حملات بيئية مكثفة لتنظيف الشعاب المرجانية والتصدي لظاهرة الرعي الجائر والملوثات النفطية بمسندم

خصب - العُمانيَّة

نظَّمتْ إدارة البيئة والشؤون المناخية بمحافظة مسندم حملات لتنظيف الشعاب المرجانية في بحار المحافظة؛ حيث تعدُّ الشعاب نظاما بيئيًّا متكاملًايحظى بأهمية كبيرة وقيمة اقتصادية وطبيعية واجتماعية وسياحية، وتتميَّز بتنوع بيولوجي عالٍ في مأوى عدد كبير من الأسماك والأحياء البحرية، كما أنَّ مستوطنات الشعاب المرجانية تعدُّ حدائق غناء يرتادها كثير من السياح وهواة الغوص لما تتميز به من مناظر خلابة وأحياء بحرية متنوعة.

وتعملُ وزارة البيئة والشؤون المناخية على تأمين سلامة البيئة في السلطنة ومكافحة التلوث والمحافظة على النظم البيئية المختلفة؛ في إطار الأهداف الأساسية للتنمية المستدامة، إضافة إلى حماية الحياة الفطرية وصون الطبيعة والحفاظ على الموارد المتجددة والعمل على استغلالها بصورة مستدامة.وتتميَّز محافظة مسندم بالتنوع الأحيائي في بيئتها البرية والبحرية؛ حيث المراعي ومجموعة متنوعة من النباتات وتنوع بحري غني يتمثَّل في مختلف أنواع الحياة البحرية والساحلية خاصة الأسماك والحيتان والدلافين والطيور. كما تعمل إدارة البيئة والشؤون المناخية بمحافظة مسندم على نشر الوعي وغرس مفاهيم متطلبات التعامل مع البيئة والشؤون المناخية لدى كافة فئات المجتمع وترسيخ مبادئ المحافظة على البيئة ومواردها الطبيعية والمساهمة في دعم الجهود المبذولة وفقا لأهداف التنمية المستدامة، إضافة إلى تكريس مبدأ التعاون والعمل الجماعي بين الجهات الحكومية والخاصة، وتأكيد البعد البيئي كإحدى الأولويات الوطنية في منظومة العمل التنموي بالسلطنة. وتقيم الإدارة في إطار جهودها ودورها العديد من الفعاليات والأعمال؛ منها: التوعوية وإلارشادية والتثقيفية والحملات التي تهدف إلى المحافظة على البيئة.

وبدءًا من العام 2004، تنظِّم الإدارة تلك الحملات سنويًّا، وارتفعت وتيرتها إلى ما بين حملتين وأربع حملات سنويًّا بدءا من العام 2011.ومن أهم المواقع التي تمَّ تنظيم حملات لتنظيف الشعاب المرجانية فيها: مناطق خور شم، وخور غب علي، ورأس كمزار، وجزيرة الخيل، وجزيرة أم الصقور، ورأس الشيخ مسعود، وخور حبلين بولاية خصب ومناطق،وخور حفة وخور معلا، ورأس المنكس، وجزيرة ليما، ورأس ليما، وجزيرة اللولو، ومنطقة قبل بولاية دباء؛ حيث تمَّ استخراج أنواع مختلفة من المخلفات المتراكمة على تلك الشعاب كشباك الصيد القديمة وأدوات الصيد الأخرى المفقودة وقوارب قديمة ومخلفات بلاستيكية...وغيرها.

ويأتي التنسيق في القيام بتلك الحملات التي ينظمها قسم صون الطبيعة بالإدارة مع الغواصين والشركات السياحية وأندية الغوص بالمحافظة والمتطوعين من المجتمع المحلي، وبمشاركة خفر السواحل التابع لشرطة عمان السلطانية ووزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه ووزارة الزراعة والثروة السمكية.

