مواطنون: التعدد رخصة مشروطة .. والتساهل في تطبيقها دون ضوابط يؤدي إلى مآس اجتماعية

أكدوا أنّ بعض الزوجات يدفعن أزواجهن للتعدد بإهمال المنزل وشؤون الأسرة

 الرؤية - محمد قنات

تتباين وجهات النظر حول مسألة تعدد الزوجات، والمبررات والدوافع التي تؤدي إليها، فقد قال عدد ممن استطلعت "الرؤية" آراءهم في هذا الشأن إنّ تعدد الزوجات رخصة مشروطة في حالات محددة ولا يجوز الاستسهال في تطبيقها والتغافل عن حقوق الزوجة في هذه الحالة. وعلى الجانب الآخر، قال عدد من الشباب إنّ بعض الزوجات يضطررن أزواجهن إلى الإقدام على تلك الخطوة بسبب إهمال المنزل وتجاهل حقوق الزوج لذلك يرون الزوجة الثانية بمثابة عقاب عادل للزوجة الأولى التي أهملت حقوق زوجها. وأشار آخرون إلى أنه في بعض الحالات النادرة قد تقنع الزوجة زوجها بضرورة الزواج من أخرى في حال وجدت نفسها طبياً غير مؤهلة للإنجاب.

وقال طارقالرئيسيإن الزوجة فيأحيان كثيرة مسؤولة عن خطوة إقبال زوجها على الزواج مرة أخرىلأنّ الزوجة التي تهمل بيتها وزوجها تستحق أن تهمل هي الأخرى ويبحث زوجها عن أخرى تمنحه حقوقه.كما أنّالكثير من الزوجاتلايفهمن الدور الذي ينبغي أن يقمن به في سبيل وفاء الزوج حقوقه ومنحه ما يكفيهليعيش حياة مستقرة بعيدة عن المشاكل والهموم قدر الإمكان.

وأشار الرئيسي إلى أنّ البعضيهملن متطلبات واحتياجات أزواجهن الأساسيةمما يدفع بالبعضإلى التفكير فى الارتباطبأخريات يكن أفضل منهن في تلبية مايحتاجونه من اهتمام وراحة نفسية افتقدوها معزوجاتهم، وفى كثير منالمرات يكونالتعدد بمثابة لفت انتباه للزوجة الأولى لتتعرف على أوجه قصورها لكن عندما تكتشف ذلك القصوريكون قد فات الأوان ولا يمكن أن ينصلح الأمروعليهاأن ترضى بالواقع وتتعامل معه أو أن تطلب الانفصال الذييهدد الأسرةخاصة في حالكان بينهم أبناء قصر.

ومن جانبه،قال سالمالقرنيإنه مع الزواج الثاني فى حالات معينة مثلمرض الزوجة الأولى، أو كونها لم تعد قادرة على تلبية مطالب زوجها، وهنا تكون الفكرة مقبولة من ناحية الشارع والمجتمع،وهناك من يتزوج باثنين ويكون ذلك لدوافع أخرى وربما يلجأ الشخص للزواج الثاني وهو غير مقتنع بالفكرة، وهناك ما يدفعه إلى ذلك الرغبة في الإنجاب أو الراحة الأسرية التي يبحث عنها، فضلا عن أزواج تقنعهم زوجاتهم بضرورة الزواج من أخريات بعد أن أيقنت الزوجة أنها لن تنجب مثلا، وهي حالاتنادرة يكون فيها الزوجان على قدر كبير من التفاهم والوعي.

مواجهة العنوسة

وأضاف القرني أن تعدد الزوجاتربما يكون رادعاً للمرأة إذا تجاوزت حدودها مع زوجها، وفشلت كل الأساليب والحلول لإصلاحها، ومن الجانب الآخر فإن التعدديساهمفى حل مشكلة العنوسة التي ازدادت فى كثير من المجتمعات، حيث إن المرأةتحتاجالىزوج يحقق لها الحماية والاستقرارويشعرها بالأمان، وإذا كانالرجل قادراًمن الناحية الماديةأن يتزوج من أخرى،ولديه القدرة على العدل بين زوجاته فيجب أن يتزوجحتى لاتحرم أخريات منالارتباطبرجل متزوج طالما يستطيع أن يلبي متطلبات زوجاته ويوفرجميع حقوقهنعلى أكمل وجه،كما أن التعددلا يضر المرأة بشيء إذا أسعدت زوجها وحققت له السعادة فليس مهمًا أن تكون لديه أكثر من زوجة، وهذا أفضل لها بدلاً من أن يتخذ زوجها خليلة أو عشيقةوتكون النتائجكارثيةبأن ينتهي الأمر بطلاقهاويتركها وحدهافي الحياة دون من يشاركها همومها.

