تنمية وتمكين الجوانب الفاعلة للصناعات الحرفية النفعية منها أو الجمالية؛ بهدف رسم صورة متكاملة للقطاع الحرفي العُماني تأخذ بعين الاعتبار نتائج ومؤشرات جهود التنمية المستدامة، كما يُؤمل أن تتجسَّد على أرض الواقع من خلال تنفيذ عدد من المشاريع والمبادرات الحرفية على مستوى السلطنة.

ارتكازات شاملة

وتعزِّز الخطة الرئيسية للهيئة للعام 2015 فاعلية أهدافها وتحقُقها عبر ارتكازات شاملة ومتكاملة؛ بدءاً من محور الحرفي الصانع، متناولةً السمات المرجو توفرها به سواء في ما يختص بصقل المهارات أو تعزيز المواهب الابتكارية والإبداعية من أجل النهوض بالقطاع الحرفي، كما تحدِّد الخطة مهام إسنادية داعمة للهيئة من أجل قيامها بدور محوري في ترسيخ الثقافة المؤسسية للمشاريع الحرفية بما ينمي المسؤولية الاجتماعية للقطاع الحرفي بصور مبتكرة، علاوة على تجويد الإنتاج وتطويره بما يتلاءم مع معطيات الحداثة وروح العصر دونما التفريط في الهوية الوطنية للموروثات الحرفية، وتتناول الخطة مستقبل القطاع الحرفي من منظور تسويقي وإنتاجي؛ سواءً ما يتعلق بعناصر البنية الأساسية للقطاع الحرفي عبر تدشين منشآت حرفية متعددة الاستخدامات كمركز النخلة بالرستاق...وغيرها من المراكز الأخرى، والتي ستوفر بيئة مشيّدة ومدعمة بأحدث الإمكانيات المتاحة.

وترتكزُ الخطة بشكل مرحلي على تنفيذ مبادرات متكاملة ومعززة لتكافؤ الفرص في ريادة المشاريع، إضافة إلى تقديم الدعم المدروس للحرفيين بما يتناسب مع طبيعة الحرفة ويتفق مع متطلبات السوق، فيما تتلخص الأهداف الرئيسية للخطة في خلق ثقافة فاعلة للاستقرار الاجتماعي وبناء القدرات والإجادة، إلى جانب توجيه الاهتمام نحو الاحتياجات المجتمعية الأساسية والفعلية، مع الاستمرار في إجراء وتنفيذ برامج مثرية متعددة المجالات، إضافة إلى تشجيع الابتكار. وفي السياق ذاته، تحرصُ الهيئة على تقييم ومراقبة مؤشرات الجودة في جميع منشآتها التدريبية والتأهيلية من خلال متابعة الخطط والبرامج المتعلقة بضمان جودة الإنتاج والتسويق، كما تمَّ استحداث نظام متطوِّر في مجال اعتماد المشاريع والمؤسسات الحرفية يتضمن تدقيق الزيارات الميدانية لعمليات استصدار التراخيص الحرفية للحرفيين والمشاريع الحرفية.

مسابقة الإجادة الحرفية

وشهد العام 2015، فتح باب التسجيل في مسابقة جائزة السلطان قابوس للإجادة الحرفية في دورتها الرابعة، وبالتزامن مع احتفالات البلاد بالعيد الوطني الخامس والأربعين المجيد، تحتفي الهيئة بالمجيدين من أبنائها الحرفيين في احتفال تقديراً لمنتجاتهم ومشاريعهم الحرفية المشاركة ضمن منافسات مسابقة السلطان قابوس للإجادة الحرفية لعام 2015 في دورتها الرابعة، وتجسِّد المسابقة -عبر مسيرتها المضيئة- مدى الحرص والعناية السامية من لدن عاهل البلاد المفدى مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد -حفظه الله ورعاه- وتوجيهات جلالته السديدة بالمحافظة على الموروث الحرفي ومهن وحرف الآباء والأجداد والعمل على إعلائها وترسيخها على المستوى المحلي الإقليمي والعالمي من أجل إيجاد وجدان إنساني مشترك وجامع للأمم والحضارات، وقد أثرتْ المسابقة في مختلف دوراتها المتعاقبة الواقع الحرفي بشواهد ونماذج رائدة ومجددة للهوية، كما تؤكد المسابقة الهدف الأسمى للهيئة في إيجاد قطاع مساهم وفاعل في التنمية الشاملة بمؤشرات جدًّا عالية من الإنتاجية والربحية.

