أبوالعلا يميط اللثام عن شيوخ وتلامذة وسيرة حياة ابن سهل العماني في إصدار جديد

مسقط - العُمانيَّة

يُميط الأستاذ الدكتور إبراهيم عبدالمنعم سلامة أبو العلا اللثام عن شخصية عمانية مميزة، هي شخصية ابن سهل العماني، الذي لم تذكر المصادر العمانية شيئًا عن مكان أو تاريخ مولده ووفاته ولا شيوخه وتلاميذه وحياته؛ وذلك عبر صفحات كتابه "عالم عماني لم ينصفه التاريخ: ابن سهل دارسًا ومُحدِّثًا بمكة المكرمة (272-296هـ/ 885-909م)".

وقد ذكره المؤرخ العماني سيف بن حمود البطاشي، باسم محمد بن سهل العماني وذلك في كتاب "إتحاف الأعيان بذكر بعض علماء عمان". أما المؤرخ سليمان بن خلف الخروصي في كتاب "ملامح من التاريخ العماني" فقد أورده ضمن قائمة علماء عمان دون أن يترجم له وكانت حجته في ذلك أنه لم يعثر على ترجمة له. فمن هو ابن سهل العماني؟

ويؤكد الأستاذ الدكتور أبو العلا أنَّ هناك عددا من الإشارات إلى أبي عبدالله محمد بن سهل بن صالح بن سهل العماني في كتب الأنساب والتراجم العربية، وهو من علماء النصف الثاني من القرن الثالث الهجري/ النصف الثاني من القرن التاسع الميلادي، وأنه عاش في مكة بين سنة 272-296هـ / 885-909م. ومن الكتب التي اعتمد عليها الباحث في استخراج الإشارات إلى ابن سهل العماني كتاب أخبار مكة للإمام الفاكهي المكي، والمعجم في أسامي شيوخ أبي بكر الإسماعيلي الجرجاني، وتاريخ جرجان للإمام حمزة بن يوسف السهمي الجرجاني (توفي 427هـ/ 1039م)، والإكمال للحافظ ابن ماكولا (توفي 475هـ/1082م)، والأنساب للسمعاني (توفي 562هـ/1166م).

ويرجح الباحث الأستاذ الدكتور إبراهيم أبو العلا أنَّ ولادة ابن سهل كانت في منتصف القرن الثالث الهجري أي في زمن إمامة الصلت بن مالك الخروصي (237- 272هـ/851-885م)، وكان من مشاهير علماء عمان في تلك الفترة العلامة محمد بن محبوب الرحيلي والفضل بن الحواري والعلامة أبو المؤثر الصلت بن خميس الخروصي والفقيه نبهان بن عثمان السمدي النزوي. فعلى الأرجح أن ابن سهل قد نشأ وترعرع في فترة صباه في عمانـ ولكنه رحل إلى مكة لطلب علم الحديث سنة 272هـ؛ حيث تتلمذ على يد شيخه أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن العباس الفاكهي المكي الذي كان من أعلام مكة. فقد روى ابن سهل الكثير عن الفاكهي وذلك وفق ما ينقله تلميذهأبي بكر أحمد الإسماعيلي الجرجاني.

وأمضى ابن سهل جل أيامه في تحصيل العلم وتدريسه فتنوعت ثقافته وكثر تلاميذه وتتجلى أهميته العلمية كونه أحد الرواة القلائل عن شيخه الفاكهي، كما تطرق الباحث إلى منهج ابن سهل في رواية الحديث، فقد قام بتدريس بعض الكتب والأجزاء الحديثية لطلاب العلم المكيين، والقادمين والمجاورين وكان كغيره من المحدثين يجلس لطلابه في حلقته بالمسجد الحرام ويتضح من الروايات أنه كان محدثا ثقة ولم يخرج عن جملة أهل الحديث، فقد سار على منهج أهل المحدثين، فأورد مادةكتابه بطريق الرواية. والتزم بالصنعة الحديثية في أسانيده، وروى أحاديث الفاكهي كما سمعها منه. فتوفر له بذلك عنصر الأمانة في النقل والأداء شأنه في ذلك شأن شيخه الفاكهي.

ويُذكر أن كتاب "عالم عماني لم ينصفه التاريخ: ابن سهل دارسًا ومُحدِّثًا بمكة المكرمة (272-296هـ/ 885-909م)" صدر عن مطبوعات النادي الثقافي في عام 2013م، وقد حمل الكتاب رقم 6 ضمن سلسلة دراسات النادي الثقافي.

تعليق عبر الفيس بوك