منتخب بلا مدرب لمدرب بلا منتخب

أحمد السلماني

مكثت كثيرًا وأنا أحاول أن أبني الكلمات والعبارات وواجهت صعوبة كون المقال يتحدث عمّا سيقدمه المنتخب ومدربه الفرنسي لوجوين في الاستحقاق القادم والهام أمام تركمانستان حيث كنت قد بيّت النية لذلك إلى أن طالعتنا وكالات الأنباء العالمية بخبر الانفجارات في عاصمة النور باريس، ذلك الفعل الجبان الذي أدانه العالم المتحضر وبأشد العبارات، وبدورنا نتقدم إلى مدرب منتخبنا الوطني الفرنسي بول لوجوين بأحر التعازي للعدد الهائل من الضحايا.

ولقد جاءت خسارة منتخبنا لكرة القدم أمام نيوزلندا صادمة للشارع الكروي وعلى غير المتوقع وشهدت ردود فعل واسعة من الجماهير الحمراء ومن التيار الإعلامي الرياضي الذي وصل لحالة من الانفصام والتوهان ما بين الوقوف خلف المنتخب ودعمه حسب العرف والواجب الوطني وهو ما قدمناه وسنقدمه من دعم وبين ما قدمه ويقدمه الأحمر من مستويات متذبذبة أفقدت الإعلام الرياضي مصداقيته مع الجماهير ليتهم بالتطبيل وما بين هذا وذاك نرى أنفسنا مضطرين إلى أن نسقط حالة منتخبنا على مربع المنطق والعقل.

تفاءلنا كثيرًا من المستوى الذي قدمه الأحمر أمام المنتخب الإيراني حيث كنا يومها قريبين جدًا من تحقيق فوز مستحق ولكنّها كرة القدم وحضور الكبار ولو في الأوقات الحرجة والإيراني مصنف أول آسيويا، وتوج الأحمر هذه العروض بفوز منطقي إلى حد ما أمام الهند بثلاثية نظيفة ليتدرج منتخبنا ويقفز 10 مراكز تقريبًا في التصنيف الدولي مرة واحدة وشخصيا كنت أتوقع أن يصر الفرنسي بول لوجوين على الفوز وبما يساهم في تعزيز فرص منتخبنا في التقدم أكثر بالتصنيف الدولي فضلا عن الاحتكاك الجيّد للاعبينا مع منتخب يتفوق عليهم بدنيا ويعزز من فرص فوزهم في الاستحقاق الهام أمام تركمانستان الثلاثاء المقبل ولكن فيما يبدو فإنّ الشبح لوجوين تعامل هو ولاعبوه على حد سواء بشيء من الاستهتار على أساس تفوق منطقي للأحمر كونه يسبق خصمه من حيث التصنيف وبمستويات قياسية إلى أن صدم النيوزلنديون الجميع بإصرارهم ومدربهم الإنجليزي على الفوز في ترجمة حقيقية لجدية الإنجليز في التعامل مع كل شيء.

ومرة أخرى ظهرت جليًا محدودية الحلول لدى لوجوين في فك شيفرة دفاع الخصم الذي أجاد التنظيم الدفاعي بل وتجاوز ذلك بأن شن هجمات منظمة وخطيرة على مرمى الأحمر عندما أجاد لاعبوه اختراق دفاعاتنا ومن العمق وبأكثر من طريقة حسدناهم عليها؛ في المقابل لم يستثمر منتخبنا أو يترجم أفضلّيته الميدانية إلى خلق فرص حقيقية واكتفى كعادته في الاعتماد على الظهيرين في تغذية المهاجمين؛ مع صعوبة بالغة في اللعب من العمق وبالتالي وكما هي العادة صرنا مكشوفين للخصوم.

إنّ الضجة الإعلاميّة وردة الفعل الكبيرة التي صاحبت النتيجة إنما هي مؤشر حقيقي ينبئ باحتقان الشارع الكروي وبأنّه ما عاد يحتمل أي إخفاق وألا مناص عن التفوق والعودة بنتيجة الفوز لا سواها أمام تركمانستان؛ الأمر الذي يستوجب من خلاله أن ترتقي معه إدارة المنتخب في بث الروح العالية وتغليب لغة الفوز وبأن تكون هي السائدة وبأن يتفاعل لوجوين واللاعبون مع هذه الدعوة الصريحة والتي تأتي في سياق الحالة السعيدة والمبهجة التي يعيشها الوطن حيث إنّ ليلة المباراة أمام تركمانستان هي ليلة العيد الوطني الخامس والأربعين ومن غير المنطق تعكير صفو الفرحة وبهاءها بخسارة مهما كان الخصم.

رسالة أخرى رافقت الضجة الكبيرة التي أفرزتها نتيجة لقاء نيوزلندا والتي وكعادته لم يتفاعل معها اتحاد الكرة مفادها أنّ ورقة لوجوين باتت محروقة لدى الجماهير العمانية التي وضح جليًا عدم قناعتها بعمل الرجل وما يقدّمه للمنتخب بعد أن كان حضورها خجولا ولا يرقى أبدًا ودعم المنتخب وبالتالي لا بد للاتحاد العماني لكرة القدم أن يواجه بشجاعة أي نتيجة سلبيّة بتنفيذ مطلب جماهيري وشريحة كبيرة بإقالة المدرب وفورًا وإذا كان الشرط الجزائي عائقًا فأنا على يقين بأنّ الجماهير الحمراء على استعداد أن تساهم في تغطيته وأنا أول من يبادر في المساهمة.

تعليق عبر الفيس بوك