وتأتي الهيئة في صدارة المؤسسات الحكومية السبّاقة في تلبية كافة احتياجات الحرفي عبر الاعتماد على نظرة تعالج المتطلبات المستقبلية للقطاع الحرفي، وفي هذا المجال تقوم الجهات المعنية بالهيئة بتزويد الهيئة بمؤشرات وقراءات واقعية، وبصفة مستمرة ومتصلة بجميع المتغيرات الحرفية مع إتاحة فرص الشراكة الفاعلة للحرفيين وتوظيف الخبرات الوطنية المجيدة في إدارة المنشآت الحرفية ونقل المعارف الحرفية، وهي تجربة ناجحة أتت ثمارها؛ حيث تمَّ فعليًّا تطوير المركز الحرفي بولاية وادي بني خالد، وأصبح تجمعا حرفيا يعول عليه دمج العديد من الموروثات الحرفية وتجسيرها ضمن نسق موحد وتحت اشراف خبرات وطاقات وطنية مؤهلة ومدربة، إلى جانب دور التجمع الحرفي في إثراء الواجهة السياحية للولاية، كما تسعى الهيئة إلى تعميم تجربة التجمعات الحرفية في عدد من الولايات لضمان تلبية سياسة التأمين الذاتي للخدمات الآنية والمستقبلية للقطاع الحرفي مع الحرص على تيسير وتبسيط الإجراءات؛ من خلال تقديم خدمات مترابطة وذكية تعكس جودة الأداء المؤسسي، كما دشنت الهيئة قنوات موحدة للتواصل الاجتماعي عبر إنشاء صفحات تفاعلية متناسقة وتتلاءم مع كافة الفئات العمرية.

مبادرات مجيدة

وشَهِد هذا العام تدشين عدد من المبادرات الهادفة إلى تعزيز الكفاءة الإنتاجية للقطاع الحرفي، إضافة إتطوير المشاريع والمؤسسات الحرفية، واشتملت المبادرات الحرفية على تقديم دعم متكامل للحرفيين المقيدين ضمن السجل الحرفي بالهيئة، ويتنوَّع الدعم المخصص لكل حرفي بتنوع المجال الحرفي؛ حيث تضمن على دعم نقدي، إضافة إلى دعم تمويني تمثل في توفير الالات ومعدات وأدوات حديثة لخطوط الإنتاج الحرفي المطور. كما تم تدشين مبادرة الحقيبة الحرفية لعدد 290 حرفيا وحرفية؛ وهي من المبادرات الحرفية التي تنفذ لأول مرة من أجل تزويد الحرفيين بأحدث الأدوات المطورة للعمل والأداء الحرفي، بهدف تجويد الإنتاج، وتحتوي على مجموعة من الأدوات والمعدات التدريبية والإنتاجية المطورة للعمل الحرفي، وتختلف الحقائب الحرفية باختلاف كل حرفة، وقد تمَّ مراعاة التنوع في خصائص الإنتاج الحرفي وما تستلزمه كل حرفة من أدوات ومعدات.