وللمحافظة على البيئة في محافظة مسندم، تقوم إدارة البيئة والشؤون المناخية بمراقبة الكائنات البحرية التي تتواجد بمياه المحافظة؛ حيث تعدُّ الدلافين من أهمها، والتي تتواجد على مدار العام، خاصة في خور شم بولاية خصب والتي تعدُّ بيئة مناسبة وهادئة يتوافر بها الغذاء اللازم لها،وتم تسجيل عدد قليل من حالات نفوق الدلافين على شواطئ محافظة مسندم كان آخرها حالة نفوق طبيعي لنوع من أنواع الدلافين في ولاية بخاء قبالة الشاطئ في أبريل 2015م، ونفوق طبيعي لحوت بمنطقة غب علي بولاية خصب في مايو 2015م؛ حيث تقوم إدارة البيئة والشؤون المناخية بمحافظة مسندم بالإجراءات المتبعة في أخذ القياسات والفحوصات اللازمة لمعرفة نوع الحيوانات وأسباب نفوقها وتوثيقها، كما تتواجد السلاحف البحرية في مياه المحافظة.

وللأهمية الاقتصادية لمضيق هرمز -كممر دولي للناقلات المحملة بالنفط- يتم في بعض الفترات تسجيل بعض حالات التلوث البحري الذي تتسبَّب فيه أحيانا حوادث ناقلات النفط والمراكب التجارية الأخرى ورمي مخلفات ناقلات النفط (مياه التوازن، وغسيل الصهاريج) في البحر ونواتج التنقيب عن النفط والتسرب النفطي من خلال عمليات التحميل والتفريغ بالموانئ وتسرب النفط من السفن غير المؤهلة.

وهناك عددٌ من الإجراءات المتبعة للتصدي للملوثات النفطية من ضمنها دور أفراد المجتمع بالتعاون مع الجهات المختصة في الإبلاغ في حالة مشاهدة أي تلوث بحري وعلى إدارة البيئة إبلاغ مركز عمليات التلوث بديوان عام الوزارة بتعبئة استمارة البلاغ الزيتي؛ وبالتالي يتم التعامل السريع مع التلوث والحد منه أو القضاء عليه وفق كثافته وكميته وقربه من السواحل.وأكثر البلاغات الواردة بشأن التلوث الزيتي تأتي من ولاية دبا وأقلها من ولاية بخاء وكانت اكثر نسبة البلاغات في عام 2003م وأقلها في سنة 1999م و2000م؛ ففي الفترة مابين عامي 2012 و2015، فقد بلغ عدد الإبلاغ ما بين حالتين إلى ثلاث حالات سنويا، وكانت أنواع البلاغات مختلفة تتمثل في تجاوزات السفن المارة عبر المضيق والحوادث الطارئة.

ومن جوانب المحافظة على البيئة في محافظة مسندم طلاء جذوع الأشجار؛ حيث تُواجه كثير من أنواع الأشجار والنباتات مؤثرات مختلفة تؤدي إلى موتها أو الإضرار بنموها، وتنتشر هذه المؤثرات في الأودية والجبال بالمحافظة حيث التواجد الكثيف للاشجار، ومن أهم تلك المؤثرات الرعي الجائر؛ حيث تقوم المواشي والحيوانات الأخرى بالتأثير على لحاء تلك الأشجار؛ مما يؤثر في نموها وضعفها؛ وبالتالي موتها في أكثر الحالات.وللمحافظة على تلك الأشجار وحمايتها يقوم المختصون بقسم صون الطبيعة بإدارة البيئة والشؤون المناخية بمحافظة مسندم بحملات طلاء لجذوع الأشجار بمشاركة المتطوعين من أفراد المجتمع المحلي.

وقامتْ الدائرة في العديد من المناسبات البيئية...وغيرها خلال الثلاث سنوات الماضية بتنظيم 13 حملة لطلاء جذوع الأشجار في المحافظة موزعة على ولايات المحافظة،وفي ولاية خصب تم طلاء حوالي 80 شجرة ابتداء من منطقة السليان، وصولا إلى منطقة الخالدية بوادي خصب ومنطقة بانة، وفي ولاية بخاء تمَّ طلاء ما يقارب الـ150شجرة في جميع المناطق والقرى التابعة لولاية بخاء (غمضاء وفضغاء والجادي والجري وتيبات)، وفي ولاية مدحاء تمَّ طلاء 60 شجرة بمنطقة صهناء وحجر بني حميد ومنطقة سعد. أما في ولاية دباء، بمنطقة خب الشامسي تم طلاء ما يقارب الـ70 شجرة.

تعليق عبر الفيس بوك