وقال قيس بن عبد العزيز المعمريإن موضوع تعدد الزوجات من الأمور المثيرة للجدل، والتي ترتبط في الأذهان بكثير من المفاهيم والأفكار والانفعالات النفسية للمرأة والرجل على حد سواء، ولم تعد هناك حاجة إلى المزيد من الدلائل على أن الموضوع أصبح في مقدمة اهتمامات الناس في المجتمعات العربية والذي يمكن تصنيفه فنياً بين المسلسلات بوصفه اجتماعي أو كوميدي أو درامي، والذي أثار المناقشات والجدل على نطاق واسع في مختلف الأوساط نظرًا لمشاهدته بصورة مكثفة عند عرضه، ونظرا لحساسية الموضوع وهو تعدد الزوجات، وما يتعلق به من حساسيات بالنسبة للزوجات والأزواج.

وذهبالعمري إلى أن للرجل في الإسلام الحق فىأن يتزوج واحدة أو اثنتين أو ثلاثأوأربع، لكن للتعدد شروط تتمثل فىالعدلبين الزوجات لقوله تعالى : ( فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة) حيث تشير الآية الى أن العدل شرط لإباحة التعدد، فإذا خاف الرجل من عدم العدل بين زوجاته إذا تزوج أكثر من واحدة، كان محظوراً عليه الزواج بأكثر من واحدة. والمقصود بالعدل المطلوب من الرجل لإباحة التعدد له، هو التسوية بين زوجاته في النفقة والكسوة والمبيت ونحو ذلك من الأمور المادية مما يكون في مقدوره واستطاعته . وكما يجب على الرجل الذي يُريد التعدد أن تكون لديه المقدرةعلى الإنفاق على الزوجات.

ضمان حقوق الأبناء

وقال سلطانالكعبي: لست معارضاً لتعدد الزوجات طالما أنّالرجل له المقدرةعلى تحمل تلك النفقات على زوجاته وأبنائهوألايكون زواجهبداية التقصير فىحق أبنائهوأهله، فإذا أدى واجباتهكما أمر الشرعولن يتضرر الأبناء من هذه الزيجةفهو أمر جيد، باعتبار أنّ نسبة العنوسة قد زادت فىالآونة الأخيرةوالتعدد ضمن الحلولالجيدة لمشكلة العنوسةولكن ينبغي لمن يريد التعدد أن يعدل بين زوجاته كما أمرنا الدين الحنيف، كما أن التعدد هو شرع الله ولا يستطيع شخص أن يحرمه، لكن أن يكون بشروط، وإذا أراد الزوج أن يعدد فينبغي أن يكون له أسبابه في ذلك، وكذلك تكون عنده المقدرة المالية التي تفي بمتطلبات جميع الزوجات والأولاد فضلاً عن المقدرة على العدل بينهما.

وأضاف الكعبي أن تعدد الزوجات رخصة في الإسلام أعطاها الله للرجل ولله الحكمة في ذلك وليس لنا الحق في تحريمها، لكنها رخصة مشروطة كما هو الزواج بواحدة مشروط وليس هناك أي قانون يمكنه أن يمنع التعدد، وأعتقد أن سمعة التعدد ساءت بسبب الأشخاص وليس بسبب الشرع، لأنّ هناك رجالا لا يعدلون بين الزوجة الأولى والزوجة الثانية، لذلك أصبح ينظر إليه على أنّه ظلم للزوجة الأولى.

وقال سيف ناصر الهنائي إن لتعدد الزوجات شقين، إيجابي وسلبي، وفاصل الزواج هو تعدد وليس الاكتفاء بزوجة واحدة نظراً لحاجة الرجل إلى أكثر من زوجة لسد المتطلبات التي يحتاجها، ومع ذلك فإنّمعظم الرجال لا يتجرأون على الشروع في التعدد خوفًا من زوجاتهم وهو أمر منافٍ للفطرة التي من أصلها أن تكون القيادة للرجل فنحن في زمن تقل فيه قوامة الرجل عن أصلها الحقيقي. وأضاف: ربما التقدم الذي يشهده العالم اليوم والوسائل المتعددة وانصهار الرجل مع عاطفة المرأة أثر على قوامة بعض الرجال، كما أن الشق الإيجابي من التعدد يجعل من الرجل مشبعًا لغرائزه التي عادة ما تلازمه وتلح عليه عند زواجه بامرأة واحدة إضافة إلى تنوع النسل فضلا عما يوفره التعدد من تنافسلإرضاء الزوج، لكن الشق السلبي يتمثل في أن الرجل في ظل فقدانه للقوامة لا يحتمل إدارة أكثر من زوجة فالنساء بفطرتهن خلقت معهن الغيرة وهي مشاعر لا يمكن مواجهتها إلا بالحكمة والحزم وتوفر كافة عناصر القيادة لدى الرجل.

 

تعليق عبر الفيس بوك