وترتكَّز مبادرات الهيئة للعام 2015 -في مجملها- على المسؤولية الاجتماعية للحقوق والواجبات الحرفية، وصولا إلى العطاء العادل في الإنتاج والربح، بما يضمن الاهتمام بدعم ورعاية الحرفيين، ويُسهم في مواكبتهم لكل ما هو مثرٍ، عبر الاستفادة من البرامج الداعمة في المجالات التدريبية أو اللوجستية؛ مما يُرسِّخ قيم الالتزامات لدى الشباب حول طبيعة المرحلة الراهنة وما تتطلبه من دافعية نحو العمل. وفي هذا الاطار، يتم رعاية ودعم شرائح متنوعة من الحرفيين في مختلف ولايات السلطنة، إلى جانب تدشين منافذ تسويقية جديدة، والتي بدورها ستعيد الرؤية الحالية للقطاع الحرفي بحيث سيغدو قطاع متكامل ومساهم في الدخل الوطني بصورة أكثر تنوع وشمولية.

الإنماء الحرفي

ويَشْهد القطاع الحرفي تطوراً ملحوظاً في إرساء دعائم الإنماء والتطوير الحرفي؛ من خلال: طرح برامج متكاملة ومبادرات حرفية شاملة لدعم ورعاية الحرفيين، إضافة إلى حماية وتطوير الموروثات الحرفية وضمان الاستفادة من معطيات العصر الحديثة في بناء قطاع تنموي داعم لإستمرارية الحرف والمهن التقليدية والحفاظ عليها من خلال تامين استقطاب الطاقات الحرفية المحلية.

وتعد المراكز الحرفية الموزعة في مختلف ولايات السلطنة إحدى أهم الترجمات الواقعية لما تحقق من مشاريع ريادية تُعنى بتهيئة هذا القطاع المثري، والذي استمدَّ تطوره عبر برامج مخصصة للتأهيل والتدريب والإنتاج الحرفي والتي يتم تنفيذها وفق مناهج منتقاة تتناسب مع طبيعة واحتياجات الاسواق المحلية والعالمية، وتسعى الهيئة إلى ترجمة ثقافة التطوير والابتكار لدى الحرفيين بمنظور شامل، من خلال تنفيذ مبادرات هادفة تربط بين الخبرات العملية والسوق المحلية بهدف إكساب الحرفيين مهارات ومواهب إبتكارية تواكب حداثة العصر في إنتاج مختلف الصناعات الحرفية المطورة والتي لا تأتي في واقع الامر بالاعتماد على الحرفي في تامين خبراته ومهاراته فقط، وإنما بتطوير برامج التأهيل إلى جانب تحديث آليات التسويق والترويج للمنتجات الحرفية المطورة والتي تعد الركيزة الاساسية في إستراتيجية الهيئة نحو النهوض بالقطاع الحرفي العُماني وتعزيز العمل والأداء الحرفي وتولي الهيئة عناية ورعاية متزايدة لكل ما من شأنه الأخذ بتعزيز الأداء من أجل تحقيق الرفاه الاجتماعي والاقتصادي للحرفي العُماني، كما يتم العمل على توجيه الاهتمام بالترويج للحرف العُمانية المطورة.

وموازاة للجهود المبذولة حالياً، يتم رعاية الحرفيين بصور متعددة من خلال تقديم الدعم المادي أو بتوفير الآلات والأدوات الحديثة مع السعي نحو إنشاء منظمة حرفية وطنية متكاملة الأبعاد؛ سواء على الصعيد الإنتاجي أو القدرة الاكتفائية للطاقة اللوجستية المتعلقة بالحرف، وفي هذا المجال فقد أوضحت المؤشرات الاحصائية للهيئة ارتفاع عدد الحرفيين المستفيدين من برامج الدعم والرعاية الحرفية بشكل دوري على مدار العام، ويعد الحرفي العُماني هو المستفيد الاساسي المعول عليه في الإبداع والابتكار من خلال تنفيذ حزمة من البرامج التأهيلية الى جانب إرساء منظومة مبادرات الرعاية والدعم، كما يتم الحرص على مُواءمة الزيادة في عدد الحرفيين المنتسبين للقطاع الحرفي مع الاخذ بالاعتبار بالدرجات المتفاوتة لمهارات كل حرفي حسب قدراته وطاقاته الى جانب إمكانية فرص تأسيسه لمشروعه المؤسسي الصغير أو المتوسط حيث تحرص الهيئة على إيجاد بيئة حرفية ذات أسس راسخة في التنافسية الحرفية إلى جانب الارتقاء بأساليب ومنهجيات التصميم والإنتاج، وتتمثل قيمة الشراكة المثرية بين القطاعين العام والخاص في تضافر الجهود والذي بدوره يعزز من المسؤولية الوطنية لجميع المؤسسات إلى جانب الاستفادة من عمليات جذب الاستثمارات للقطاع الحرفي.

