استطلاع رأي يرصد تراجع شعبية حزب ميركل بسبب أزمة اللاجئين في ألمانيا

برلين -رويترز

أظهر استطلاع للرأي أمس تراجع شعبية حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المحافظ للأسبوع الثاني إذ مثلت أزمة اللاجئين التي لم يسبق لها مثيل في أوروبا عاملا رئيسيا في تراجع التأييد.

وأظهر الاستطلاع الذي أجراه معهد فورسا تراجع التأييد لحزب ميركل بنسبة واحد بالمئة إلى 40 بالمئة بعد تراجع اثنين بالمئة الأسبوع الماضي وهو ما أرجعه المعهد إلى الانقسامات داخل حزبها بشأن حزمة الإنقاذ الثالثة لليونان.

وزادت شعبية الحزب الديمقراطي الاشتراكي الذي يتقاسم السلطة مع ميركل نقطة واحدة إلى 24 بالمئة. وزادت شعبية حزب الخضر المعارض نقطة واحدة إلى 11 بالمئة بينما تراجعت شعبية حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني نقطة واحدة إلى ثلاثة بالمئة.

وقال مانفريد جولنر رئيس معهد فورسا "أنجيلا ميركل ليس بمقدورها تسجيل (نقاط) بشأن قضية اللاجئين المهيمنة لأنها تشعر بتعرضها للضعط وذلك لا يناسب أسلوبها السياسي العملي والهادئ."وأضاف "يلاحظ الناس ذلك ويعرفون أنه حتى المستشارة لا يمكنها حل مشكلة اللاجئين بإشارة من يدها."وتجرى الانتخابات الوطنية الألمانية المقبلة في 2017.

وفي سياق متصل، قال مسؤول في ولاية بافاريا الألمانية أمس إن طالبي اللجوء الذين وفدوا إلى ألمانيا الشهر الماضي وصلوا إلى عدد قياسي بلغ 104460 شخصا ضمن موجة لم يسبق لها مثيل من اللاجئين والمهاجرين تشكل ضغطا على موارد المدن والقرى الألمانية.

وألمانيا التي تطبق قوانين لجوء متساهلة نسبيا وتقدم مساعدات سخية للاجئين هي عضو الاتحاد الأوروبي الذي يستقبل العدد الأكبر من الفارين من الحرب في الشرق الأوسط والمهاجرين لأسباب اقتصادية من دول جنوب شرق أوروبا.

وقال المتحدث باسم إميليا مولر وزيرة الشؤون الاجتماعية في ولاية بافاريا إنه بين يناير وأغسطس سجل نحو 413535 شخصا أسماءهم في نظام التسجيل الأولي للاجئين والمهاجرين الوافدين إلى ألمانيا.وأضاف المتحدث أنّ نحو ثلث عمليات التسجيل في أغسطس كانت في بافاريا.

وتواجه أوروبا أكبر أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية ولم تتوصل حتى الآن لخطة موحدة للتعامل معها. وقتل آلاف الأشخاص الهاربين من الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا وهم يقومون بالرحلة المحفوفة بالمخاطر برًا وبحرًا.

وتتوقع ألمانيا أن يتقدم نحو 800 ألف شخص بطلبات للجوء لها هذا العام أي أربعة أمثال عدد الطلبات في العام الماضي.

وأصيبت البلدات الألمانية بالارتباك جراء تدفق اللاجئين وباتت تحتاج إلى تمويل إضافي لايوائهم ورعايتهم. ودعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى توزيع عادل لطالبي اللجوء بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي كما حذرت من العنصرية بعد وقوع هجمات شبه يومية على مراكز إيواء اللاجئين.

وقالت الشرطة إنّ نحو 40 شخصًا أصيبوا ليل الثلاثاء بجروح طفيفة بعد أن اقتحم رجل مركزا للإيواء في بلدة ماسو بشرق البلاد ورش على سكانه رذاذا سبب لهم مشاكل في التنفس. ولم يتضح ما إذا كان الهجوم له دوافع عنصرية.

ونقلت صحيفة داي تسايت الألمانية عن وزير الداخلية الألماني توماس دو مازيير قوله إنّ دمج اللاجئين الجدد سيكون أكثر صعوبة من المجموعات السابقة أذ أنّ ما يصل إلى 20 في المئة منهم قد يكونون غير متعلمين وربما يجدون صعوبة في العثور على عمل.

تعليق عبر الفيس بوك