مسقط- راشد البلوشي
في قرية الصاد بولاية بوشر فلج عمره أكثر من 1000 سنة حسب ما يَرْوي لنا أحد قاطني القرية، ويوجد بجواره عين يرتادها كثيرٌ من الناس،أُحيطت بغرف تصل إليها بواسطة سلم أسمنتي،خُصِّصت لاستحمام النساء، وتمرُّ من خلالهامياه الفلج، ومزوَّدة بإنارة ومراوح كما تم إقامة مسجد للنساء بجوار العين.
ويُعدُّالموقع أحد المقومات السياحية التي يرتادها عددٌ كبيرٌ من الأهالي والأجانب؛ فالبعضيرى أنَّ عين صاد مزار فريد نظرا لموقعها البعيدعن الأنظار، فيما يرى آخرون أنَّ عين صاد مزار لأولياء الله الصالحين يتقربونإليهم. والأغربأنَّ العين يتقرَّب إليها الاهالي من قريب وبعيد، بهدف النذر فيقومون بجلب الحلوى وبخور اللبان، ويضعونه بقرب العين، وبعض منها يُرمى على يمين وشمال العين، ويتوجهون بمطالبهم التي عقدوا النية على تحقيقها، أو أنهم يطلبونأن يشفي لهم المريض، وفق المعتقداتالسائدة هناك.
... تحرَّكنا إلى مكان العين في فترة المساء ووجدنا العين محاطة بسور وعليه باب حديدي،مفتوح لكل من أراد أن يتجوَّل داخل العين ويطلع على معالم المكان.
وتقع عين صاد على منحدر جبل مطل على القرية من جهة الشرق، تتصل العين بفلج القرية يمتد عبر وادي يطبق علية وادي عين صاد مرورا بقرية الفتح، هي الأخرى، قرية ذات طابع معماري حديث.
ولا تبعُد قرية صاد عن ولاية بوشر إلا بضع كيلومترات، وتتميز بكثرة أشجار النخيل والليمون وبعض الأشجار المتنوعة، اهتم الأهالي بهذه المزارع بشكل جيد، ضمن لهم الإنتاج السنوي من التمور وأشجار الليمون.
والقرية بصفة عامة منازلها حديثة وحظيت بالخدمات الحكومية حيث الطرق المرصوفة والإنارة التي تحيط بصاد وشبكة الاتصالات.
وفي أعلى القرية توجد آثار قديمة لسور من الحجارة يحيط بالقرية يمتد من بداية الجبل وينتهي إلى أسفله،ولا تزال آثار السور باقية، ويتوسط السور وادي يمد العين بالمياه عبر الفلج، وبني بطريقة هندسية قديمة، حيثيمر من وسط الوادي ليصل إلى الجبل عبورًاإلى قريتي صاد والفتح من خلال تعرجات جبلية.ويزوِّد الفلج أهالي القرية بالمياه على مدار العام،تستخدم المياه لري الزراعة وبعض المزروعات.
الطريق إلى صاد مُعبَّد؛ فالقادم إليها من الخوير عبر الطريق الداخلي المحاذي للطريق السريع ثم ينعطف يمينًا عبر جسر صغير على شمال المنازل الاجتماعي متجها إلى قرية فتح.
أما القادم إليها من الغبرة، فيسلك الطريق المتجه إلى مستشفى مسقط الخاص مرورًا بكلية مسقط ليصل إلى دوار المقحم ثم يتجه يسار، على بعد 500 متر توجد لوحة تشير إلى صادعلى بعد 200 متر.
كانت شمس المساء قاربت على الزوال، معلنة المغيب عن عين صاد، وعلى صوت الأذان ولجنا للصلاة في مسجد القرية، لأداء صلاة المغرب لنختم جولتنا السياحية في قرية صاد الأثرية.