التدريب والتأهيل الحرفي

وتعملُ الهيئة على دعم قطاع الصناعات الحرفية من خلال إرفاده بقدرات وطاقات حرفية وطنية قادرة على خلق منتج حرفي محلي ومطور، إلى جانب تحديث الموروثات الحرفية ورفع مستوى جودة المنتج الحرفي العُماني. وفي هذا الإطار، نفَّذت الهيئة مجموعة متكاملة من البرامج التدريبية على المستوى الزمني المتوسط والذي يمد على مدى سنتين، إلى جانب تنفيذ برامج اخرى تختص بالتأهيل القصير المدى وتختلف فتراتها الزمنية بحسب اساسيات الحرفة، وتكمن أهمية المشاريع التدريبية والتأهيلية الجاري تنفيذها حالياً في ارتباطها بخطط إنتاجية مباشرة للحرفيين بهدف الاستفادة من مخرجات الإنتاج وتوظيفها ضمن إستراتيجية الاستثمار والترويج الحرفي مع الإعتماد على خطة مستقبلية متعلقة بتطوير الحرف على منهجية الابتكار.

ويشهد القطاع الحرفي العُماني تناميا ملحوظا في أعداد الحرفيين العُمانيين المسجلين ضمن قاعدة بيانات السجل الحرفي الخاصة بالهيئة بشكل دوري، وفيما يتعلق بالتسهيلات الممنوحة من الهيئة للحرفيين تحرص الهيئة على تمكين كافة الراغبين للانضمام للقطاع الحرفي من خلال طرح البرامج الأولية للتأهيل الحرفي والتي يستدرك فيها الحرفي برامج متقدمة من التدريب والإنتاج الحرفي بحسب مهارته، كما تحرص الهيئة على إستيفاء جاهزية جميع مسببات استقطاب الطاقات العُمانية ذات المواهب الإبداعية والإبتكارية إلى جانب إتاحة الفرص الملائمة للحرفيين من اجل الالتحاق بمجالات تصميم وإنتاج الحرف المطورة إضافة إلى مبادرات الدعم والرعاية الحرفية، وفي المقابل تعمل الهيئة على تبسيط إجراءات عملية تسجيل الحرفيين بمختلف الولايات والتي اصبحت الان لا تتطلب حضورهم الى مبنى ديوان عام الهيئة وذلك برقمنة عمليات التسجيل بحيث تصبح إلكترونية وذلك بهدف رفد القطاع الحرفي بطاقات وكوادر مؤهلة مدربة حيث يتم تصميم برامج تأهيلية وتدريبية سواء للمنتسبين لمراكز التدريب والإنتاج الحرفي أو للحرفيين في مختلف ولايات السلطنة ليشكلوا نواة انتاجية تقوم بتطوير المنتجات الحرفية بما يتناسب مع الحداثة ووفق ضوابط الاصالة والهوية للموروث الحرفي العُماني.

