المركز العلمي برأس الجنز .. وجهة سياحية تستقطب الزوار من داخل السلطنة وخارجها

المنطقة تعد من أهم مواقع تعشيش السلاحف على سواحل المحيط الهندي

المحمية تحتوي على قرى أثرية للصيادين عمرها أكثر من 6000 سنة

صُور - العُمانيَّة

يُعدُّ المركزُ العلميُّ برأس الجنز بنيابة رأس الحد بولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية -الذي نفَّذته وزارة السياحة بدعم من الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال- وجهة سياحية مُهمَّة تستقطب العديد من الزوار على مستوى السلطنة وخارجها وبمختلف الجنسيات. ويقدم المركز -الذي يقع على بُعد 60 كيلومترا من ولاية صور- العديد من الخدمات السياحية؛ أهمها: متحف السلاحف الذي تم تجهيزه بأحدث الوسائل والأنظمة التقنية لتسهيل التعرف على دورة حياة السلاحف والمواقع الأثرية التي تزخر بها المنطقة.

وقامتْ الشركة العمانية للتنمية السياحية "عمران" -وهي الجهة المشرفة على المركز العلمي- بدور كبير في تنمية وتطوير المركز ليستقطب زواره من داخل السلطنة وخارجها؛ حيث يعكس المشروع الثراء التاريخي والأثري والسياحي لرأس الجنز.

وقال بدر بن سعيد السناني مسؤول المركز العلمي برأس الجنز -في تصريح لوكالة الأنباء العمانية: إن محمية رأس الجنز تأسَّست في العام 1996م، وبعدها تمَّ ضم محمية رأس الحد الطبيعية ومحمية رأس الجنز في محمية طبيعية واحدة بهدف المحافظة -بصورة أفضل- على السلاحف البحرية وبيئتها الطبيعية. وتمتد الأرض المحمية على مساحة قدرها 120 كيلومتراً مربعاً، وعلى ساحل بطول 45 كيلومتراً، وكيلو متر واحد داخل المياه الإقليمية كما تحتوي هذه المنطقة المحمية على قرى كثيرة أثرية للصيادين يمتد عمرها لأكثر من 6000 سنة، هذا إضافة إلى المقابر القديمة المنتشرة في تلك المنطقة كما أظهرتها الحفريات. وأضاف السناني: تعتبر رأس الجنز قرية لصيد الأسماك تقع في منطقة محمية السلاحف برأس الجنز الكائنة على الساحل الشرقي لشبه الجزيرة العربية، ويُعدُّ ساحل رأس الجنز منطقة معروفة على مستوى العالم تضع فيها السلاحف الخضراء من نوع "شيلونا" بيضها فيها، وتعد من أهم وأكبر مواقع تعشيش السلاحف على طول سواحل المحيط الهندي، وهو الموقع الرسمي الوحيد الذي يُمكن للزوار من خلاله مشاهدة وضع السلاحف لبيضها على الطبيعة والتي تثير الدهشة والإعجاب.

وعن المركز العلمي برأس الجنز، يقول بدر السناني: إنَّ المركز يُعدُّ متحفا علميا متكاملا يزخر بالعديد من المعلومات عن عالم السلاحف، ويقدِّم العديد من المواد العلمية التاريخية حول السلاحف وطريقة عيشها وحياتها. وتمَّ تجهيز المتحف بأحدث التقنيات والأنشطة لتعريف الزائر بمحتوياته، خاصة دورة حياة السلاحف.. مؤكدا أنَّ المتحف يتميَّز بتقديم العروض بثلاث لغات داخل المتحف كالعربية والألمانية والإنجليزية؛ حيث يضمُّ موظفين يتحدثون عددا من اللغات وعلى درجة عالية من الكفاءة والتدريب.

وعن محتويات متحف السلاحف، أوْضَح مسؤول المتحف أنَّ المتحف يضم مقتنيات أثرية تعود إلى ما قبل آلاف السنين قبل الميلاد، إضافة إلى أنه يضمُّ صوراً توضيحية عن الإنسان والسلاحف تقدم شرحا وافيا عن أنواع السلاحف في عمان.. مشيراً إلى أنَّ بعض الناس يعتقدون أنَّ هناك نوعاً واحداً من السلاحف البحرية إلا أنَّه في الواقع تُوجد سبعة أنواع، تعيشُ خمسة منها في البحار العمانية وأربعة أنواع من هذه السلاحف تضع بيضها على شواطئ عمان؛ وهي: الخضراء والشرفاف والسلاحف الريمانية وسلاحف الزيتونية، أما النوع الخامس فهو سلاحف النملة، وتشاهد في المياه العمانية أحيانا، ولكنها تضع بيضها في أماكن أخرى في العالم.

وقال إنَّ المتحف يضمُّ قاعة عرض تشرح مراحل حياة السلاحف والمرجان الموجود في عمان وشاشات سمعية ومرئية عن حياة السلاحف بأنواعها الخضراء والشرفاف والزيتونية والريمانية والنملة ، كما يحتوى المتحف على صور توضيحية يتعرف من خلالها الزائر عن الحياة الفطرية وطرق حماية السلاحف في سلطنة عمان ودور وزارة البيئة والشؤون المناخية في مساعدة السلاحف البحرية وحمايتها. وأضاف بأنَّ المتحف يضم كذلك أركاناً عديدة تتحدث عن السلاحف البحرية ودورها في صناعة المستلزمات والموضة كصناعة الأمشاط وإطارات النظارات وغيرها من المستلزمات، إضافة إلى أركان تتحدَّث عن السلاحف البحرية في معتقدات سكان السواحل العمانية، وسكان أمريكا الأصليين واليابانيين واليونانيين والصينيين والفيتناميين، وركن آخر يتحدَّث عن طباعة صور السلاحف البحرية والبرية على الأوراق والقطع النقدية في الماضي.

وأشار السناني إلى أنَّه يُوجد في المتحف موقع لشاشة ثلاثية الأبعاد تقدم شرحا عن تاريخ منطقة رأس الجنز في الألفية الثالثة قبل الميلاد، وأهم الأعمال التي قام بها سكان المنطقة، وأهم الصناعات والآثار، وأهم الدول التجارية في تلك الفترة، إضافة إلى موقع يضم أهم المقتنيات المعثور عليها بمنطقة رأس الجنز، وموقع لمجسم قارب مجان المصنوع من قصب السكر، وموقع لمجسم سكني من العصر البرونزي، وموقع لفخار الهاربان التى كانت تستخدم لوضع البضائع لحفظها من البلل، وكان سكان عمانيستخدمونها لإيصالها إلى وادي السند.

ويضم المتحف نماذج لبعض الآثار من مدينة جيرسو العراقية في سنة 2300 ق.م كدليل على العلاقات القديمة بين البلدين وموقعا لصناعة النحاس وموقعا لصناعة الحلي من الأصداف وموقعا لمعدات الصيد الأولي في منطقة سكان رأس الجنز وموقعا للبخور والمواد التجميلية. ومن أهم الأهداف التي يسعى المتحف لتحقيقها: توعية المجتمع والزائر بكيفية الحفاظ على البيئة العمانية بجميع أنواعها.

تعليق عبر الفيس بوك