الرستاق.. مزارات سياحية طوال العام مع انتشار المواقع الأثرية والطبيعية في الولاية

الرستاق-راشد البلوشي

تشهد ولاية الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة حركة سياحية طوال العام؛ نظرا لما تتميَّز به من مقومات سياحية جاذبة؛ فالمواقع التاريخية والاثرية التي تشتهر بها الولاية تجعل من المواطن والمقيم والسائح الأجنبي، يضعها في مقدمة تفضيلاته للمواقع التي يريد زيارتها بالسلطنة.

ولم تكن زيارتنا إلى ولاية الرستاق وبالتحديد إلى عين الكسفة الأولى أو الثانية بل هي المرات العشر؛ فالزائرلهذه الولاية التاريخية لا يكتفي بالتجول داخل أروقة القلاع فحسب، بل هناك ما يمنح النفس بهجتها وارتياحها حين يتجه السائح إلى عين الكسفة ويغتسل من مائها الساخن، والذي يعتبره البعض علاجًالأمراض المفاصل والروماتزم.

العيون الكبريتية

مياه عين الكسفة لم تقتصر على الرجال فقط، بل هناك جزء منه خصص للنساء؛ لهذا تجد مرتادي هذه العين من الجنسين بحثا عن العلاج. أما البعض الآخر، فكان هدفه من زيارة العين الاستحمام، نظرا لسخونة مياها التي تنبع من باطن الأرض والذي تصل درجة حرارته 45 درجة؛ مما يُشعر الفرد بالاسترخاء والراحة النفسية حين يضع جسده المتهالك والمثقل بهموم الحياة اليومية وممن يعانون من أمراض المفاصل داخل المياه الساخنة. فيجد الآلاف من العمانيين والسياح العلاج الطبيعي للكثير من مشاكلهم الصحية التي تتركز حول الأمراض الجلدية وآلام المفاصل في العيون الكبريتية.

فمثل هذه العيون والتي تعد سياحة علاجية، فإنَّ القائمين على السياحة في السلطنة ينظرون إليها بوصفها مقوما من مقومات الجذب السياحي حيث تلاقي الكثير من الرواج بعد التأكيدات الطبية بجدوى العلاج بها.

وإذا ما عدنا إلى مركز الولاية وما شهده من طفرة في الخدمات، فقد حظي كبقية ولايات السلطنة بالعديد من منجزات النهضة المباركة في ظل القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- فتعتبر مشاريع الطرق التي نالت الولاية منها نصيبها قد جاءت لتقرب الكثير من المسافات والمشقات للمواطنين والمقيمين، كما تشهد ولاية الرستاق تطورا ملموسا في كافة الأصعدة وحركة عمرانية واسعة ونفذت في ربوعها العديد من المشاريع التنموية والخدمية شملت مختلف مجالات الحياة، كمشاريع الطرق ومشاريع صحية.

فالمحلات التجارية التي تصطف على طول الطريق الداخلي للولاية أعطت حركة تجارية، لا سيما أيام الأعياد والمناسبات إضافة الى من يتوافد اليها من الولايات المجاورة لها للتسوق. فمتعة التسوق في الرستاق له طابع خاص ومميز بما تشتهر به من الحلوى العمانية والخناجر والحلي والمنسوجات والسعفيات أيضا السوق الرستاق القديم، ويتميز انه يقع من القلعة وسط المدينة ,ومحاقظ على عاداته وتقاليده نظرا لما يعرض فيه بيع المواشي والمواد الغذائية (كالثوب والبصل والفواكه العمانية وغرها

شلالات الحوقين

انتهتْ رحلتنا من ولاية الرستاق كمركز المحافظة، ومن ثم اتجهنا إلى نيابة الحوقين ذلك الموقع الذي يعد ايضا موقعا سياحيا والذي يشهد حركة سياحية نشطة خلال العطل الرسمية والإجازات الأسبوعية. فالشلالات البديعة المتدفقة من أعلى الجبال كفرقة موسيقية تعزف ألحان المساء والصباح على مسمع السواح وهم يتنقلون بأمتعتهم ليجدوا لهم مكانًاللتمتع بروعة تلك الشلالات لقضاء أوقاتهم مع أفراد أسرهم، فتجد كل أسرة وقد أخذت مكانا مميزا، وكأنه مسرح مفتوح للجميع، يستمع إلى أصوات مياه الشلالات.

اقتربنا من وقت الظهير وبقية السواح يتوافدون إلى المكان، فقد استقطب أعدادا كبيرة من السياح ومحبي الطبيعة الخضراء نظرا لقرب هذا المكان من مركز المدينة ولقربه من الطريق العام الذي يربط الرستاق بعبري حيث الامتداد الواسع من النخيل وأشجار الغاف والسدر وتخلل المياه بين جنبات الوادي، ورغم هذا الامتداد إلا أنه شهد ازدحاما كبيرا؛ إذ إنه يمثل متنفسا جميلا لأهالي ولاية الرستاق والولايات المجاورة.

ومع إسدال الليل ستاره، بدأ الجميع في الانصراف لتغيب الشمس مع هذا اليوم المميز على أن تعيد دورتها اليومية لتخلق صباحا جديدا تبث فيه اشعها البنفسجية.

عندها، ودَّعنا ولاية الرستاق ونيابتها الرائعة لنكمل مشوار رحلتنا إلى بقية ولايات محافظة جنوب الباطنة لنستشف منها جمالا آخر ونقف مع موقع سياحي يعيد إلى الأذهان ذكريات السياحة في ربوع عمان.

تعليق عبر الفيس بوك