مشاريع حرفية

وترتكز أهداف تأسيس مشاريع البنية الأساسية للقطاع الحرفي على توفير بيئة محفزة للازدهار والتوسع في الانتاجية، كما أن المشاريع الحرفية هي في الواقع محصلة رؤية وعمل على مدى السنوات الماضية والذي بطبيعة الحال لابد أن يتطور ويتسق مع رؤية التنمية المستدامة، وتشكل المشاريع القائمة منها أو التي سترى النور قريب، ارتكازاً محورياً ومسانداً لرفع حجم نمو الانتاج المحلي من الحرف، ومثلما تأتي ضرورة النهوض بالقطاع من خلال غرس ثقافة الابتكار لدى الجيل الناشىء من الحرفيين باعتبارهم المحرك الاساسي لإنتاجية التطوير والريادة.

وتمثل بيوت الحرفي العُماني أنموذج قياسي يُعبر ويمثل المشاريع الحرفية المجيدة فالبيت الحرفي عبارة عن استثمار مجتمعي بين الهيئة والحرفيين في الولايات، وهو ما يمثل الترجمة الصادقة لقدرة الحرفيين على الاستمرارية والاستقرار في الانتاج والربح، وقد عززت الهيئة الخريطة الترويجية والاستثمارية للصناعات الحرفية بافتتاح بيوت حرفية أخرى كما سيتم تدشين عدد من المنافذ والأركان التسويقية والتي تمثل منصات تساهم في التعريف بالمنتج الحرفي المحلي وقد استطاعت الهيئة أن تحقق نمو في حجم مبيعات منتجات بيوت الحرفي العُماني خلال عام 2015م مقارنة بحجم المبيعات الحرفية لعام 2014، ومن المتوقع أن يشهد هذا العام افتتاح بيوت للحرفي العُماني في عدد من الولايات.

كما تبوأت المبادرات الداعمة للنهوض بالمشاريع الحرفية صدارة اهتمامات الهيئة وأصبحت له الاستحقاق الاكثر جذب وأولوية خصوصا لدى فئة الشباب وذلك تنفيذا للتوجيهات الكريمة من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- والتي تفضل بها خلال لقائه بالمواطنين بسيح الشامخات بولاية بهلا.

زيارات ميدانية

وقامت معالي الشيخة عائشة بنت خلفان بن جميّل السيابية رئيسة الهيئة العامة للصناعات الحرفية خلال عام 2015 بالعديد من الزيارات التفقدية والاستطلاعية لعدد من المراكز الحرفية، وتضمَّنت الزيارات الميدانية الاطلاع على سير العمل ببرامج التدريب والإنتاج الحرفي التي تنفذها الهيئة بهدف رفد السوق المحلية بطاقات حرفية وطنية، وتدار المراكز الحرفية بإشراف من الهيئة وبنسبة تعمين تبلغ 100%، وذلك بهدف تأهيل كوادر وطنية قادرة على مواصل مسيرة الإنتاج الحرفية بروح حديثة بالإضافة الى تعزيز إقبال الشباب للالتحاق بمختلف برامج التدريب والإنتاج الحرفية وحماية الموروثات الحرفية العُمانية برعاية ودعم مؤسسي.

وتسعى الهيئة العامة للصناعات الحرفية وبصور متعددة الى تعزيز مجالات التعاون المشترك مع كافة المنظمات والهيئات المعنية بقطاع الصناعات الحرفية الى جانب ما يتصل بهذا القطاع من تطوير وتنمية بالإضافة الى حماية حقوق الملكية الفكرية للموروثات الحرفية وقد فازت السلطنة بجائزة الإجادة الحرفية في دورتها الثانية والتي نظمها مجلس الحرف العالمي في اندونيسيا بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) وذلك على مستوى دول قارة آسيا والمحيط الهادي.

وخلال الفترة 9-14 من شهر يونيو لعام 2015م ترأست معالي الشيخة عائشة بنت خلفان بن جميل السيابية رئيسة الهيئة العامة للصناعات الحرفية وفد السلطنة المشارك ضمن احتفالات دول العالم باليوم العالمي للصناعات الحرفية، والذي أقيم في العاصمة الإيرانية طهران. وتضمن الاحتفال الذي شهد مشاركة واسعة من قبل الهيئات والمنظمات الدولية المتصلة بالقطاع الحرفي على تنظيم فعاليات متعدّدة تختص بالإعلاء من القيم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المتحققة من الصناعات الحرفية، بالإضافة إلى إستعراض وتبني عدد من المبادرات المعززة للتعاون والعمل الدولي المشترك في مجالات حماية وتطوير الموروثات والمهن التقليدية للأمم والحضارات الإنسانية، وذلك تحت رعاية معالي مسعود سلطاني مساعد رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية ورئيس المجلس الإيراني للتراث الثقافي والسياحة والصناعات التقليدية.

وشاركت الهيئة العامة للصناعات الحرفية في الندوة الدولية حول الملكية الفكرية والموارد الوراثية والمعارف التقليدية وأشكال التعبير الثقافي الغير مادي والتي نظمتها المنظمة العالمية للملكية الفكرية "الوايبو" بمدينة جنيف السويسرية خلال الفترة من 23- 25 يونيو 2015، وناقشت الندوة عدداً من المحاور أبرزها التفاعلات والأبعاد الإقليمية والدولية لمبادرات الملكية الفكرية وصون الموروثات والمعارف الثقافية الغير مادية بالإضافة الى الاطلاع على عدد من التجارب والدراسات المتعلقة بتعزيز كفاءة برامج ومشاريع حماية الملكية الفكرية لدى الدول الأعضاء بالمنظمة، الى جانب مشاركة الهيئة في إحتفالات مجلس الحرف العالمي بمناسبة الذكرى الخمسين على تأسيس المجلس وذلك بمدينة دونج يانج الصينية.

وتضمنت احتفالات مجلس الحرف العالمي بمناسبة يوبيله الذهبي، تنظيم عدد من الفعاليات التعريفة بالصناعات الحرفية للدول الأعضاء بالمجلس حيث تم تدشين معرض تعريفي للصناعات الحرفية الفائزة ضمن الدورة الثانية من منافسات جائزة الإجادة الحرفية واشتملت الموروثات الحرفية العُمانية الفائزة على الخنجر العُماني في مجال المشغولات الفضية بالإضافة لمنتج السفرة أو السماط السعفي في مجال السعفيات.

تمكين الشباب

وبهدف تعزيز الوعي المعرفي، استضافت السلطنة -ممثلة في الهيئة العامة للصناعات الحرفية- خلال الفترة 28-29 من شهر يوليو لعام 2015 بمدينة صلالة أعمال ملتقى الشباب الثاني بمشاركة منظمة المرأة العربية وشبكة الشباب أصدقاء منظمة المرأة العربية، إضافة إلى تواجد عدد من المؤسسات الحكومية المختصة، وناقش الملتقى في دورته الثانية على مدى يومين عدداً من المحاور المتعلقة بتمكين الشباب في تبني وتنفيذ برامج ومشاريع مجتمعية داعمة للبناء والتنمية الشاملة على المستوى الإقليمي، كما أطلع المشاركين على نماذج من المبادرات المجودة للعمل التطوعي،وحرصت الهيئة من خلال استضافتها لأعمال ملتقى الشباب أصدقاء منظمة المرأة العربية الثاني إلى رفع اطر التعاون المشترك فيما يتعلق بتمكين الشباب والمرأة بمختلف مجالات الأداء التطوعي، وقد أسهمت الهيئة في تنفيذ العديد من البرامج والمبادرات الإقليمية والدولية المتخصصة بتعزيز مشاركة الشباب وذلك بهدف إرساء أسس النهوض بواقع الشباب والإسهام الفاعل في الجهود الإنمائية بما يكفل توفير بيئة اجتماعية وثقافية ملائمة تعزز من الإنتاجية الاقتصادية والمعرفية.

وفي المقابل، تعمل الهيئة على تبني مبادرات دولية تثري الفعاليات التعاونية بين الدول المنظمة ضمن سجل مسقط والذي أقرته الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للمِلْكِيَّة الفكرية في أعمال ندوة الملكية الفكرية والتنمية المستدامة بمسقط، وفي ذات الإطار فقد تم اختيار الهيئة لشغل منصب نائب رئيس مجلس الحرف العالمي لمنطقة غرب اسيا والمحيط الهادي، ويأتي اختيار السلطنة لهذا المنصب في إطار الدور الريادي البارز للسلطنة في تأسيس قنوات من الشراكة العالمية الهادفة إلى تحقيق تفاهمات تعنى بصون الموروثات المعبرة عن الهوية الوطنية بالإضافة إلى سعيها من أجل المشاركة في تنفيذ مختلف المبادرات المتعلقة بحماية الصناعات الحرفية وتطويرها، كما تحرص الهيئة العامة للصناعات الحرفية على تهيئة كافة مجالات التعاون مع المنظمات والهيئات الدولية والإقليمية الى جانب التأكيد على أهمية تأصيل الموروثات الحرفية وتوثيق هويتها الوطنية بما يضمن استمرارية إنتاج الحرف وينمي من زيادة إقبال الأيدي العاملة الشابة الوطنية إليها باعتبار أن القطاع الحرفي من القطاعات الواعدة والتي في طور النمو مع تحقيقه لمعدلات مساهمة متزايدة في الناتج الوطني ومستوى الدخل لدى شاغلي الحرف.

نمو أعداد الحرفيين

وبفضل الاهتمام السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- بالموروث الحرفي شهد القطاع الحرفي نموا قياسيا في مجالات الاداء والعمل الحرفي، محققاً بذلك إسهامات تنموية متنوعة، ترجمت كمشاريع معززة لجميع المبادرات الهادفة الى الاخذ بيد الحرفيين، وتوفير كل ما من شانه الدفع بالعمليات الانتاجية والتطويرية للحرف. وشهدت المؤشرات الحرفية المسجلة مؤخراً نموا ملحوظا في أعداد الحرفيين المسجلين لدى الهيئة والمقيدين ضمن السجل الحرفي، كما أبرزت الاحصائيات ارتفاع أعداد الحرفيين في كافة محافظات السلطنة وفق ما أظهرته أحدث البيانات؛ حيث شهد السجل الحرفي خلال عام 2015 ارتفاعا بنسبة 17.76% مقارنة بنفس الفترة من العام 2014، وتحرص الهيئة وبشكل علمي على مُواءمة الزيادة في عدد الحرفيين من خلال تنفيذ مجموعة متكاملة البرامج التأهيلية والتدريبية.

وبهدف تنمية القطاع الحرفي وتعزيز دوره في التنمية الشاملة تم تخصيص كافة الإمكانيات المتاحة لمساندة جهود تجويد العمل الحرفي المتكامل بما يتناسب مع مقتضيات النمو المستدام، كما يتسع نطاق الاهتمام بالحرفيين ليشتمل على تقديم خدمات الدعم النقدي والتمويني الى جانب الرعاية متعددة الملامح، ويتمثل الدور الرئيسي للهيئة في وضع الخطط والبرامج التنفيذية للسياسات المعتمدة في مجالات تطوير الصناعات الحرفية الى جانب حصر وتوثيق كافة الحرف وخاماتها واستخداماتها التي تمتاز بها كل محافظة من محافظات السلطنة وحمايته اضافة الى الاهتمام بالأنشطة البحثية للاحتياجات الحالية والمستقبلية من الحرفيين في مختلف الصناعات الحرفية واستحداث صناعات حرفية أخرى ذات جدوى اقتصادية مع توفير خدمات التوجيه والوعي للعاملين في مجال الصناعات الحرفية في النواحي الإدارية والفنية وكافة الأنشطة.

وتواصل الهيئة العامة للصناعات الحرفية تنفيذها للأهداف التأسيسية للنهوض بالقطاع الحرفي ووضع الأسس لآليات رعاية ودعم الحرفيين وتطوير التدريب والإنتاج الحرفي حيث يتم الحرص على تحقيق نقلة نوعية على صعيد بناء الطاقات الحرفية الوطنية وتأسيس المشاريع الحرفية الى جانب دعم حاضنات الحرف بغرض تعزيز التنوع الاقتصادي للدولة.

التحوُّل الإلكتروني

انتهتْ الهيئة العامة للصناعات الحرفية من إعداد دليل متكامل لجميع الخدمات والإجراءات الخاصة للموظفين والمتعاملين وذلك في إطار مواكبتها لخطط الحكومة نحو التحول الإلكتروني، وفي هذا الإطار قام فريق تنفيذ خطة التعاملات الحكومية الالكترونية بالهيئة بإعداد خطة للتحول الالكتروني شملت جميع المراحل التي من بينها حصر وتوثيق الخدمات والإجراءات الخاصة بالهيئة وإعداد دليل الخدمات والإجراءات بالإضافة إلى إعادة هندستها وتحويلها على هيئة تطبيقات وبرامج الكترونية، وقد قام الفريق بإنجاز خطة التحول الالكتروني في المرحلة الاولى بعدها تم الانتقال إلى المرحلة الثانية والمتمثلة في إعداد دليل متكامل لجميع الخدمات والإجراءات المتصلة بإدارة وتنظيم العمل بالقطاع الحرفي، وشمل التوثيق جميع الدوائر والمراكز الحرفية في المحافظات بالإضافة إلى المديريات والدوائر التابعة للهيئة.

إلى ذلك، شاركت الهيئة العامة للصناعات الحرفية ضمن فعاليات الأيام الثقافية العُمانية في البرازيل بالإضافة الى مشاركتها في عدد من المعارض في كل من فرنسا وتركيا وماليزيا وذلك في إطار رؤية السلطنة نحو تعزيز الحوار العالمي بين مختلف الأمم والحضارات وتحرص الهيئة من خلال مشاركتها إلى التعريف بالموروثات الحرفية العُمانية والمهن التقليدية للزوار عبر مشاركة عدد من الحرفيين العُمانيين في تقديم عروض حية عن صناعة الموروثات الحرفية الوطنية كصناعة نماذج السفن الخشبية بالإضافة الى صياغة المشغولات الفضية مع عرض تجربة الهيئة في تنمية المشاريع الحرفية، وتتيح المعارض الحرفية الخاصة بالهيئة فرص الاطلاع على شتى المعروضات المتنوعة للتعرف على بعض الحرف العُمانية المبتكرة، كما تقدم تلك المعارض تشكيلات مطورة من المقطرات الطبيعية مثل ماء الورد العطري المستخلص من الجبل الأخضر وزيت اللبان النادر بالإضافة إلى منتجات حرفية مطورة من السعف والخشب والنسيج بأنواعه الصوفي والقطني وتحف ومجسمات من الفخار والخزف وأصناف من اللبان والبخور.

وتحرص الهيئة من خلال مشاركتها الدولية إلى التعريف بالتجربة الرائدة للسلطنة في النهوض بالقطاع الحرفي عبر إبراز المبادرات الحرفية المتكاملة بهدف تحقيق آفاق من التعاون والعمل المشترك، كما تسعى الهيئة إلى تقديم معلومات متكاملة للزوار عن كافة الصناعات الحرفية العُمانية إلى جانب التعريف بالمشاريع وبرامج الدعم والرعاية الحرفية التي تنفذها السلطنة بهدف تعزيز القدرات الوطنية العاملة في القطاع الحرفي.

تعليق عبر الفيس بوك